استعادت المؤشرات الأميركية بعضاً من الإيجابية في ختام تعاملات، الجمعة، لكنها سجلت أسوأ أسبوع منذ عدة أشهر حيث أثار وابل من إجراءات السياسة التجارية قلق المستثمرين فيما أدى بيان الوظائف القلق من الركود الاقتصادي.
وأتى تحسن السوق بعد تصريحات رئيس الفدرالي الأميركي جيروم باول بأن الاقتصاد الأميركي يسير بشكل جيد. وتخطى مؤشر ناسداك 100 عتبة التصحيح لفترة وجيزة. وتراجعت أسعار السندات.
ارتفع المؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.6%، إلى 5,770.20 نقطة، لكنه سجل أسوأ أسبوع منذ سبتمبر.
في حين ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.7%، إلى 18,196.22 نقطة.
وأضاف مؤشر داو جونز الصناعي 171 نقطة، أو 0.4% إلى 42,801.72 نقطة.
شهد يوم الجمعة تداولات متقلبة، حيث انخفض مؤشر داو بأكثر من 400 نقطة عند أدنى مستويات الجلسة. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك بأكثر من 1% عند أسوأ نقاطهما في يوم التداول.
جاء تقرير الوظائف لشهر فبراير دون مفاجآت تذكر للمستثمرين، حيث ارتفعت وتيرة التوظيف بشكل طفيف وسط تصاعد مخاوف المستثمرين بشأن مسار سوق العمل الأميركي والاقتصاد الأوسع.
ارتفاع معدل البطالة
في الوقت نفسه، ارتفع معدل البطالة في فبراير مقارنة بالقراءة السابقة المسجلة في شهر يناير.
وأظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الصادرة يوم الجمعة أن الاقتصاد أضاف 151,000 وظيفة جديدة في فبراير، متخلفاً عن توقعات الاقتصاديين التي بلغت 159,000 وظيفة، ولكن أعلى من الزيادة المسجلة في يناير والبالغة 125,000 وظيفة بعد التعديل. فيما ارتفع معدل البطالة إلى 4.1% بعد أن سجل 4% في يناير.
أما نمو الأجور، وهو مؤشر مهم لقياس الضغوط التضخمية، فقد ارتفع بنسبة 4% على أساس سنوي في فبراير، منخفضًا عن 4.1% في يناير. وعلى أساس شهري، زادت الأجور بنسبة 0.3%، وهو أقل من الزيادة المسجلة في الشهر السابق عند 0.4%.
في الوقت نفسه، انخفض معدل المشاركة في القوى العاملة إلى 62.4% مقارنة بـ 62.6% في يناير.
يأتي هذا التقرير في أسبوع شهد تقلبات حادة في الأسواق، حيث استوعب المستثمرون سلسلة من البيانات الاقتصادية الأضعف من المتوقع، إلى جانب تدفق مستمر لعناوين الأخبار المتعلقة بالتعريفات الجمركية من الرئيس دونالد ترامب، مما زاد من حالة الضبابية حول آفاق النمو الاقتصادي.
مرت الأسهم برحلة مليئة بالتقلبات هذا الأسبوع مع سياسات الرسوم الجمركية للرئيس دونالد ترامب التي تقلق المستثمرين بشأن النمو والتضخم في الولايات المتحدة في المستقبل.
تصريحات باول
في تعليقات منتظرة، قال رئيس الفدرالي الأميركي جيروم باول إن المجلس لن يتعجل خفض أسعار الفائدة بينما ينتظر المزيد من الوضوح بشأن تأثير سياسات إدارة ترامب الجديدة على الاقتصاد.
وأوضح باول في تصريحات في منتدى اقتصادي في كلية بوث للأعمال بجامعة شيكاغو في مدينة نيويورك الإدارة الجديدة بصدد تنفيذ تغييرات سياسية كبيرة في أربعة مجالات بعينها: التجارة والهجرة والسياسة المالية والتنظيم.. لا يزال الغموض بشأن التغييرات وتأثيراتها المحتملة مرتفعاً.
