- نقترب من نهاية 2019 ، ومازالت كما هو ظاهر أمامنا العملة الاوروبية الموحدة، اليورو في إتجاة عام هابط على المدى المتوسط والبعيد ، حيث سجل اليورو هبوط امام الدولار الأمريكي إنخفاض من مستويات 1.1800 وذلك منذ ديسمبر 2018 ، ليسجل أدنى مستويات فى عامين ونصف العام عند مستويات 1.0890 والتى سجلها خلال بداية شهر أكتوبر الماضى، مسجلاً بذلك إنخفاض 950 نقطة تقريبا.
- ومن الجدير بالذكر أن ، تلك الإنخفاضات تتمركز داخل قناة سعرية هابطة، ليتداول بين حدودها السعرية ارتفاعاً وإنخفاضاً ، في إشارة الى قوة و ( تعمد ) ذلك الإتجاة، حيث أن تلك الإنخفاضات ممنهجة ومسلسلة، وليست إنخفاضات عشوائية او نتيجة لتقلبات الاسواق.
- وأذا أخذنا اكثر فى التفحص والمراجعة ، نجد أن العملة المقابلة وهى ( الدولار الأمريكي )، كان له اليد العليا فى ذلك الإتجاة، حيث قوة الدولار هى من تسببت فى تلك السلسلة من الإنخفاضات المتتالية، فقد شهدنا منذ 2015، تحول الفدرالي الأمريكي الى إتباع سياسة الشديد النقدى، وذلك من خلال عدده رفعات متتالية للفائدة على الدولار الامريكي.
- وهوالامر الذى عمل على إقبال المؤسسات والبنوك الكبرى على الدولار الأمريكي كعملة يمكن الربحية منها لإرتفاع الفائدة عليها ، الأمر الذى بطبيعه الحال أدى الى إرتفاع الدولار امام معظم العملات الرئيسية، خاصاًَ اليورو الذى يواجة العديد من المشاكل وعلى رأسها البريكست، وتباطؤ النمو فى منطقة الإتحاد الاوروبي، بالإضافة الى توفير الكثير من المال الرخيص ( اليورو )، نتيجة سياسة المركزي الاوروبي، بشأن التيسير الكمى.
-ويأتى التسأل الاهم فى الوقت الحالى، هل سوف تستمر تلك القناة السعرية الهابطة خلال نهاية العام الحالى، و بداية الربع الاول من العام القادم 2020، وللإجابة عن تلك التساؤلات فيجب عمل مراجعات واحصائيات للبيانات القادمة من الإتحاد الاوروبي، ومقارنتها بمثيلاتها فى الامريكي، مع الإخذ فى الإعتبار وجود رئيس جديد للمركزى الاوروبي، وهى كريستين لاجارد، وحتى الان لم تعلن عن رؤيتها وسياستها بشأن إقتصاد منطقة اليورو، وما هى الحلول والادوات التى سوف تستخدمها للنهوض بإقتصاديات دول تلك المنطقة، والعمل على دفع النمو فى الإتحاد الاوروبي خلال فتره رئاستها.
- ولكن على المدي القصير، مادام زوج اليورو دولار يتداول داخل حود القناة السعرية الهابطة، ولم نشهد أى إختراقات حقيقة ، فأن الصوره سوف تظل سلبية على الإقل فى المدى القصير، او خلال الربع الرابع من العام الحالى، 2019 ، لذلك تظل منطقة ( 1.1200 : 1.1400 ) ، هى مناطق فاصلة ومغيرة للإتجاة، لذلك يجب مراقبتها جيدا، ومراقبة سلوك الإسعار فى تلك المناطق لمعرفة الإتجاة الحقيقى خلال الفتره القادمة.