تقرير خاص ـ (نمازون):
لا تزال مجموعة من الشركات السعودية المدرجة، تسابق الزمن من أجل التوصل لخطة إنقاذ، للخروج من دائرة الخسائر المتراكمة، والبعد عن حافة الهاوية، بينما تمكنت شركات أخرى من تعديل أوضاعها، لتلتقط أنفاسها، ولو بشكل مؤقت.
وشهدت قائمة الشركات التي لديها خسائر متراكمة أكثر من 20%، من رأسها، انضمام شركات جديدة، بنهاية نتائج الربع الأول من عام 2020، وخروج شركات أخرى من القائمة.
ووفقا للبيانات المتاحة لدى موقع (نمازون)، ضمت قائمة الشركات صاحبة الخسائر المتراكمة على موقع السوق المالية السعودية 22 شركة، موزعة على 3 نطاقات.
وتحتفظ هذه الشركات بخسائر متراكمة بقائمة حقوق المساهمين، تصل إلى نحو 6.5 مليارات ريال، تمثل 29.8%، من إجمالي رأس المال المجمع لهذه الشركات، الذي يقدر بنحو 22 مليار ريال.
وتميز السوق المالية السعودية هذه الشركات بثلاثة علامات، بحسب نسبة الخسائر المتراكمة من رأس المال، حيث تتميز الشركات التي لديها خسائر 50% فأكثر من رأسمالها باللون الأحمر، وما يعني علامة خطر لهذه الشركات.
أما الشركات التي لديها خسائر أقل من 50% إلى 35% من رأس المال، فتتميز بالون البرتقالي، وهو أقل خطرا، ثم تأتي الشركات التي لديها خسائر أقل من 35%، إلى 20% من رأسمالها، وهي التي تتميز باللون الأصفر.
على رأس القائمة
وتتربع كل من شركة أبناء عبدالله عبدالمحسن الخضري، والشركة السعودية الهندية للتأمين وفا للتأمين، على رأس القائمة، بلا منازع بعد أن اقتربت الخسائر المراكمة في الشركتين من ضعف رأس المال.
وبلغت الخسائر المتراكمة، لشركة الخضري نحو 1.1 مليار ريال، تمثل 198.52% من رأس المال، البالغ 557.81 مليون ريال، وفقا لآخر بيانات مالية للشركة.
وأعلنت شركة أبناء عبدالله عبدالمحسن الخضري، مؤخرا عن اعتماد القائمة النهائية لمطالبات الدائنين، من قبل المحكمة التجارية بالدمام، وذلك ضمن إجراءات إعادة التنظيم المالي بموجب نظام الإفلاس السعودي التي تخضع له الشركة.
وتأتي الشركة السعودية الهندية للتأمين التعاوني (وفا للتأمين)، بالمركز الثاني، بخسائر متراكمة تبلغ 176.45 مليون ريال، بما يعادل 176.45% من رأسمال الشركة الذي يبلغ 100 مليون ريال.
وأعلنت وفا للتأمين، في أبريل الماضي، عن تصديق المحكمة التجارية بالرياض، على مقترح إعادة التنظيم المالي، وذلك بعد موافقة غالبية الدائنين على مقترح إعادة التنظيم المالي للشركة بموجب نظام الإفلاس السعودي.
شركات جديدة
وشهدت قائمة الشركات التي لديها خسائر متراكمة 20% فأكثر من رأسمالها، انضمام 4 شركات جديدة، بنهاية الربع الأول من عام 2020، بعد إضافة خسائر جديدة.
وكانت شركة إعمار المدينة الاقتصادية، أبرز هذه الشركات، بعد ارتفاع خسائرها المتراكمة، إلى 1.71 مليار ريال، كما في نتائج الشركة للربع الأول من العام الحالي، تمثل 20.13% من رأسمالها البالغ 8.5 مليار ريال.
وأرجعت إعمار خسائرها المتراكمة إلى التحول إلى المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، الذي أدى إلى تسجيل خسائر بقيمة 1.4 مليار ريال، نتيجة تغيير منهجية اختبار انخفاض قيمة الأصول التشغيلية.
وتعود الخسائر كذلك إلى تفريغ تكاليف الاقتراض بنحو 257 مليون ريال، كما بنهاية عام 2019، وتم تحميلها على الخسائر المتراكمة الافتتاحية.
وتابعت الشركة أن جائحة كورونا، أدت إلى انخفاض تقييم عقارات التطوير بقيمة 89 مليون ريال، والتي تم الاعتراف بها في دفاتر الحسابات في الربع الأول من عام 2020.
ومن جانبها، رفعت شركة أميانتيت العربية السعودية، خسائرها المتراكمة، بنهاية الربع الأول من 2020، إلى 149.6 مليون ريال، بما يعادل 43.4% من رأسمال الشركة البالغ 344.5 مليون ريال.
وأوضحت أميانتيت أن أسباب ارتفاع خسائرها المتراكمة، تعود إلى تسجيل صافي خسارة نتيجة انخفاض أسعار البيع بسبب المنافسة الحادة، وارتفاع كلفة الإنتاج.
