الموضوع : نظرة فنية للحركة المتوقعة لسوق دبي المالي
حسب نظرية داو تقسم ترندات الحركة الى ثلاثة انواع اساسية الرئيسي والثانوي والقصير او اليومي ضمن دورات بأنواعها سواء السعرية او الزمنية , واذا ما اخدنا الدورة الحالية من قاع ٢٥٩٠ فإننا نعتبر في ترند صاعد رئيسي لم يتغير اتجاهه الى هابط حتى الآن حسب الاعتبارات والشروط الفنية , وتتخلل الترندات الرئيسية ترندات ثانوية قد تمتد لعدة شهور وتؤثر في الحركة الرئيسية وقد تكون دلالة في بعض الاحيان على تغير الاتجاه الرئيسي .
وتكون الترندات الثانوية بطبيعة الحال منقسمة الى قسمين ، الاول مع الاتجاه العام والثاني عكس الاتجاه العام فيما يعرف بالتحركات او الموجات التصحيحة حسب نظرية اليوت ، وتأتي هذه التحركات بشكل إما عرضي أو حاد في الاتجاه المعاكس للترند الرئيسي ولها شروطها وقواعدها من ناحية الأطوال والفترات الزمنية دون اغفال ضغط الدورات الاكبر على الدورة الحالية ولسنا بمعرض الخوض في تفاصيلها هنا وإنما من باب الفكرة العامة.
بناء على ماسبق وحسب نظرتنا للمؤشر العام لسوق دبي المالي ، فالمؤشر يقع حاليا ضمن احد الترندات العرضية ذات الفترات الزمنية الممتدة DT، وهنا قد يرى المتداول ان التراجعات حادة حسب تقديره من زاوية التداول اليومي اذا يغلب طابع المضاربات اليومية على النسبة الأكبر من متداولي سوق دبي ، ولكن اذا ما نظرنا للحركة السعرية على فاصل زمني اسبوعي مثلا دون ربطها بالتداول اليومي ، فسنرى بوضوح ان التحرك بشكل عرضي كما هو موضح في الرسم البياني داخل المستطيل الاصفر , اذ ان الحركة السعرية خلال الفترة مابين ابريل ٢٠١٦ الي يومنا هذا انحصرت في نطاق سعري ٤٥٠ نقطة تقريبا متذبذبة حول متوسط ٢٠٠ اليوم والمستخدم لتحديد الاتجاهات البعيدة و مشكلةً عدة قمم وقيعان بين ٣٢٠٠ و ٣٦٥٠ ، صحيح ان ٤٥٠ نقطة تمثل نسبة عالية من مؤشر قوامه ٣٥٠٠ نقطة في المتوسط وهو السبب الرئيس في حالة الاحباط التي اصابت المتداولين اضافة للفترة الزمنية ،ولكن فنيا تبقى حركة عرضية.
في امتداد سابق لتحليلاتنا عند مستويات ٣٦٥٠ الأخيرة أشرنا في عدة مناسبات لضعف التحرك وتشكيل قمم متناقصة عند مستويات مقاومة وعرض سابقتين فشل المؤشر بتجاوزها في ٧ مرات سابقة منذ اكتوبر ٢٠١٥ وأنه من المتوقع ان نواجه موجة تراجعات ستطيح بالمؤشر من على مستويات ٣٥٠٠ . ومع ذلك جاءت حركة الهبوط اقوى من التوقعات دون احترام لعدة مناطق دعوم فنية تزامنا مع اسباب أساسية او اخبارية متمثلة بمجموعة من الاحداث الجيوسياسية , اذ تصاعدت وتيرة الهبوط في اخر ثلاث جلسات بضغط من القطاع العقاري كمسبب داخلي وكمسبب خارجي تمثل بتحرك السوق السعودي -تاسي مؤخرا نظرا للأحداث الجارية.ليكسر المؤشر مستوى ٣٤٠٠ في جلسة ٨-١١ بهبوط مباشر.
وبنظرة فنية على الهبوط الحاد الاخير والذي يعتبرمن خصائص الموجات التصحيحية c والثالثة منها تحديدا وباستخدام مجموعة من الاداوت يرجح ان عملية الهبوط لم تنتهي حتى الآن وإن كان من المتوقع ان نشهد بعض الارتدادت المضاربية على مستوى الحركة اليومية او الترند القصير كما سنشرح لاحقا .
حيث انه وبحساب الموجات يتبقى ضلعين للحركة على اقل تقدير احدهما تصحيحي للأعلى والثاني في اتجاه الترند الثانوي الهابط لينهي هبوطه عند الترند(الفني) الصاعد من قاع ١٢٩٤ منذ عام٢٠١٢ كتحليل كلاسيكي ويكون ذلك بالقرب من مستويات ٣٢٠٠ على الأرجح أو ٣٣١١ على افضل تقدير في حال انقطاع الموجة الأخيرة.ولا نرى أي كسر لمستويات ٣٠٠٠ حاليا سواء من ناحية فنية أو من ناحية احصائية لدراسة الاسعار والاحجام وأوزانها في المؤشر.
وبالعودة للترند الرئيسي المشار له اعلاه من قاع ٢٥٩٠ فإننا نرجح ان يكون الهبوط الحالي هو الهبوط الأخير حسب الرسم البياني ادناه لنموذج DT ضمن الدورة الحالية وأن يستأنف اتجاهه الصاعد باتجاه مستويات ٤٠٠٠-٤٥٠٠ لينهي الدورة عندها ويكون الاطار الزمني للحركة الصاعدة والمستهدفات السعرية حتى الربع الاول من العام القادم أو أوائل الربع الثاني.
ولعل الرسم البياني لأحد الأسهم القيادية في سوق دبي وهو سهم بنك دبي الإسلامي، يعتبر الأكثر استدلالا وتماشيا مع ما سبق من شرح للحركة المتوقعة لمؤشر دبي حيث انه ضمن طور تشكيل نموذج تصحيحي يمثل موجة رابعة مثلثية تصحيحة قبل ان ينطلق بالخامسة الأخيرة للمستهدفات الموضحة بالرسم .
عودة للحركة اليومية ، وبقياس الأطوال ومعطيات المؤشرات الفنية التي تظهر تشبعا عاليا في عمليات البيع ووصوله في ذات الوقت لمناطق دعم وطلب سابقين وأيضا عند الترند الهابط من قمة ٥٤١٦ والذي تم اختراقه في شهر يوليو الماضي و فيما يسمى فنيا اعادة تجربة نقاط الاختراق، فإننا نعتقد بأن المؤشر سيبدأ بعملية الارتداد المضاربي او التصحيحي لتفريغ مؤشرات الهبوط ، خلال الجلسات القادمة اعتبارا من جلسة ٩-١١ ، والتي سيكون دعمها الاساسي ٣٣٧١-٣٣٦٥ على أن يستهدف الارتداد مستويات٣٤٦٢-٣٤٨١-٣٥٠٣ ليعود للتراجع كما سبق شرحه .
يتم تقيم الحركة عند المستهدفات لرصد أي مخالفات في التحرك المتوقع ، وحسب ما هو متوقع ان تسير بالشكل المرفق في الرسم البياني.
يبقى أن نشير انه وبشكل عام سيبقى المؤشر في حالة ضعف دون مستويات ٣٥٤١-٣٥٥٥ والتي ان تجاوزها دون الوصول المستهدفات الدنيا سيترتب علينا اعادة النظر في السيناريو المطروح وافتراض انتهاء التصحيح ككل .
في النهاية يبقى ان نشير ان الاسعار الحالية للأسهم تعتبر مناسبة للشراء دون اغفال لعنصر ادارة المخاطر وبناء المراكزو انتقاء الاسهم الجيدة بما يتماشى مع حركة المؤشر المطروحة ، كما أنني لا أعتقد بأن على المتداولين الحاملين لأسهم بأسعار عالية نسبيا ان يقلقوا أو ان يندفعوا في عمليات البيع العشوائي ، فالأمر يتطلب بعض الوقت لأكثر حسب نظرتنا العامة لمؤشر دبي