تجاهلت الأسهم الأميركية تحذيرات تتعلق بتباطؤ النمو وبيانات تظهر تباطؤ نشاط التصنيع، وارتفعت في تداولات ضعيفة قبيل عطلة عيد الاستقلال.
في جلسة تداول قصيرة، انتهت الساعة الواحدة مساءً يوم الإثنين في نيويورك، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.1% بقيادة أسهم تسلا.
قفز سهم شركة صناعة السيارات الكهربائية بنسبة 6.9% بعد إعلانها تحقيق مبيعات فصلية قياسية، فساعدت على ارتفاع أسهم الشركات المنافسة لها وشركات توريد البطاريات.
قفزت أسهم البنوك، ومن بينها سهم بنك أوف أميركا. وارتفع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.2%، متمسكاً بمكاسبه التي حققها بعد تسجيل أفضل أداءٍ في النصف الأول من العام في تاريخه.
مبيعات قياسية لسيارات تسلا وبي واي دي بالربع الثاني
المستثمرون يخففون من توقعاتهم لأداء الأسهم في النصف الثاني من العام بعد تحقيق مكاسب قوية حتى الآن، ورغم أن مسؤولي البنوك المركزية تمسكوا بخطابهم المتشدد، فإن مؤشرات اعتدال مستوى التضخم في الولايات المتحدة ساهمت في تحقيق مكاسب كبيرة في أسهم قطاع التكنولوجيا.
مع ذلك، إذا لم تتحقق الأزمة الاقتصادية، وأمكن تجنب الأزمات السياسية، قد ينخفض معدل التضخم إلى مستوى 3% قبل أن يستأنف ارتفاعه، وفق تصريحات جيم بيانكو، رئيس ومؤسس شركة بيانكو ريسيرش (Bianco Research) للأبحاث، وقد يعني ذلك زيادة إضافية في أسعار الفائدة.
قال بيانكو على تلفزيون بلومبرغ: إذا وصل معدل التضخم في أدنى مستوياته إلى 3% وبدأ في الارتفاع، فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يقبل بذلك، وسوف يتحقق رفع أسعار الفائدة مرتين كما توقعنا في بقية العام، إن لم يكن ثلاث مرات.
انخفاض نشاط التصنيع
رسم قطاع الصناعات التحويلية صورة قاتمة حيث انخفض نشاط المصانع الأميركية إلى أضعف مستوى له في أكثر من ثلاث سنوات. كما أشارت بيانات الإنتاج والطلبيات الجديدة إلى تراجع.
يتطلع المستثمرون إلى موسم الأرباح القادم والبيانات الإضافية، مثل الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، للحصول على علامات توضح حالة الاقتصاد.
قال إيان لينغن، الخبير الاستراتيجي في بي إم أو كابيتال ماركتس (BMO Capital Markets): إذا كانت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة سترفع الفائدة مرة أو اثنتين أو لن ترفعها على الإطلاق في حملتها للتقشف النقدي، فإن ذلك سوف يتأثر بالبيانات القادمة. وتوقع أن يكون للبيانات التي ستنشر هذا الأسبوع تأثير أكبر على قرار سعر الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر مقارنة بقرار يوليو.
وقد كتب في مذكرة: بنك الاحتياطي الفيدرالي في طريقه إلى رفع آخر لأسعار الفائدة، إلا إذا حدث تحول كبير نحو الهبوط في البيانات المحققة مع أزمة شديدة في الأوضاع المالية.
على الرغم من البداية الإيجابية للأسهم لهذا العام، فهناك علامات على وجود تصدعات تحت السطح. اشتد انعكاس منحنى عائد سندات الخزانة الأميركية، مما يشير إلى أن المستثمرين يتوقعون أن تضغط سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي على معدل النمو مستقبلاً. وتجاوز عائد السندات لأجل عامين لفترة وجيزة عائد السندات لأجل 10 سنوات بما يصل إلى 110.8 نقطة أساس، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
الاستعداد لأداءٍ أضعف
قالت سوليتا مارسيلي، رئيسة شؤون الاستثمار في الأميركيتين في شركة يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت (UBS Global Wealth Management): نظراً لارتفاع كل من الأسهم العالمية والأميركية بما يزيد على 20% عن أدنى مستوياتها في أكتوبر 2022، وسط توقعات أكثر صعوبة في النصف الثاني، نعتقد أن المستثمرين يجب أن يستعدوا لأداء أضعف في سوق الأسهم خلال الفترة المتبقية من العام.
قال نيكولاوس بانيجيرتزوغلو، استراتيجي السوق العالمية في جيه بي مورغان تشيس: لقد حققت الأسهم أداءً جيداً في النصف الأول لأن الاقتصاد الأميركي لم يشهد ركوداً.
أضاف أن تداول أسهم التكنولوجيا تحول إلى تجارة مؤلمة لمؤسسات الاستثمار، مما جعلها تستسلم. هذا الانخفاض في النصف الأول يخلق نقاط ضعف للنصف الثاني لأنه يعني أنه إذا حدث ركود في الولايات المتحدة، فستكون هناك إعادة تسعير مفاجئة إلى حد ما في السوق.
في الوقت نفسه، استقرت أسعار خام النفط الأميركي عند 70 دولاراً للبرميل تقريباً بعد أن قالت وكالة الأنباء السعودية التي تديرها الدولة إن البلاد ستمدد خفض إنتاج النفط من جانب واحد لمدة شهر، مما يضع حداً للمعروض حتى مع توقع نقصه في الأسواق. وأعلنت روسيا، حليفتها في أوبك+، عن تخفيض جديد للصادرات.
الجزائر تنضم للخفض الطوعي الإضافي لدعم استقرار سوق النفط
تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى زيارة وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إلى بكين، والتي تبدأ في 6 يوليو، حيث يتطلع أكبر اقتصادين في العالم إلى إصلاح العلاقات بعد سلسلة من التوترات الثنائية.