وبينت أن أسباب الخسائر تعود كذلك إلى تجنيب مخصصات إضافية بنحو 28.5 مليون ريال، لخسائر الائتمان المتوقعة، ومخصصات بـ 30.2 مليون ريال للذمم المدينة، إلى جانب خسارة تحويل عملات أجنبية بقيمة 23.2 مليون ريال عن بيع استثمارات بمصر.
خارج القائمة
وعلى صعيد تعديل الأوضاع، تمكنت 3 شركات مدرجة عن إطفاء جميع خسائرها المتراكمة، أو تراجعها عن 20% من رأس المال، لتخرج من القائمة.
وأعلنت شركة وفرة للصناعة والتنمية، في شهر يونيو، عن إطفاء جميع خسائرها المتراكمة، عن طريق تخفيض رأس المال، بعد موافقة الجمعية العامة للشركة.
ووافق مساهمو الشركة خلال الجمعية العامة غير العادية، على تخفيض رأس المال نحو 61.4%، إلى 77.17 مليون ريال، لإطفاء خسائر متراكمة بقيمة 122.83 مليون ريال.
وكشفت عناية السعودية للتأمين التعاوني، أن خسائرها المتراكمة تراجعت إلى 11.71 مليون ريال، بما يعادل 7.8% من رأس المال، كما بتاريخ 30 أبريل 2020.
وأوضحت الشركة أن السبب الرئيسي لانخفاض الخسائر المتراكمة يعود إلى تخفيض رأسمال الشركة عن طريق إلغاء 15 مليون سهم من أسهم الشركة.
وبلغت الخسائر المتراكمة للشركة بنهاية الربع الأول من عام 2020، نحو 167.78 مليون ريال، تمثل 55.93% رأس المال البالغ 300 مليون ريال قبل التخفيض.
ارتفاع الخسائر
وشهد عدد كبير من الشركات التي لديها خسائر متراكمة، ارتفاع الخسائر، بنهاية الربع الأول من العام الحالي، مقارنة الربع السابق، بعد إضافة خسائر جديدة.
وتصدرت شركة تهامة للإعلان والعلاقات العامة القائمة، بعد ارتفاع خسائرها المتراكمة إلى 37.6 مليون ريال، بنهاية السنة المالية المنتهية في31 مارس 2020، تمثل50.1% من رأس المال، البالغ 75 مليون ريال.
وأرجعت تهامة ارتفاع الخسائر المتراكمة إلى ارتفاع خسارة التشغيل نتيجة أثر جائحة كورونا على جميع قطاعات الشركة، إلى جانب انتهاء عقد تأجير المواقع الإعلانية بمدينة الرياض.
وأوضحت الشركة أن أسباب زيادة الخسائر المتراكمة تعود كذلك إلى تسجيل مخصص مخزون بطى الحركة، وخسائر انخفاض القيمة، بالإضافة إلى قيد خسائر انخفاض قيمة أصول غير ملموسة.
وكان المركز الثاني من حيث ارتفاع الخسائر المتراكمة، لشركة سلامة للتأمين، التي صعدت بخسائرها إلى 79.3 مليون ريال، بحسب نتائج الشركة بالربع الأول من عام 2020، تمثل نحو 32% من رأسمال الشركة البالغ 250 مليون ريال.
وتكبدت الشركة خسائر صافية بلغت نحو 25.4 مليون ريال بالربع الأول من العام الحالي، مقابل 14.58 مليون ريال، صافي خسارة الشركة بالفترة نفسها من العام الماضي.
نحو التعافي
واستطاعت 3 شركات، من تقليص خسائرها المتراكمة، بشكل محدود، وفقا لنتائج هذه الشركات في الربع الأول من عام 2020، لتتجه نحو التعافي والخروج من دائرة الخطر.
وجاءت زين السعودية، في مقدمة هذه الشركات، بعد أن قلصت خسائرها المتراكمة نحو 6.5%، لتصل إلى 1.5 مليار ريال، تمثل 25.75% من رأسمال الشركة الذي يبلغ 5.84 مليار ريال.
وكشفت البيانات المالية للشركة بالربع الأول من العام الحالي تحقيق أرباح صافية بلغت 105 مليون ريال، مقابل 129 مليون ريال خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بتراجع 18.6%.
وأوضحت الشركة أن تراجع خسائرها المتراكمة، مقارنة بنحو 1.6 مليار ريال خلال الربع السابق تمثل 27.5 % من رأسمال الشركة، يعود بشكل أساسي إلى تسجيل صافي أرباح خلال الربع الأول.
وتراجعت الخسائر المتراكمة للمجموعة المتحدة للتأمين التعاوني أسيج بنسبة 3.75% إلى نحو 57 مليون ريال، بنهاية الربع الأول من 2020، تمثل 28.64% من رأسمال الشركة البالغ 200 مليون ريال.
وصعدت أسيج بصافي الربح قبل الزكاة، إلى نحو 2.88 مليون ريال، خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بـ 1.98 مليون ريال للربع المماثل من العام الماضي، بارتفاع نسبته 45.4%.
نمازون متابعة ممتعة بالمعرفة