صعدت الأسهم الآسيوية عقب ارتفاع نظيرتها الأميركية إلى جانب السندات يوم الجمعة الماضي، حيث عزز المستثمرون رهاناتهم على أن أسعار الفائدة قريبة من ذروتها خلال دورة التشديد النقدي الحالية.
ارتفعت الأسهم في أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والصين. وبلغ مؤشر أسهم المنطقة أعلى مستوى خلال شهر تقريباً، متجهاً نحو الصعود الرابع له على التوالي بنسبة تزيد عن 1%.
في غضون ذلك، ظلت العقود المستقبلية الأميركية دون تغيير يوم الاثنين، بعدما اقتنص مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أفضل أسبوع له هذا العام، والذي حقق فيه صعوداً بنسبة 5.9%.
تقدم المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 4% بعد الإعلان أمس عن أن البلاد ستحظر البيع على المكشوف. وقالت لجنة الخدمات المالية في البلاد إن الحظر دخل حيز التنفيذ بداية من اليوم الاثنين وسيستمر حتى نهاية يونيو 2024.
رهانات خفض الفائدة الأميركية
عزز المستثمرون رهاناتهم على خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الأميركية العام المقبل كما يظهر في عقود المقايضة، وتوقعوا جميعاً خفضها بحلول يونيو المقبل. وتزايدت توقعات خفض أسعار الفائدة جزئياً بسبب تقرير الوظائف الأميركية الذي جاء دون التوقعات، مع زيادة طفيفة بمعدل البطالة في الولايات المتحدة.
كابيتال غروب: الوقت مناسب جداً لشراء الأسهم
والآن بات هناك سبب إضافي يجعل المستثمرين أكثر تفاؤلاً بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي انتهى على الأرجح من دورة رفع أسعار الفائدة، ولكن لا ينبغي التخلي عن الحذر. فرغم أن الاقتصاد أثبت أنه أكثر مرونة من المتوقع، لكن إذا استمر التضخم العنيد أكثر من ذلك؛ فقد ترتفع عائدات السندات مجدداً، حسبما قال فاسو مينون، المدير الإداري ورئيس استراتيجية الاستثمار في بنك أوفرسي تشاينيز بانكينغ كوروبريشن، المعروف اختصاراً باسم OCBC في سنغافورة، على هامش حوار مع تلفزيون بلومبرغ.
أداء العملات والسندات
على صعيد متصل، ارتفعت معظم العملات الآسيوية مقابل الدولار الأميركي، بقيادة الوون الكوري الجنوبي والروبية الإندونيسية. كما صعدت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات في التعاملات الآسيوية، بعد انخفاضها تسع نقاط أساس يوم الجمعة. وتراجعت السندات ذات أجل عامين الأكثر حساسية لتغيرات السياسة النقدية بمقدار 15 نقطة أساس في نهاية الأسبوع الماضي، في إشارة على تغير توقعات أسعار الفائدة.
عملات آسيا الناشئة تنتعش مستفيدة من رفع الفائدة وضعف الدولار
تتعارض توقعات خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة خلال العام المقبل مع نظرية بقاء أسعار الفائدة الأعلى لفترة أطول التي تمسك بها صناع السياسات النقدية في الأشهر الأخيرة، مما يخلق تصادماً محتملاً بين توقعات السوق وتوجهات الفيدرالي.
قال إد يارديني، مؤسس شركة يارديني ريسيرش (Yardeni Research)، في مذكرة يوم الاثنين: نعتقد أن تصحيح سوق الأسهم انتهى، وأن مؤشر (ستاندرد آند بورز 500) عاد إلى المسار الصحيح لينهي العام عند مستوى 4600 نقطة. ويعني هذا المستوى تسجيل مكاسب بنسبة 5.5% بحلول نهاية 2023.
نتائج أرباح البنوك
ارتفعت أسهم مصرف وست باك (Westpac) بعدما عزز البنك توزيعات أرباحه، وأعلن عن خطة لإعادة شراء الأسهم. كما تفوقت أرباح دي بي إس غروب هولدينغز (DBS Group Holdings) على تقديرات أرباح المحللين في نتائج الربع الثالث التي صدرت يوم الاثنين، مدعومة بنتائج أعمال الإقراض التجاري.
ضعف اقتصاد اليابان يدعم خطة كيشيدا لإقرار مزيد من الدعم
على صعيد البنوك المركزية، صرح محافظ بنك اليابان كازو أويدا يوم الاثنين أن المركزي غير واثق حتى الآن من تحقيق مستهدف التضخم على المدى القريب، رغم أن فرص الوصول لهذا المستوى المستهدف تتزايد تدريجياً.
بيانات مرتقبة هذا الأسبوع
من المقرر إصدار بيانات التضخم في تايلندا، والناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث في إندونيسيا من بين المؤشرات الاقتصادية الأخرى المنتظر إعلانها اليوم.
وغداً الثلاثاء، يتوقع المستثمرون تطبيق زيادة جديدة على أسعار الفائدة في أستراليا، بعد عدم تغييرها خلال الأربعة اجتماعات الماضية. كما ستُصدر الصين بيانات النشاط التجاري، بعد تصريحات لي تشيانغ، رئيس مجلس الدولة الصيني، يوم الأحد، التي تعهد فيها بتعزيز واردات البلاد.
ختاماً، وفي أسواق السلع، ارتفعت أسعار النفط في التداولات الآسيوية بعدما أكدت السعودية وروسيا مجدداً على التزامهما بقيود إمدادات النفط بأكثر من مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري.