بالرغم من التقلبات الشديدة التي تصيب أسواق العملات المشفرة على مدار تعاملات شهر مايو، يوجد القليل من الأصول المشفرة التي حافظت على تماسكها ولم تتراجع بنفس وتيرة الهبوط العنيفة التي هبطت بها العملات الأخرى، مما زاد الثقة في أوساط المستثمرين الذين لديهم مراكز قائمة في تلك العملة.
ووفقاً لـ عربية نت ارتفع سعر عملة كاردانو أو ما يصطلح على تسميته بعملات الجيل الثالث، بنحو 17% في وقت سجلت بيتكوين أحد أسوأ شهورها على صعيد الأداء في مايو، بعد خسارتها نحو 40% من قيمتها السوقية، بحسب بيانات Investing وحسابات العربية.نت.
واتسم أداء الغالبية العظمى من بقية الأصول المشفرة بالتقلب خلال الشهر الماضي، ومنها دودج كوين التي تعد العملة المدللة لدى قطب الأعمال الأميركي إيلون ماسك، إذ تراجع سعر العملة بنحو 18% على مدار تعاملات الشهر الجاري لتنضم لموجة التقلبات التي ضربت الأصول المشفرة.
ما هو الكاردانو؟
بدأ مجموعة من المهندسين في تطوير العملة للمرة الأولى في عام 2015 اعتمادا على تقنية بلوك تشين، مع استخدام خوارزميات جديدة تجعلها أكثر أمنا، قبل أن يبدأ التداول الرسمي لها بعد نحو عامين لتبدأ العملة المشفرة رحلة من الصعود المتواصل.
ومن مستويات لم تتجاوز 20 سنتا نهاية العام الماضي، تحوم كاردانو حاليا حول أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 1.4 دولار بارتفاع نسبته 810% وقيمة سوقية تتجاوز 50 مليار دولار وفقا لبيانات Coin Desk، التي تشير أيضا إلى أن إجمالي المعروض من العملة يبلغ حاليا 32 مليار قطعة فقط.
وتتجاوز العملة الكثير من المشاكل التي تعاني منها العملات المشفرة الأخرى، وفي مقدمتها الأمان، إذ يشير تقرير سابق لوكالة بلومبرغ إلى ندرة عمليات الاحتيال التي تتم باستخدام تلك العملة، مع اعتمادها على تكنولوجيا متقدمة تجعل من استخدامها في تلك الأمور أمرا صعبا للغاية.
سباق محموم
بيد أن إحدى أكبر الصعوبات التي تواجه كاردانو هي المنافسة الشرسة في أسواق العملات المشفرة، مع إطلاق مشاريع شبيهة لتلك العملة والعمل على تطويرها، ما يعقد من مهمة مواصلة الصعود خلال الفترة المقبلة، إذ تشير توقعات بيوت الأبحاث على غرار Coin Switch إلى أن سعر كاردانو قد يصل لمستويات 3 دولارات بحلول 2025.
وتبدو وتيرة الهبوط أو الصعود التي تتمتع بها كاردانو بعيدة عن التقلبات العنيفة التي تشهدها الأصول المشفرة بوجه عام، في وقت تعتمد العملة المشفرة على استخدام طاقة أقل في عمليات التعدين، ما يجعل الكثيرين يقبلون على الأمر في وقت يبلغ الحد الأقصى للكمية المعروضة 45 مليار كاردانو، أي أن ما تبقى يبلغ نحو 13 مليار كاردانو.
ويمثل ذلك الأمر عقبة في مستقبل المسار الصعودي لسعر العملة، بالنظر إلى المعروض الكبير منها مقارنة مع العملات المشفرة، ليبقى الاستثمار في أي أصل مشفر أمرا محفوفا بالمخاطرة ولكن المخاطرة في كثير من الأحيان تجعل المستثمرين لا يشعرون بالندم إذا ما حدث مثل ما حدث مع بيتكوين والذي قدم عوائد خيالية لمن قام ببناء مراكز طويلة الأجل.