تكبدت الأسهم الصينية خسائر بلغت 420 مليار دولار في أول يوم من عودتها للتداول بعد عطلة مطولة بسبب انتشار فيروس الكورونا.
ووفقا لـ عربية نت، أغلقت بورصتا الصين القارية الإثنين على تراجع تجاوز الـ7% في أسوأ انخفاض يومي منذ صيف 2005، في أسواق تسودها حالة ذعر من وباء فيروس كورونا المستجد.
وتراجع مؤشر بورصة شنغهاي 7,72% إلى 2746,61 نقطة، بينما انخفضت سوق المال في شينزن، ثاني بورصة في الصين القارية 8,41% إلى 1609,00 نقطة، في أول جلسة لهما بعد فترة توقف طويلة بسبب عطلة راس السنة القمرية.
وفي أول جلسة صباحية تداول منذ عطلة رأس السنة القمرية، والتي تم تمديدها بسبب الوباء المتفشي، خسر المؤشر الرئيسي في بورصة شانغهاي 8,73% من قيمته ليبلغ 2716,70 نقطة، في حين خسر المؤشر الرئيسي في بورصة شنتشن 8,99% من قيمته ليبلغ 1598,80 نقطة.
وطالبت الهيئات الرقابية الصينية مديري الصناديق وشركات الوساطة بدعم الأسواق المالية، بحسب مصادر لبلومبرغ، بعد أن هوت بورصتي الصين بأكثر من 9% عند افتتاح التداولات اليوم.
وبالمقابل نجحت بورصة هونغ كونغ في مقاومة الضغوط إذ ارتفع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 0,17% إلى 26 ألفاً و356,22 نقطة.
وتوقع عمرو عبده الشريك المؤسس لأكاديمية ماركت تريدر الأميركية لدراسات أسواق المال أن تشهد الأسواق مزيداً من التسييل مع إغلاق استمر أسبوعا كاملا للأسواق. وأضاف وبالتالي لم نشهد التأثر الأولي خصوصاً أن من بين الأسهم الصينية حوالي 2900 سهم، وتم إيقاف التداول عليها ووصلت لأدنى مستوى وهو 10%.
وتابع لكن لا أعتقد أن نشهد تصحيحا مستمرا ومستداما لفترة طويلة، وفي حال المقارنة بعام 2002 نجد أن أسواق الأسهم الصينية تحديداً بعد 12 شهرا من انتشار الفيروس عوضت كل الخسائر. من جهة أخرى، نرى تدخلا قويا للحكومة الصينية بضخ 171 مليار دولار.
وأضاف نشهد أيضاً انخفاضاً في الطلب على النفط بحدود 200 ألف إلى 250 ألفا، وإذا ما تحول مدى فتاكة المرض بنفس النسبة التي كان عليها سارس وهو 10% فمن المتوقع زيادة الانخفاض على الطلب بحوالي 700 إلى 800 ألف برميل يومياً. وهذا يعني تخفيض الزيادة على الطلب التي كانت متوقعة في 2020 بـ50% .
وبسبب عطلة رأس السنة القمرية، أغلقت بورصتا شنغهاي وشنتشن منذ 24 يناير، أي غداة الحجر الصحي الذي فرضته السلطات عملياً على مدينة ووهان، بؤرة الوباء في وسط البلاد، وفقاً لما نقلته وكالة فرانس برس.
وكان من المفترض أن تعاود البورصتان العمل يوم الجمعة، إلا أن بكين قررت تمديد عطلتهما ثلاثة أيام كي تعطي نفسها مزيداً من الوقت لمكافحة الوباء بشكل أفضل.
إلى ذلك، أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض اليوم الاثنين مقتدية بموجة البيع الضخمة في الأسهم الصينية بسبب تنامي المخاوف من التأثير الاقتصادي لانتشار الفيروس التاجي.
وأغلق المؤشر نيكاي القياسي على انخفاض 1.01% إلى 22971.94 نقطة، وقاد قطاعا شركات المنتجات الاستهلاكية وشركات تكنولوجيا المعلومات الهبوط بالسوق.
وخلال العطلة كانت مؤشرات الأسهم العالمية تراكم خسائرها بسبب المخاوف التي تملكت المستثمرين من العواقب المحتملة للوباء على النمو في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
لكن على أي حال فإن الأسهم المدرجة في بورصتي شنغهاي وشنتشن لا يمكن أن تخسر خلال جلسة واحدة أكثر من 10%، إذ تنص قواعد السوق المالية على تعليق التداول على السهم حالما تبلغ خسائره 10%.
والفيروس الذي أدى حتى اليوم إلى وفاة 362 شخصاً، جميعهم في الصين باستثناء واحد في الفلبين، وإصابة أكثر من 17 ألف شخص به في الصين، يواصل تفشيه في هذا البلد وخارجه في حين فرضت بكين إجراءات غير مسبوقة لاحتوائه أدت إلى شلل قطاعات بأسرها من الاقتصاد الوطني.
ويعتبر الهبوط الذي حصل الاثنين في بورصتي الصين متوقعاً بعد هذه الفترة الطويلة من الإغلاق.
وكانت السلطات الصينية استبقت استئناف أسواق المال أعمالها بإطلاق مبادرة لطمأنة المستثمرين، إذ أعلن البنك المركزي الصيني أنه سيضخ الاثنين 1200 مليار يوان (156 مليار يورو) للتصدّي لتداعيات الوباء على الاقتصاد.