ارتفعت أسعار النفط لليوم الخامس على التوالي وسط إشارات إلى تراجع كبير آخر في المخزونات الأميركية، مع تحسن قوة الأسواق الأوسع نطاقاً.
صعد خام غرب تكساس الوسيط بالقرب من 82 دولاراً للبرميل، وأصبح في طريقه لتحقيق أطول سلسلة مكاسب منذ مارس الماضي. كما انخفضت المخزونات الأميركية بمقدار 11.5 مليون برميل، وفقاً لمعهد البترول الأميركي الممول من قطاع النفط.
إذا أكدت البيانات الرسمية المقرر نشرها لاحقاً يوم الأربعاء تراجع المخزونات الأميركية، فسيكون ذلك هو الانخفاض السادس لها خلال سبعة أسابيع.
انتعاش واسع في سوق النفط
على نطاق أوسع، ازدهرت الأسواق خارج الولايات المتحدة مع استعداد الصين للكشف عن حزم حوافز جديدة، وتَكهَّن المستثمرون بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد يرفع أسعار الفائدة مجدداً، ما يعوّض التأثير السلبي الناجم عن مؤشرات زيادة إمدادات الخام من روسيا، بعدما وصلت التدفقات المنقولة بحراً من الدولة العضو في تحالف أوبك+ إلى أعلى مستوياتها في 8 أسابيع.
بعد أحدث سلسلة من المكاسب اليومية للنفط، تُتداول الأسعار في بورصة نيويورك الآن بمستويات أعلى إلى حد ما مقارنة بما كانت عليه في بداية العام، مع فروق سعرية ملحوظة حسب آجال العقود، ما يشير إلى تراجع متزايد في المعروض بالسوق.
سيتي غروب: أوبك بحاجة لتعميق خفض إنتاج النفط
حصلت أسعار النفط الخام على دفعة من خفض المملكة العربية السعودية للإمدادات، إذ نفّذَت الرياض خفضاً طوعياً كبيراً في العرض على أمل إعادة التوازن إلى السوق العالمية بعد النصف الأول الضعيف من 2023.
بيانات تؤثّر في سعر النفط
يركز المستثمرون على البيانات الرئيسية المتوقع صدورها من أكبر اقتصادين عالميين، بما في ذلك مؤشرات النمو في الولايات المتحدة اليوم الأربعاء، والتصنيع في الصين غداً الخميس، إذ تسلط هذه البيانات الضوء على مدى قوة الاقتصاد العالمي، إضافة إلى تأثيرها في توقعات استهلاك الطاقة.
يرى يب جون رونغ، المحلل الاستراتيجي السوقي في مؤسسة آي جي إيشا (IG Asia)، أنه لا يزال يوجد بعض التخوفات من بيانات مؤشر مديري المشتريات في الصين، متوقعاً إبراز هذه البيانات مجدداً لتوقعات الطلب الضعيفة، وهو ما قد يضغط بدوره على أسعار النفط.
هل تحفيز اقتصاد الصين وحده كافٍ لدعم أسعار النفط؟
مع ذلك تشير مؤشرات السوق المتَّبَعة على نطاق واسع إلى توقعات إيجابية. ويقترب فرق السعر بين أقرب عقدين لخام برنت تسليم ديسمبر من 5 دولارات للبرميل عند التأجيل، وهو ما يشكّل صعوداً مقارنة بأقلّ من دولارين للبرميل قبل نحو شهرين.