تراجع اليورو بالسوق الأوروبية يوم الاثنين مقابل سلة من العملات العالمية، ليستأنف خسائره التي توقفت على مدار يومين مقابل الدولار الأمريكي، ليقترب مرة أخرى من أدنى مستوى فى أربعة أسابيع، وسط توقعات قاتمة للعملة الموحدة على المدى القريب، فى ضوء التوجهات الأخيرة للبنك المركزي الأوروبي.
يرجح كومرتس بنك أن تشير البيانات الأمريكية القوية بالمقارنة بالبيانات الاقتصادية فى منطقة اليورو إلى فرص أعلى لقيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة مرة أخري، وهو ما يعني أن الدولار الأمريكي يبدو أكثر جاذبية من اليورو فى توقعات النطاق النهائي لأسعار الفائدة.
سعر صرف اليورو اليوم
تراجع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.25% إلى 1.0980$، من سعر افتتاح التعاملات عند 1.1008$، وسجل أعلى مستوى اليوم عند 1.1017$.
حقق اليورو يوم الجمعة ارتفاعاً بنسبة 0.55% مقابل الدولار، فى ثاني مكسب يومي على التوالي، مع استمرار عمليات التعافي من أدنى مستوى فى أربعة أسابيع عند 1.0912 دولارًا.
بخلاف التعافي من مستويات منخفضة، ارتفع اليورو عقب بيانات أقل من التوقعات عن الوظائف الجديدة بالقطاعات الغير زراعية فى الولايات المتحدة خلال تموز/يوليو.
وفقد اليورو نحو 0.1% الأسبوع الفائت مقابل الدولار، فى ثالث خسارة أسبوعية على التوالي، بسبب تجدد المخاوف حول اتساع فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا و الولايات المتحدة.
الفائدة الأوروبية
انحسرت التوقعات حول قيام البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة الأوروبية بنحو 25 نقطة أساس خلال اجتماع 14 أيلول/سبتمبر المقبل، خاصة بعد التحول الواضح فى لهجة البنك المركزي الأوروبي خلال اجتماع الأسبوع الماضي.
قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد قد نرفع أسعار الفائدة أو نتوقف عن رفعها في اجتماع أيلول/سبتمبر المقبل، و هذا يعتمد على البيانات الاقتصادية.
توقعات كومرتس بنك
التراجع الأخير لليورو من أعلى مستوياته بالقرب من 1.12 دولارًا ليس مفاجئًا للمحللين في كومرتس بنك الذين يعتقدون أن المزيد من النعومة فى سعر صرف اليورو على المدى القريب له ما يبرره.
لكن فى نفس الوقت، فالبنك الألماني يقول إنه لا يزال ملتزم بالتوقعات على المدى الطويل، والتي تظهر انتعاشًا قويًا بنهاية هذا العام وبداية العام المقبل.
وفى أحدث مذكرة بحثية من البنك الألماني، قال أن تراجع اليورو إلى ما دون 1.1 دولارًا له ما يبرره من خلال وضع المشهد الأساسي، ويمكن توقع المزيد من الخسائر في ضوء توجهات البنك المركزي الأوروبي.
يقول رئيس أبحاث العملات الأجنبية فى كومرتس بنك أولريش لوختمان كانت الأسباب التي أدت إلى ارتفاع زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي فوق 1.12 الشهر الماضي ضعيفة.
وأضاف لوختمان، في الأسابيع المقبلة، من المرجح أن تشير البيانات الأمريكية القوية بالمقارنة بالبيانات الاقتصادية فى منطقة اليورو إلى فرص أعلى لقيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة مرة أخري، وهو ما يعني أن الدولار الأمريكي يبدو أكثر جاذبية من اليورو فى توقعات النطاق النهائي لأسعار الفائدة.
وأوضح لوختمان، لم يتبقي سوي فرص محدودة لأسواق العملات فى قصة رفع أسعار الفائدة، كلاً من البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي قريبان من الوصول إلى سعر فائدة نهائي والتغييرات ببضع نقاط أساسية هنا أو هناك لا يؤدي إلى تغيير كبير في اللعبة.
يرى الاقتصاديون في كومرتس بنك أن فترة الضعف الاقتصادي في منطقة اليورو تقترب من نهايتها في نهاية العام وبداية العام المقبل، وهذا يقلل من احتمالات قيام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة.
وقال أولريش لوختمان التوقعات الضعيفة لخفض أسعار الفائدة فى منطقة اليورو يعني أن المخاطر التي يتعرض لها اليورو يجب أن ينظر إليها على أنها منخفضة.
في الوقت نفسه، يتوقع الاقتصاديون في كومرتس بنك تباطؤًا اقتصاديًا كبيرًا في الولايات المتحدة من ذلك الحين فصاعدًا، والذي سيرد عليه الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة.
وأوضح أولريش لوختمان إنه من منظور السوق على المدى الطويل، من المرجح أن يُنظر إلى البنك المركزي الأوروبي على أنه بنك مركزي أكثر تشددًا، وينبغي أن يُترجم ذلك إلى قوة اليورو مقابل الدولار الأمريكي في سوق العملات الأجنبية.
ويتوقع كومرتس بنك أن يقترب اليورو مقابل الدولار من المستويات الحالية حتى أيلول/سبتمبر المقبل قبل الانتقال إلى 1.14 بحلول نهاية العام و 1.15 بحلول نهاية الربع الأول من عام 2024.
ومع ذلك، فمن المرجح أن تكون المستويات حول 1.15 ذروة ومن المتوقع حدوث انخفاض مطرد خلال النصف الثاني من العام المقبل مع تعافي الاقتصاد الأمريكي من الركود المتوقع.