ألقى التقرير الصادر عن بيانات التضخم الأمريكية، أمس الثلاثاء، بظلال سلبية على أسواق الأسهم الأمريكية والعالمية وسوق العملات الرقمية، إضافة لتأثر أثرياء العالم بتلك البيانات.
بحسب التقرير، سجلت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفاعاً مفاجئاً في شهر أغسطس الماضي على أساس شهري، إذ قوبل تراجع أسعار البنزين بارتفاع في تكاليف الإيجار والطعام، مما يعطى غطاء لمجلس الاحتياطي الاتحادي لإعلان زيادة كبيرة أخرى في أسعار الفائدة يوم الأربعاء المُقبل.
وقالت وزارة العمل الأمريكية أمس، إن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 0.1%، في الشهر الماضي بعدما ظل دون تغيير في يوليو 2022.
مع صدور تلك البيانات السلبية، تبخرت نحو نصف تريليون دولار من القيمة السوقية لخمس شركات فقط في وول ستريت خلال تعاملات أمس فقط، وذلك نتيجة الخسائر الحادة التي منيت بها الأسواق الأمريكية في أعقاب صدور التقرير.
وتكبدت الأسواق الأمريكية خسائر قاسية بالأمس، عندما تدافع المستثمرون لبيع الأسهم التي بحوزتهم خوفاً من مرحلة ما بعد رفع أسعار الفائدة على الدولار الأميركي، فيما تكبدت الشركات الكبرى خسائر قياسية بالمليارات في قيمها السوقية.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 1276 نقطة (أو 3.9%). كما انخفض مؤشر (S&P500) القياسي بنسبة 4.3%، مع انخفاض جميع الأسهم المكونة له باستثناء ستة فقط.
وكان أداء مؤشر (ناسداك المركب) أسوأ مع انخفاض بنسبة 5.2%، مما يعكس بيع الأسهم الموجهة نحو التكنولوجيا. كما انخفض مؤشر (ناسداك 100* بنسبة 5.5% مع إغلاق كل أسهمه في المنطقة الحمراء.
وخسرت أكبر خمس شركات في (S&P 500) من حيث القيمة السوقية 477 مليار دولار، أي نحو نصف تريليون دولار، خلال تداولات الثلاثاء، بحسب ماركت ووتش.
الخسائر طالت سوق العملات الرقمية أيضاً، حيث هوت السوق الرقمية إلى ما دون التريليون دولار مع تراجع حاد سجلته العملة الرئيسية المشفرة بيتكوين (BTC).
وتراجعت عملة بيتكوين إلى مستويات حرجة فوق 20 ألف دولار بقليل، مسجلة خسائر بنحو 9% بعد موجة بيع قاسية في أعقاب التوقعات بمزيد من الارتفاع في أسعار الفائدة على الدولار.
وتراجعت القيمة السوقية الإجمالية لسوق العملات المشفرة، أمس الثلاثاء، بنسبة 7% تقريباً إلى 998 مليار دولار من 1.07 تريليون دولار، بحسب ما أعلنت كوين ماركت كاب في تقرير اطلعت عليه العربية.نت.
كما تلقى أثرياء الولايات المتحدة ضربة كبيرة عقب صدور تقرير التضخم أمس، حيث تراجعت ثروات أغنى المليارديرات الأمريكيين خلال يوم واحد بمقدار 93 مليار دولار، وهي تاسع أسوأ خسارة يومية على الإطلاق.
وتراجعت ثروة جيف بيزوس بمقدار 9.8 مليار دولار، وهي أكبر ثروة من بين تلك التي تم تتبعها من قبل مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات. كما انخفض صافي ثروة إيلون ماسك بمقدار 8.4 مليار دولار.
وتراجعت ثروات مارك زوكربيرغ ولاري بيدج وسيرجي برين وستيف بالمر بأكثر من 4 مليارات دولار لكل منهم، بينما خسر وارن بافيت 3.4 مليار دولار، وتكبد بيل غيتس خسائر بنحو 2.8 مليار دولار.
وبشكل عام تراجعت ثروة أغنى 500 شخص في العالم بنحو 1.2 تريليون دولار عما كانت عليه في بداية العام الحالي.
وقالت وكالة بلومبرغ إن الخسائر الكبيرة للمليارديرات تعكس عمليات البيع الواسعة في سوق الأسهم الأمريكية، حيث يراهن المستثمرون على أن بيانات مؤشر أسعار المستهلك التي جاءت أعلى من المتوقع ستؤدي إلى رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بشكل أكثر قوة.