ورغم أن باول قال إن الاقتصاد لا يزال في وضع جيد، فإن البيانات تشير أيضاً إلى تباطؤ محتمل في إنفاق المستهلكين وغموض متزايد بشأن التوقعات الاقتصادية بين الشركات.
وقال علينا أن ننتظر لنرى كيف قد تؤثر هذه التطورات على الإنفاق والاستثمار في المستقبل.
من جانبه، قال ترامب يوم الخميس إن مجموعة من السلع من كندا والمكسيك التي تغطيها اتفاقية التجارة لأميركا الشمالية المعروفة باسم USMCA ستكون معفاة من الرسوم الجمركية المعلنة حتى 2 أبريل.
تراجع أسهم تسلا
تراجعت أسهم تسلا Tesla بنحو 1% خلال جلسة تعاملات ختام الأسبوع.. لتقترب من تسجيل خسائر أسبوعية بأكثر من 13%.
وأدى ارتباط الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، المثير للجدل بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإضفاء ضبابية على معنويات المستثمرين بشأن السهم.
أسهم McDonald’s عند أعلى مستوياتها
ارتفعن أسهم ماكدونالدز McDonald’s بأكثر من 3% خلال تعاملات الجمعة، لتصل إلى أعلى مستوياتها عند 320.45 دولار.
كانت أسهم شركة الوجبات السريعة العملاقة قد تراجعت إلى أدنى مستوى لها عند 276.53 دولار في 16 يناير/ كانون الثاني، لكنها ارتفعت بنحو 16% منذ ذلك الحين.
في تعاملات 10 فبراير/ شباط ارتفعت الأسهم بنحو 10% عندما أعلنت الشركة عن عودة المبيعات العالمية إلى النمو في الربع الرابع. فيما لفت تحليل لـ InvestingPro إلى أن السهم يتداول فوق قيمته العادلة.
بيسنت: الاقتصاد قد يبدأ في التعافي قليلاً
قبل إصدار تقرير الوظائف لشهر فبراير، قال وزير الخزانة سكوت بيسنت في برنامج Squawk Box إن هناك علامات ضعف في الاقتصاد الأميركي.
وأضاف بيسنت: هل يمكن أن نرى أن هذا الاقتصاد الذي ورثناه بدأ في التعافي قليلاً؟ بالتأكيد. وانظر، سيكون هناك تعديل طبيعي مع ابتعادنا عن الإنفاق العام إلى الإنفاق الخاص.
وبشأن الرسوم الجمركية رأى أنها ستؤدي إلى تعديل الأسعار لمرة واحدة بدلاً من التضخم الطويل الأجل.
بورصة ناسداك الأميركية تخطط للتداول طيلة 24 ساعة
تدرس شركة ناسداك تمديد ساعات التداول في بورصتها لتصبح على مدار 24 ساعة، سعياً للاستفادة من الطلب المتزايد عالميا على الأسهم الأميركية، وفقاً لما أعلنه رئيس الشركة تال كوهين عبر منشور على منصة لينكد إن.
وبورصة ناسداك هي ثاني أكبر مشغل للبورصات في أميركا، تعتزم تطبيق نظام التداول المستمر 5 أيام في الأسبوع، ومن المتوقع بدء العمل بهذا النظام في النصف الثاني من 2026، بعد الحصول على الموافقات التنظيمية وضمان توافقه مع بقية القطاع.
الأسهم تتجه نحو أسوأ أسبوع منذ سبتمبر
مع جلسة الجمعة، تتجه المؤشرات الثلاثة الرئيسية نحو أسوأ أسابيعها منذ سبتمبر.
انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 4.1% خلال الأسبوع حتى الآن. وتراجع مؤشر داو جونز بنسبة 2.9%، بينما خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 3.6%.