حققت أسعار الذهب ارتفاعا قويا للجلسة الثانية على التوالي، خلال تعاملات يوم الخميس، مدعوما بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي، وذلك جنبا إلى جنب مع ترقب الأسواق عن كُثب لصدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة لشهر يوليو الماضي المقرر صدوره بعد قليل، والتي ستؤثر بشكل قوي على تداولات كل من الدولار الأمريكي فضلا عن معدن الذهب.

بالإضافة إلى، القلق من تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، لا سيما بعد أن وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن مشروع قانون لحظر بعض الاستثمارات الأمريكية بالتكنولوجيا الصينية، وهذا رفع الطلب على معدن الذهب كونه من الملاذات الآمنة.

وعلى صعيد تعاملات عقود معدن الذهب القياسية المتداولة يوم الخميس، شهدت العقود الفورية لمعدن الذهب صعودا قويا بنسبة بلغت 0.42% وسجلت نحو 1,922.52 دولارا للأوقية، علاوة على ارتفاع العقود الآجلة لمعدن الذهب بنحو 0.21% لتصل إلى 1,954.60 دولارا للأوقية.

وفي هذا السياق، وجدت أسعار الذهب دعما قويا أثناء تداولات اليوم، من هبوط مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة مكونة من 6 عملات أجنبية أخرى، وذلك في ظل وجود علاقة عكسية بينهما، فمن المعروف بكثير من الأحيان أن انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي يرفع من جاذبية السلع والمعادن المقومة به، وخاصةً معدن الذهب لأنه يضعف من تكلفة امتلاكه، وبهذا الشأن؛ سجل مؤشر الدولار الأمريكي انخفاضا بنسبة 0.35% ووصل إلى 102.115 نقطة، مما ساهم في ارتفاع أسعار الذهب بشكل واضح خلال التعاملات.

وأيضا، حظيت أسعار الذهب بإقبال واضح على صعيد تداولات يوم الخميس، بالتزامن مع تزايد المخاوف من تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، وبخاصةً بعد أن قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتوقيع على مشروع قانون حظر أو تقييد بعض الاستثمارات الأمريكية داخل الكيانات والشركات الصينية، وهذا عزز من صعود أسعار الذهب على اعتباره من الملاذات الآمنة، والتي يلجأ إليها المستثمرون في ظل التوترات الجيوسياسية الكبرى العالمية.

وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة حالة طوارئ وطنية تمنع التعامل مع دول مثل الصين في التقنيات والمنتجات الحساسة ذات الأهمية للجيش أو الاستخبارات، فضلا عن القدرات الإلكترونية المتقدمة، ليثير حالة القلق والتخوف بالأسواق بشأن احتمالية تفاقم التوترات الجيوساسية بين الصين والولايات المتحدة.

وعلاوة على ذلك، تترقب الأسواق عن قرب موعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك داخل الولايات المتحدة لشهر يوليو الماضي، حيث من المُزمع صدورها بوقت لاحق من هذا اليوم، والتي سيكون لها تأثير قوي على قرارات الفيدرالي الأمريكي المقبلة بخصوص الفائدة، وذلك لما لها من أهمية قوية، ومن ثم ستنعكس على أداء الدولار الأمريكي ومعدن الذهب.

وفيما يتعلق بأسعار المعادن النفيسة الأخرى، نجد أن عقود الفضة سجلت خلال تداولات يوم الخميس ارتفاعا بنسبة قُدرت 0.45% ووصلت إلى 22.77 دولارا، علاوة على صعود أسعار البلاتين بنحو 0.90% لتسجل 900.66 دولارا. وكذلك؛ تسجيل أسعار البلاديوم ارتفاعا بحوالي 2.07% لتقترب من 1,264.08 دولارا.