تراجع الين الياباني بالسوق الأسيوية يوم الاثنين مقابل سلة من العملات العالمية، ليعمق خسائره لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مسجلاً أدنى مستوى فى عام، بسبب ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأمريكية، وبعد ملخص أراء الاجتماع الأخير للبنك المركزي الياباني.
والين على وشك التداول دون الحاجز المحوري عند 150 ينات لكل دولار، الأمر الذي يجعل المتعاملون فى حالة تأهب قصوى تحسبًا لأي علامات لتدخل من جانب السلطات اليابانية لحماية العملة من الضعف المفرط.
سعر صرف الين الياباني اليوم
ارتفع الدولار مقابل الين بأكثر من 0.3% إلى (149.80 ين) الأعلى منذ تشرين الأول/أكتوبر 2022، من سعر افتتاح إغلاق يوم الجمعة عند (149.32 ين)، وسجل أدنى مستوى خلال تعاملات اليوم عند (149.39 ين).
فقد الين يوم الجمعة أقل من 0.1% مقابل الدولار، ليستأنف خسائره التي توقفت فى اليوم السابق ضمن عمليات التقاط الأنفاس.
وعلى مدار أيلول/سبتمبر المنصرم، انخفض الين بنسبة 2.6% مقابل الدولار، فى ثاني خسارة شهرية على التوالي، ليفقد 3.5% مقابل الدولار على مدار الربع الثالث من هذا العام، فى ثالث خسارة فصلية على التوالي، بسبب الصعود الكبير فى العوائد الأمريكية وتصاعد مخاوف فروق أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة.
العائد على السندات الأمريكية
ارتفع العائد على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات يوم الاثنين بأكثر من 1.0%، ليستأنف مكاسبه بعد يومين من التراجع التصحيحي، ليقترب مرة أخرى من أعلى مستوى فى 16 عاماً عند 4.688%، الأمر الذي يعزز من فرص الاستثمار فى الدولار الأمريكي.
يأتي هذا التطور فى سوق سندات الولايات المتحدة، بعدما أقر الكونجرس الأمريكي في وقت متأخر من يوم السبت مشروع قانون تمويل مؤقت بدعم ساحق من الديمقراطيين في محاولة لتجنب الإغلاق الجزئي الرابع للحكومة الفيدرالية خلال عقد من الزمن.
هذا بجانب توالي البيانات الاقتصادية القوية فى الولايات المتحدة والتعليقات العدوانية من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي تعزز من احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس قبل نهاية هذا العام.
ملخص أراء البنك المركزي الياباني
صدر منذ قليل فى طوكيو ملخص أراء أعضاء البنك المركزي الياباني خلال اجتماع السياسة النقدية الذي عقد يوم 22 أيلول/سبتمبر الماضي.
أظهر الملخص أن صانعي السياسة النقدية اليابانية ناقشوا عوامل مختلفة يجب أخذها فى الاعتبار عند الخروج من السياسة التحفيزية شديدة التساهل وأسعار الفائدة السلبية.
قال كبير الاقتصاديين فى بنك كيوي جارو كير :أن أعضاء بنك اليابان يشعرون بالقلق من تشديد السياسة النقدية فى وقت مبكر للغاية وسحق ارتفاع التضخم والنمو، ورغم ذلك يستحقون أن يكون حذرين.
حاجز 150 ينات
حاجز 150 ينات لكل دولار، هو المستوي الذي يري بعض مراقبي السوق أنه خط محوري من شأنه أن يحفز تدخل السلطات اليابانية فى سوق الصرف على غرار ما حدث فى العام الماضي.
تدخلت الحكومة اليابانية في أسواق العملات في تشرين الأول/أكتوبر 2022 عندما ارتفع الدولار متجاوزاً 150 يناً، مما دفع وزارة المالية إلى شراء الين ودفع الزوج إلى قرابة 127 يناً فى كانون الثاني/يناير الماضي، وهو ما يعني ارتفاع بأكثر من 16% فى قيمة الين مقابل الدولار، قبل أن يتراجع مجدداً هذا العام بأكثر من 14%.
قال رئيس البحوث التطبيقية لدي أكسيوما أوليفييه داسييه : الخوف من تدخل البنك المركزي الياباني فوق مستوى 146 ينات جاء وذهب، والعملة الآن أعلى من 149 مقابل الدولار، ولا يزال البنك غائبًا عن سوق العملات.
وقال وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي الأسبوع الماضي :إنه يراقب عن كثب تحركات سوق صرف العملات بإحساس كبير بالطوارئ، وأضاف سوزوكي:إنه لن يستبعد اتخاذ أي إجراءات للتصدي لتحركات سوق الصرف الفوضوية.
وقال رئيس إستراتيجية العملات في منطقة آسيا فى أر بي سي كابيتال ماركتس ألفين تان: إن الضغط الصعودي الأساسي على زوج الدولار/الين يأتي من عائد السندات، وهو ببساطة أكبر من نتجاهله.
وأضاف تان:حتى لو كان هناك تدخل من السلطات اليابانية، فلن يؤدي ذلك إلى انخفاض زوج الدولار/الين بشكل دائم ما لم تبدأ عائدات السندات في التراجع بشكل جدي أيضًا.