ارتفعت أسعار النفط عقب تسجيلها أول مكاسب أسبوعية لها منذ أواخر أكتوبر الماضي، وذلك بعدما علقت مجموعة من شركات الشحن الكبرى عبور سفنها البحر الأحمر، مسلطة الضوء على المخاطر التي تهدد الشريان الحيوي لتجارة الخام الدولية.
تجاوز سعر خام برنت (الذي ينظر له كمعيار للسوق العالمية) عتبة 77 دولاراً للبرميل بعد صعوده 0.9% الأسبوع الماضي، مودعاً بذلك سلسلة الانخفاضات التي استمرت سبعة أسابيع. فيما اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 72 دولاراً للبرميل.
قالت هيئة قناة السويس المصرية إنها تتابع عن كثب التوترات في البحر الأحمر، بعدما قالت الولايات المتحدة إنها أسقطت 14 طائرة بدون طيار انطلقت من مناطق تسيطر عليها جماعة الحوثي في اليمن المدعومة من إيران.
وكانت إم إس سي ميديترينيان شيبنغ (MSC Mediterranean Shipping) وCMA CGM أحدث المنضمين من شركات الشحن الكبرى للقائمة التي أعلنت خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي أنها لن ترسل سفنها عبر نقطة عبور السفن الرئيسية في ظل التهديدات المتزايدة، فيما قالت شركة ميرسك تانكرز (Maersk Tankers) إنها مُصرة على تجنب سفنها للممر البحري حالياً. ويهاجم المسلحون الحوثيون عدداً أكبر من السفن التجارية في البحر الأحمر كل يوم -لا سيما تلك التي يزعمون أنها ذات صلة بإسرائيل - رداً على أحداث الحرب في غزة.
تحركات أسعار النفط
خسرت أسعار النفط الخام حوالي الخُمس من أعلى مستوى سجلته في أواخر سبتمبر الماضي، كما تراجعت 10% منذ بداية 2023، متأثرة بزيادة إمدادات الصخر الزيتي في الولايات المتحدة التي فاقت توقعات المحللين، فضلاً عن الشكوك المثارة حول مدى التزام جميع أعضاء تحالف أوبك+ بتعهداتهم لخفض الإنتاج.
ورغم أن توقعات صناديق التحوط الصعودية تجاه النفط تدنت لأقل مستوياتها مقارنة بالبيانات التي بدء تسجيلها في عام 2011، إلا أن محللي وول ستريت يرون أنه ما تزال هناك فرصة لانتعاش الأسعار في العام المقبل.
خفضت مجموعة غولدمان ساكس -التي كانت في السابق من بين أكبر المراهنين على الصعود- نطاق توقعاتها لأسعار خام برنت في عام 2024 بمقدار 10 دولارات ليتراوح بين 70 إلى 90 دولاراً للبرميل في تقرير بتاريخ 17 ديسمبر، معللة ذلك بزيادة الإمدادات الأميركية. فيما بلغ متوسط توقعات البنك الاستثماري للعام المقبل نحو 81 دولاراً لخام برنت و77 لغرب تكساس الوسيط.
زيادة إمدادات النفط الأميركية
قال محللو غولدمان، بمن فيهم دان سترويفن، في التقرير: زيادة الإمدادات الأميركية الأخيرة تعزز الاتجاه السائد خلال عام 2023، والذي يشير إلى أن هناك كثيراً من الإنتاج المتوقع من خارج أعضاء (أوبك). نتوقع بعض الاتجاه الصعودي للعقود الآجلة لأن الأسعار الفورية تبدو منخفضة في ضوء حجم المخزونات وتحركات أسعار الفائدة، كما انخفض تموضع المستثمرين، ويدعم تيسير الظروف المالية وجهة نظرنا الأساسية بأن الطلب سينمو بقوة في عام 2024.
ما تزال هناك علامات تراجع أيضاً على فوارق الأسعار المرتبطة بآجال النفط، مع مرور عقود خامي برنت وغرب تكساس الوسيط بحالة كونتانغو هبوطية (أي تداول العقود الأبعد أجلاً بعلاوات مقارنة بنظيرتها الفورية) حتى منتصف العام المقبل. وبلغ فارق أسعار عقود خام برنت لأجل ستة أشهر مؤخراً 21 سنتاً للبرميل في حالة كونتانغو، مقارنة بدولار واحد للبرميل في حالة باكورديشن الصعودية المعاكسة قبل شهر.