ارتفعت الأسهم في آسيا إلى حد كبير في بداية أسبوع حافل بقرارات البنوك المركزية الرئيسية بشأن السياسة النقدية، تزامناً مع تباطؤ مكاسب الأسهم الصينية، حيث يترقب المستثمرون إشارات على تقديم بكين المزيد من إجراءات التحفيز.

ارتفعت الأسهم اليابانية مدعومة بتقرير صدر في وقت متأخر من يوم الجمعة أشار إلى أن مسؤولي بنك اليابان لا يعتقدون أن هناك حاجة ملحة لمعالجة الآثار الجانبية للسياسة النقدية المتساهلة للغاية التي يعتمدها البنك. قفزت أسهم شركة ستيلميكر بوسكو هولدينغز (Steelmaker Posco Holdings Inc) بنسبة قياسية وصلت إلى 24%، بعدما أعلنت الشركة عن أرباح فصلية فاقت توقعاتها للربع الثاني من العام. وقد دفعت هذه القفزة الكبيرة بمؤشر كوسبي للارتفاع بنسبة 1%، مقترباً من أعلى مستوى له منذ منتصف يونيو.

لم تكن الصورة في هونغ كونغ والصين كما هي في طوكيو، حيث تراجعت أسعار الأسهم بعدما كانت الأسهم الصينية قد أنهت يوم الجمعة الماضي مسجلة أسوأ أسبوع لها في أربعة أسابيع، على الرغم من سلسلة التعهدات التي أطلقتها بكين بشأن تعزيز الاستهلاك ودعم الشركات. يترقب مديرو الصناديق العالمية المزيد من الضعف في أسواق الصين، بغض النظر عن سياسة الدعم القوي للاقتصاد التي ينتظر البعض أن يأتي بها الاجتماع المتوقع للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني.

كتب كريس واتسون، رئيس البحوث في شركة بيبرستون غروب (Pepperstone Group)، في مذكرة: تتوقع السوق بشكل كبير أن يكون هناك المزيد من التحفيز، لكنها امتنعت حتى الآن عن التعبير عن وجهة النظر القوية هذه في الأصول المالية.

في الوقت ذاته، قد تنحسر المخاوف بشأن قدرة مجموعة داليان واندا غروب (Dalian Wanda Group Co) على سداد السندات الدولارية المستحقة عليها، بعدما جمعت الشركة 2.26 مليار يوان (314 مليون دولار) من بيع أحد الأصول. وكانت المخاوف بشأن التخلف عن السداد أدت إلى تقلبات حادة في أسعار سنداتها وسندات مثيلاتها من الشركات الصينية خلال الأسابيع الأخيرة.

استقرت عقود الأسهم الأميركية بشكل عام في آسيا اليوم الاثنين، بعدما أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على تغيّر طفيف يوم الجمعة، في وقت تأثر فيه مؤشر ناسداك 100 باستمرار عمليات البيع لأسهم شركات التكنولوجيا بعد سلسلة من النتائج المالية المخيبة.

ارتفع الين بعد خسارته أكثر من 2% من قيمته الأسبوع الماضي، لا سيما بعد تقرير بنك اليابان، في حين جرى تداول معظم العملات الرئيسية اليوم ضمن نطاقات ضيقة مقابل الدولار الأميركي.

تحرّكت عوائد سندات الخزانة الأميركية بشكل طفيف خلال فترات التداول في آسيا، فيما انخفضت عوائد سندات أستراليا ونيوزيلاند طويلة الأجل.

ترقّب لقرارات البنوك المركزية

نتائج الأعمال الفصلية وقرارات البنوك المركزية ستكون محطّ اهتمام المستثمرين خلال الأسبوع الجاري. من المقرر الإعلان عن نتائج أعمال شركات أميركية كبرى، بما في ذلك ألفابت وإكسون موبيل وميتابلاتفورمز، بينما سيراقب المستثمرون في آسيا نتائج شركات مثل سامسونغ الكترونيكس وهيتاشي.

يتوقع المستثمرون كذلك رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي، وأن تكون هناك إشارات على مزيد من التشديد النقدي، في حين يُتوقع أن لا يغيّر بنك اليابان سياسته النقدية في ظل التوقعات بتضخم مستدام، الأمر الذي سيجعل فجوة أسعار الفائدة تتسع مع أقرانه من البنوك المركزية العالمية.

في مذكرة للعملاء، كتب وين ثين، الرئيس العالمي لاستراتيجية العملة في شركة براون براذرز هاريمان (Brown Brothers Harriman): لا ينبغي أن يشير بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه لن يغيّر سعر الفائدة في اجتماع سبتمبر، كما فعل في اجتماع يونيو، وهو ما أدى بالفعل إلى تقييد (الاحتياطي الفيدرالي) في وقت يحتاج فيه إلى أقصى قدر من المرونة. وأضاف: بالنظر إلى مدى استقرار سوق العمل، نعتقد أن أفضل ما يجب على الاحتياطي الفيدرالي القيام به، هو التأكيد على نهج أكثر اعتماداً على البيانات، والتأكيد على أنه لا ينبغي افتراض تغيير الفائدة في سبتمبر.

في أسواق السلع، انخفض النفط بعد تحقيقه مكاسب استمرت 4 أسابيع، وسط إشارات مبدئية إلى أن الأسواق العالمية تتعرض لضغوط لناحية المعروض. أما الذهب، فبدأ الأسبوع على تغير طفيف، بعد انخفاضه مقابل الدولار القوي يوم الجمعة.