اغلق المؤشر العام لسوق دبي تداولاته اليوم الثلاثاء عند مستوى 2490 نقطة , كما اغلق سهم اعمار القيادي عند مستوى 3.92 درهم متراجعا بأكثر من 1.51% , سوق دبي يحتار في سلوكه السعري الحليم ويثير العشرات من الأسئلة والريبة في عقل اي اقتصادي او محلل فني , فهل يعقل ان يمضي السوق في الهبوط من فبراير 2017 من اجواء 3730 نقطة حتى الان , مضى عامين والسوق يسجل قيعان متتابعة دون ايجاد اسباب واضحة وحقيقية لهبوط السوق المستمر بهذا الشكل المؤسف الذي لا يعكس اقتصاد دولة الامارات والصورة المشرقة التي رسمتها في كل المحافل , الدهشة والخيبة تصيب المستثمرين وينظرون الى حالهم مقارنة بكل اسواق المنطقة الاقليمية والعالمية فعلا سبيل المثال لا الحصر

 

المؤشر القطري يكمل اليوم صعوده ليغلق فوق مستوى 10700 نقطة في عملية صعود مستمرة منذ نوفمبر 2017 من مستوى 7670 نقطة , على الرغم من الظروف السيئة التي تعاني منها الشركات نتيجة اثار الحصار والمقاطعة وارتفاع التكاليف وانخفاض الربحية في قطاعات الانشاء ومواد البناء والطيران والاتصالات مما دعى وكالة ستاندرد اند بورز للتصنيف الائتماني اعطاء الاقتصاد القطري نظرة مستقبلية سلبية , ورغم كل هذه التحديات يحقق السوق القطري صعود في 2018 يتجاوز 40%

 

السوق السعودي تعرض لتقلبات كثيرة بين هبوط وصعود لكنه حافظ على النزعة الصعودية خلال العامين الماضيين ويعود اليوم ليغلق فوق مستوى 8300 وبفارق 200 نقطة من قمته التاريخية ل 2018 مع تداولات مليارية يوميا

 

الاسواق العالمية الداو جونز استمر في عمليات الصعود طوال العامين الماضيين ليصعد من مستويات 17 الف وصولا الى 27 الف نقطة حتى عمليات الهبوط الاخيرة والسريعة قد تندرج تحت عمليات جني الارباح خصوصا مع عودة الداوجونز اليوم للتداول فوق مستوى 24100 الاف نقطة وشخصيا لن استبعد ان نرى تشكل قمة جديدة له

 

اذا ما الذي يحدث في شركات الامارات والاقتصاد الاماراتي حتى يصنف سوق دبي كاحد أسوأ الاسواق اداءً في العالم بعد تراجع السوق لادنى سعر له في خمس سنوات , لقد قامت هيئة السوق والاوراق المالية وادارة السوق باتخاذ اجراءات ايجابية لرفع مستوى السيولة في السوق من خلال تنظيم التداول بالهامش , ولكن فعليا ما الذي حدث , استغلت شركات الوساطة هذه التسهيلات لإغراق المستثمرين في الديون والاغرب من ذلك السلوكيات المريضة لدى كبار المتداولين التي تتعمد ضرب الستوبات في القيعان وتركيع السوق وكأنهم لا يريدون لاحد ان يربح من هذا السوق حتى لو ادى هذا الامر الى دمار السوق وفقدان الثقة وهو الامر الذي نعيشه الان , يمكن الرجوع الى الرابط التالي وملاحظة ان اكثر الشركات تضررا في عمليات الهبوط هي الشركات التي عليها تداول بالهامش عالي

كشف بحركة الهامش للاسهم في سوق دبي المالي

 

اليوم يجب ان ندق ناقوس الخطر ان المستويات السعرية الحالية قد وصلت الى اجواء غاية في الخطورة , واذا استمر الوضع على ما هو عليه قد يفقد السوق كل بريقه وكل عوامل الجذب وقد يصبح السوق من الماضي , لذا يجب ان نرى تدخل لحماية اسواقنا المحلية , يجب ان نرى قرارات محفزه كخطوة اندماج السوقين التي طال انتظارها , يجب ان نرى حزمة حقيقية من الاصلاحات في شركات الوساطة وفي اساليب التداول , ايجاد صانع حقيقي للسوق وليس مجرد رخصة اسمية ليتمكن من بيع المكشوف لعملائه , وربما الأهم في إعتقادي المعالجة النفسية لسلوكيات المتداولين باعادة السوق لمساره الصحيح بتحويله من سوق مضاربات الفلسات الى سوق استثمار الدراهم بذلك فقط نستعيد الثقة المفقودة في اسواقنا المحلية  

 

فنيا مع تداولات اليوم

اغلق السوق عند مستوى 2490 نقطة , السوق يتطلع الى نقطة دعم عند 2444 نقطة شخصيا استبعد ان نرى عودة السوق لتسجيل قاع دون 2424 نقطة لانه يمثل دورتين سعريتين من مستوى 2834 نقطة ولم نرى اي تصحيح حقيقي لهذه الموجة , توقعاتي الشخصية تقع كالتالي

 

السيناريو الاول , ان نرى تماسك فوق مستويات 2470 ثم صعود بالحد الادنى الى 2626 – 2676 ثم العودة مرة ثانية لتسجيل قاع جديد دون مستوى 2429 قاع 25 ديسمبر ( وهذا ما لا اتمناه )

 

السيناريو الثاني , كسر مستويات 2470 نقطة ثم تحقيق قاع جديد دون 2429 نقطة لكن ليس باغلاقات دون 2424 وقد نرى سبايك سعري بسبب عمليات التركيع والمارجن كول ثم ارتداده قوية تعلن وصل السوق الى قاع متين يبدأ بعد ذلك عمليات الصعود السعري المرتقب , لاحظ ان الموجة الصاعدة التي بدأت من 2429 نقطة هي اقرب ان تكون تصحيحة ثلاثيات من ان تكون دافعة خماسية يعول عليها بالوصل الى قاع حقيقي

 

بكل الاحوال اقول من صبر كل هذه المدة فليس لديه الان الا الصبر واذا كان للسيول من بقية فالانتقاء , وربما من المهم التفكير في تنويع المحفظة الاستثمارية الى اسواق قد تكون اكثر جاذبية وتملك قدرة كامنة اكبر في النمو قد يكون الحل الوحيد لتعويض الخسائر 

 

اطيب امنياتنا للجميع بالتوفيق ولاسواقنا المحلية بالتعافي