انخفض الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى له منذ أربعة أشهر، اليوم الخميس، حيث استوعب المتداولون أوضح إشارة حتى الآن على أن حملة رفع الاحتياطي الفيدرالي المتشددة قد انتهت.
انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.3% إلى أدنى مستوى له منذ أغسطس، مواصلاً خسائر أمس الأربعاء، بعد أن توقع مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي وتيرة تخفيضات حادة لأسعار الفائدة عمّا شهدوه في سبتمبر. وأبقى البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة ثابتة للمرة الثالثة على التوالي.
في حين أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى أن المسؤولين ما زالوا مستعدين لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى إذا عادت ضغوط الأسعار، إلا أنهم أشاروا، بنسبة كبيرة، إلى نهاية دورة التشديد. وقال باول إن صناع السياسة يحولون تركيزهم الآن إلى موعد البدء في خفض أسعار الفائدة مع استمرار التضخم في الانخفاض نحو هدفهم البالغ 2%.
كتب ريتشارد فرانولوفيتش، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في شركة ويسباك بانكينغ (Westpac Banking Corp) في سيدني، في مذكرة للعملاء: محور بنك الاحتياطي الفيدرالي الحاسم لخفض أسعار الفائدة قد أدى إلى تقويض توقعات ارتفاع الدولار الأميركي على المدى القريب بشكل شامل. وأضاف: في حين أن الباب مفتوح الآن على مصراعيه أمام التحول الكبير الذي طال انتظاره في الدولار، إلا أننا لا نزال نعتقد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لحدوث تطور.
تقدمت جميع عملات ما يسمى بمجموعة العشرة مقابل الدولار اليوم الخميس، مع ارتفاع الدولار الأسترالي بأكثر من 0.5%. وارتفعت العملات الآسيوية على نطاق واسع، مع ارتفاع الوون الكوري والبات التايلندي بنسبة 2% تقريباً.
يتجه الدولار نحو تكبد خسارته الشهرية الثانية على التوالي، بعد أن سجل أكبر انخفاض شهري له خلال عام في نوفمبر – بانخفاض قدره حوالي 3%. وسيعتمد مسار العملة على سرعة تخفيضات أسعار الفائدة التي تقوم بها البنوك المركزية الكبرى الأخرى، حيث تتم موازنة المعركة ضد التضخم مع الهشاشة الاقتصادية.