انخفضت أسعار النفط لليوم الرابع على التوالي بضغط من المخاوف المتعلقة بالاقتصاد الكلي، والتي خيمت على تراجع إمدادات السوق الفعلية مما أدى إلى عرقلة توقعات الطلب.

اقترب سعر خام غرب تكساس الوسيط من 88 دولاراً للبرميل في التداولات بعد انخفاضه بنسبة 2.2% في الجلسة السابقة. فيما واصلت السندات السيادية والأسهم خسائرها حول العالم حتى يوم الثلاثاء، وارتفع سعر الدولار الأميركي مع تقدير المتداولين للإشارات التي تدل على أن الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى الإبقاء على تكاليف الاقتراض المرتفعة لفترة أطول.

ومنذ إغلاق الأربعاء الماضي وحتى الآن، تراجع خام غرب تكساس الوسيط بحوالي 6% بسبب مخاوف الاقتصاد العالمي، مما أوقف مسيرة الارتفاع التي بلغت 29% في الربع الأخير بسبب قلة المعروض، والتي دفعت بدورها العديد من المحللين إلى توقع وصول النفط لسعر 100 دولار للبرميل.

يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة أيضاً إلى زيادة تكلفة تخزين وشحن النفط الخام، كما أن ارتفاع الدولار يعني أن النفط أصبح أكثر تكلفة بالنسبة لمعظم المشترين.

توقعات صعودية للنفط

قال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في مؤسسة آي إن جي غروب إن في (ING Groep NV): إن التحرك الهبوطي لسعر النفط لا علاقة له بالأساسيات إلى حد كبير، بل يتعلق أكثر بارتفاع عوائد سندات الخزانة وقوة الدولار الأميركي. وأضاف: مازلت أعتقد أن النفط لديه مجال للارتفاع. ومن حيث أساسيات السوق، يبدو الاتجاه صعودياً.

تشديد السوق يعزز التوقعات بعودة النفط إلى مستوى 100 دولار

ما تزال منحنيات العقود المستقبلية تشير إلى شح العرض على المدى القريب، لكنها تراجعت مقارنة بالأسبوع الماضي. ويبلغ فارق السعر الفوري لخام غرب تكساس الوسيط 1.65 دولار للبرميل في حالة باكورديشن صعودية، مقارنة بـ2.60 دولار يوم الخميس الماضي.

من جانبها، أبقت منظمةالبلدان المصدرة للبترول على معدلات الإنتاج ثابتة دون زيادة الشهر الماضي، مع استمرار المنظمة وحلفائها في تقييد الإمدادات. ومن المقرر أن يلتقي أعضاء تحالف أوبك+ في اجتماع افتراضي لمراجعة بيانات الأسواق العالمية يوم الأربعاء، لكن التحالف لا يظهر أي مؤشرات على تخفيف قيوده.

تراجع مخزونات النفط الأميركية

أدى تراجع الإمدادات أيضاً إلى السحب من المخزونات في المركز الرئيسي للولايات المتحدة في كوشينغ، أوكلاهوما. وسيركز المتداولون على البيانات التي سيعلنها معهد البترول الأميركي الممول من القطاع في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، بهدف معرفة تقديرات المخزونات الأميركية خلال الأسبوع الماضي، قبل صدور البيانات الرسمية يوم الأربعاء.

مخزونات النفط بأكبر مركز تخزين أميركي تهبط إلى مستويات حرجة

يجري تعويض نقص الإمدادات جزئياً من خلال زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة. في غضون ذلك، قالت تركيا إن خط أنابيب النفط الرئيسي الممتد من شمال العراق إلى البحر الأبيض المتوسط يمكن أن يستأنف العمل هذا الأسبوع، ما قد يفرض بدوره مزيداً من الضغوط الهبوطية على النفط، رغم أن مسؤولاً عراقياً شكك في إمكانية إعادة تشغيل خط أنابيب النفط خلال الأسبوع الجاري.

من جانبه، يتوقع بنك سيتي غروب انخفاض سعر خام برنت إلى أدنى مستوى عند 70 دولاراً للبرميل العام المقبل مع عودة السوق إلى تحقيق الفائض. وقال في مذكرة إن الطلب يبدو محدوداً، وهناك إمدادات نفطية أكبر تأتي إلى السوق من الموردين من خارج (أوبك+).