بدأت أسواق الأسهم هذا الأسبوع بتعاملات حذرة، مع دراسة المتعاملين مجموعة من تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، فيما ينتظرون صدور أرقام هامة عن التضخم وبداية موسم الإعلان عن الأرباح.
بعد هبوط دام ثلاثة أيام، سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعاً طفيفاً. ولم تحصل السوق على كثير دعم من قطاع الشركات الكبرى مع انخفاض سهم تسلا بنسبة 2% تقريباً، وهبوط سهم أمازون قبل احتفال برايم داي (Prime Day).
حقق مؤشر ناسداك 100 أداءً متميزاً وتاريخياً في النصف الأول من العام وسط هوس الذكاء الاصطناعي، غير أنه سيمر بعملية إعادة توازن لها طابع خاص.
تراجعت مكاسب أحد المؤشرات على أداء البنوك الكبرى بسبب أنباء حول خطة لرفع معايير كفاية رأس المال.
في الفترة التي تسبق صدور مؤشر أسعار المستهلكين يوم الأربعاء القادم، تلقت السوق ما يدور بأذهان مجموعة من صناع السياسة النقدية.
ثلاثة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي (مايكل بار، وماري دالي، ولوريتا مستر) قالوا إن البنك المركزي سيحتاج إلى زيادة أسعار الفائدة هذا العام حتى يعود معدل التضخم إلى مستوى 2% المستهدف.
في نفس الوقت لاحظ رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رفائيل بوستيك أن مسؤولي البنك المركزي قد يتحلون بالصبر وسط دلائل على تباطؤ الاقتصاد.
محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يكشف انقساماً تجاه وقف زيادة الفائدة في يونيو
تراجعت قوة اندفاع السوق منذ أن اقتنصت الأسهم صعوداً في النصف الأول من العام، مع تصاعد مخاوف تتعلق بتأثير كثرة من التيارات الاقتصادية المتناقضة في أرباح الشركات.
أصبح مايكل ويلسون من بنك مورغان ستانلي آخر من يحذّر من أن توقعات الربحية ستحظى بأهمية أعلى من المعتاد هذه المرة في ضوء ارتفاع قيم الأسهم وزيادة أسعار الفائدة وتدهور حجم السيولة.
وترى سيما شاه، رئيسة الاستراتيجية العالمية في شركة برنسيبال أسيت مانجمنت، أن مخاطر هائلة ما زالت في انتظارنا، فمع ارتفاع قيم الأسهم عموماً مرة أخرى، واختناق السوق إلى درجة قصوى، بلغت أسعار الأسهم في السوق حد الكمال، مما يجعلها عرضة للأخطار التي قد تنجم عن خيبة الأمل في الأرباح.
محاولة باهظة التكلفة
هذه هي المرة الخامسة على التوالي التي يميل فيها المحللون إلى التشاؤم مع اقتراب موسم الأرباح، وفي كل فترة من الفترات الأربع السابقة لم تكن الأخبار سيئة كما كان متوقعاً، إذ كان مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يحقّق متوسط مكاسب يزيد على 6%، وفقاً لتقديرات شركة بيسبوك إنفستمنت غروب.
وتساءل استراتيجيو الشركة في مذكرة: هل سيكون موسم إعلان الأرباح الحالي أخيراً هو الفصل الذي يثبت صحة تقديرات المحللين؟ إذا تبنوا موقفاً كل ربع سنة، فسوف يثبت في النهاية أنهم على صواب، لكن المراهنة ضدّ السوق التي تتجه إلى موسم إعلان الأرباح أثبتت مؤخراً أنها محاولة باهظة التكلفة.
يبدأ موسم الأرباح جدّياً يوم الجمعة، عندما تعلن بنوك جيه بي مورغان تشيس وسيتي غروب وويلز فارغو بيانتها المالية. مزيد من المتاعب في انتظار مؤشر ستاندرد آند بورز 500، إذ تجتمع تحذيرات انخفاض الأرباح ومخاوف ارتفاع أسعار الفائدة على تهديد مؤشر الأسهم الأميركية الرئيسي، وفقاً لأحدث استطلاع أجراه برنامج ماركتس لايف بَلس (Markets Live Pulse).
في حين أن مواسم الأرباح كانت عادةً إيجابية للسوق في العقد الماضي، وفقاً لمحللي مصرف دويتشه بنك، فإن الموسم القادم سيضرّ بالأسهم، كما قال 55% من 346 مشاركاً في الاستطلاع.
بالنسبة إلى مات مالي من شركة ميلر تاباك+ (+Miller Tabak )، سيكون ارتفاع الأسهم أمراً عسيراً إذا لم يأتِ موسم الأرباح سيئاً كما نعتقد، بخاصة أن السوق أصبحت مرتفعة التقييم للغاية.
أضاف مالي أن هذا لا يعني أنه إذا كانت الإشارة القادمة من الشركات على ما يرام فستشهد السوق بيعاً كثيفاً. مع ذلك، إذا أظهرت توقعات الشركات أي خيبة أمل حقيقية فيجب أن ينجم عنها بعض الرياح المعاكسة الخطيرة لسوق الأسهم.
خفض تقديرات الأرباح
المسألة تتعلق بما إذا كانت الأرباح يمكن أن تستمر في الانخفاض دون أن تغير اتجاه السوق، وفقاً لسايرا مالك من شركة نوفين (Nuveen). فمع خفض المحللين تقديرات الأرباح في الأسابيع الأخيرة، قد يصبح سهلاً للشركات مرة أخرى تحقيق نتائج أقوى من المتوقعة.
تقول مالك: نحن نتوخى الحذر عند التفاؤل الذي تتحقق أسبابه ذاتياً مدفوعة بهذه التوقعات المتدنية. بالإضافة إلى ذلك، نحن ندرك تباين وتعارض البيانات الاقتصادية الأميركية وإمكانيةرفع أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام.
على صعيد أخبار الشركات، ارتفع مؤشر الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة على خلفية الأخبار التي تفيد بأن الدولة الآسيوية ستتوسع في سياسة دعم سوق العقارات. ارتفع سهم شركة إيكان إنتربرايزز (Icahn Enterprises)، إذ أعاد كارل إيكان التفاوض على شروط قرض مع مجموعة من البنوك بعد أشهر فقط من تقرير صادر عن شركة هيندنبرغ ريسيرش (Hindenburg Research) أدى إلى انخفاض أسهم شركته. وصعد سهم كافا غروب (Cava Group) إذ بدأ غالبية الوسطاء تغطية على مشغلة مطعم الوجبات السريعة بتوصيات مكافئة للشراء.