ارتفعت الأسهم الأسيوية للجلسة الثانية، لتتبع نظيرتها الأميركية رغم تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بأنهم يريدون المزيد من الأدلة على هدوء التضخم قبل القيام بخفض أسعار الفائدة.

ارتفعت مؤشرات الأسهم القياسية في اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، في حين تراجعت مؤشرات أسهم الصين في البر الرئيسي وأستراليا. واستقرت العقود الآجلة الأميركية في التعاملات الآسيوية بعد أن انتعشت أسهم شركة إنفيديا لتقود المكاسب أمس في شركات التكنولوجيا العملاقة التي يُطلق عليها العظماء السبعة. ولم يطرأ تغير يُذكر على سندات الخزانة بعد بيع سندات حكومية أميركية لأجل سنتين بقيمة 69 مليار دولار، والتي حققت العائد المتوقع، وشهدت طلباً جيداً، تمهيداً لانطلاق ثلاثة مزادات هذا الأسبوع.

 

تراجع ثقة المستهلك

تراجعت ثقة المستهلك الأميركي وسط توقعات أكثر هدوءاً لظروف العمل وسوق العمل والدخل. وقالت محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان إنها ترى عدداً من المخاطر الصعودية على توقعات التضخم. وقالت زميلتها ليزا كوك إنه سيكون من المناسب خفض أسعار الفائدة في مرحلة ما، مضيفة أنها تتوقع أن يتحسن التضخم تدريجياً هذا العام. وارتفع الدولار اليوم.

وظل الين الياباني دون المستوى المهم البالغ 160 مقابل الدولار.

 

قال كايل رودا، محلل السوق في كابيتال دوت كوم: هناك مخاطر محدودة للأحداث على مستوى منطقة آسيا اليوم.. ومع ذلك، لا يزال الين على مسافة قريبة من 160 وهي المستويات التي تدخلت فيها السلطات اليابانية في السوق.

أسعار الفائدة في اليابان

في اليابان، من المتوقع أن يرفع البنك المركزي سعر الفائدة في يوليو، بالإضافة إلى الكشف عن خارطة طريق لمساره نحو التشديد الكمي، وفقاً لثلث الاقتصاديين الذين استطلعت بلومبرغ آراءهم.

وكتب أياكو فوجيتا، كبير الاقتصاديين اليابانيين في جيه بي مورغان للأوراق المالية، رداً على الاستطلاع: تحديد تفاصيل خفض شراء السندات ربما لن يكون عائقاً أمام رفع أسعار الفائدة في يوليو. وأضاف: تكلفة تأجيل تعديل التيسير النقدي المفرط آخذة في الارتفاع مع ظهور مخاطر ارتفاع معدلات التضخم.

في الوقت نفسه، من المتوقع أن تتحسن آفاق الصادرات الصينية، مما يدعم النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم حتى مع تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي، وفقاً لدراسة منفصلة. ويُتداول اليوان بالقرب من أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ نوفمبر الماضي.

عودة إنفيديا

في التعاملات الأميركية أمس، ارتفعت أسهم إنفيديا بنسبة 7% تقريباً بعد خسارة بلغت 430 مليار دولار. وفي أواخر التعاملات، قفزت أسهم شركة فيديكس (FedEx Corp) –وهي مقياس للنمو الاقتصادي– بنحو 15%، وسط توقعات صعودية. وفي أخبار الشركات الأخرى، ارتفعت شركة ريفيان أوتوموتيف (Rivian Automotive Inc)، حيث ستستثمر شركة فولكس واجن (Volkswagen AG) 5 مليارات دولار لإنشاء مشروع مشترك مع شركة صناعة السيارات الكهربائية.

من المرجح أن يستمر المستثمرون في تكديس الأسهم الأميركية في إشارة إلى احتمالية التراجع عن خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، وفقا لبنك سوسيتيه جنرال، الذي يتوقع أن تبدأ دورة التيسير في أوائل العام المقبل.

 

قال كريس زاكاريللي من إندبندنت أدفايزور أليانس (Independent Advisor Alliance): نعتقد أن السوق الصاعدة الحالية لن تنحرف عن مسارها حتى ندخل في الركود، أو يغير بنك الاحتياطي الفيدرالي سياسة أسعار الفائدة من التخفيضات المحتملة إلى الرفع الفعلي. نتوقع تقلبات حتى نهاية العام، لكن لا تتوقع أن تنتهي السوق الصاعدة دون تغيير في الاقتصاد أو موقف الاحتياطي الفيدرالي.

لا تعكس عمليات البيع الأخيرة التي شهدها سهم إنفيديا تدهور آفاق قطاع التكنولوجيا أو السوق الأوسع، خاصة أن إشارات الطلب الأخرى إيجابية، وفق يو بي إس.

كتبت سوليتا مارسيلي، كبيرة مسؤولي الاستثمار في الأمريكتين في يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت (UBS Global Wealth Management): لا ينبغي إساءة فهم تصحيح (إنفيديا) على أنه إشارة تحذيرية بشأن حالة الاستثمار الهيكلي للذكاء الاصطناعي أو توقعات الأسهم الأوسع.