تقرير خاص ـ (نمازون):

تستعد شركات الطيران الإماراتية لاستئناف رحلاتها، بعد أن جمدت نشاطها خلال الفترة الماضية، التي كانت بمثابة الشهور العجاف،  بسبب تداعيات كورونا.

وكشفت طيران الإمارات عن وضع الاستعدادات الأخيرة لاستئناف رحلاتها إلى 9 وجهات، مع عدة تدابير احترازية للمحافظة على سلامة الموظفين والركاب في كل مرحلة من مراحل السفر.

وقال الرئيس التنفيذي للعمليات في طيران الإمارات، عادل الرضا، وفقا لما نقلته وكالة أنباء الإمارات وام، إن الشركة تطبق مجموعة شاملة من الإجراءات في كل مرحلة من الرحلة لأجل تعزيز نظافة وتعقيم جميع نقاط الاتصال.

وأضاف الرضا أن كل إجراء تطبقه الشركة يساهم في مزيد من تخفيض المخاطر، مشيرا إلى أن الهدف هو تعزيز سلامة السفر وجعله آمنا إلى أبعد الحدود.

وتابع: نعمل مع جميع الجهات ذات الصلة في دبي بما فيها سلطات المطار والهجرة والصحة والطيران المدني لتحقيق أعلى معايير السلامة والنظافة وسنواصل مراجعة الإجراءات والاستعانة بنصائح الخبراء قبل اعتماد أي تطوير أو تغيير.

وقال: رغم انخفاض احتمالات التقاط عدوى على متن الطائرة، إلا أننا لا ندخر جهدا في مراجعة وإعادة تصميم كل مرحلة بدءا من إنهاء إجراءات السفر على الكاونترات وحتى نزول الركاب من الطائرة في وجهة الوصول.
 

داخل المطار

وعند وصول العملاء إلى المطار فإن كاميرات المراقبة الحرارية المثبتة في مواقع عدة ترصد درجة حرارة العملاء والعاملين.

كما أن هناك علامات مثبتة على الأرض في جميع مناطق الانتظار في المطار لإرشاد المسافرين والتأكيد عليهم بالتزام التباعد الجسدي عند تنفيذ إجراءات السفر والجوازات وبوابات الصعود إلى الطائرات.

وقام فريق المطار بتركيب حواجز واقية في أماكن إجراءات السفر وأماكن مراقبة جوازات السفر لتوفير مزيد من ضمانات السلامة للمسافرين والعاملين خلال إنجاز الإجراءات.

كما يتم توجيه المسافرين بالالتزام بالتباعد الجسدي والبقاء على مسافة آمنة من الآخرين، إلى جانب تاوفر عبوات أدوات الوقاية الصحية على بوابات المغادرة، وجرى إدخال بعض التعديلات على مناطق الانتظار.

 

شروط عالمية

ووضع الاتحاد الدولي للنقل الجوي إياتا، عدة شروط لعودة النشاط مرة أخرى، تتضمن إجراء تغييرات كبيرة على تجربة السفر بالطائرة في مختلف مراحل السفر.

وتشمل هذه التدابير أن يقتصر الدخول إلى مبنى المطار على عمال المطار، وشركات الطيران والمسافرين، وإجراء فحوصات درجات الحرارة عند نقاط الدخول إلى مباني المطارات.

كما تشمل التدابير تحقيق مسافات التباعد الاجتماعي الآمنة في جميع مراحل التي يخضع لها المسافرون بما في ذلك طوابير الانتظار، واستخدام أغطية الوجه للركاب والأقنعة للموظفين.

ونشمل التدابير كذلك تسجيل الوصول عن بُعد (بطاقات الصعود الإلكترونية / المطبوعة في المنزل) ووضع الحقائب بشكل ذاتي (مع بطاقات الحقائب المطبوعة في المنزل) والصعود الذاتي.

ومن التدابير المقترحة من قبل إياتا على متن الرحلات، تغطية أوجه المسافرين بدون استثناء وأقنعة الوجه لأطقم الطيران طوال الرحلة، وخدمات مبسطة للمأكولات والمشروبات التي تخفف من حركة الأطقم في الطائرة، إلى جانب تكثيف عمليات التنظيف للطائرة.

وتتضمن التدابير المقترحة أتمتة عمليات التحكم بالجوازات والجمارك من خلال استخدام تطبيقات الأجهزة الذكية، وتسريع إجراءات استلام الأمتعة للحد من الازدحام والانتظار.

وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي إياتا، إنه لا ينصح بترك المقعد في المنتصف فارغاً بهدف تحقيق التباعد الاجتماعي، لأن الدلائل المتاحة تشير إلى أن خطر انتقال الفيروس على متن الطائرة منخفض حتى بدون تدابير خاصة.

وأوضح إياتا أنه مع عدد أقل من المقاعد المتوفرة، سترتفع تكاليف المقعد بشكل حاد. مقارنة بعام 2019، بما ينجم عنه ارتفاع كبير بأسعار تذاكر الطيران ما بين 43% و54% لتغطية التكاليف.

وكانت طيران الإمارات قد أوقفت جميع العمليات التشغيلية بسبب قرارات تعليق الأجواء في جميع دول العالم، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجدّ، وهو ما وضع أسطول الشركة في حالة توقف شبه تام، باستثناء بعض الرحلات لإعادة المقيمين أو إجلاء السياح الأجانب إلى دولهم.

 

عودة المقيمين بالخارج 

وأعلنت شركات الطيران الإماراتية عن بدء تسيير رحلات جوية لنقل الإماراتيين المقيمين بالخارج، ضمن مبادرة السماح بعودة حاملي الإقامات السارية المتواجدين خارج الدولة.

وشمل قرار حكومة الإمارات بهذا الشأن بدء عودة المقيمين اعتباراً من بداية شهر يونيو المقبل، مع أخذ كافة التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

وقالت شركة الاتحاد للطيران، الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، إنها ستستمر في زيادة الرحلات الخاصة إلى عدد من الوجهات في مختلف أنحاء العالم.

وأضافت الشركة أنها ستعزز عدد الرحلات الخاصة المعلن عنها سابقاً مع إضافة 6 وجهات عالمية جديدة خلال شهري مايو ويونيو وهي بلغراد، دبلن، جنيف، ميلان، باريس شارل ديغول وتورنتو.

وأعلنت الشركة نهاية أبريل الماضي عن زيادة الرحلات الخاصة إلى 15 وجهة في مختلف أنحاء العالم، يتم تسييرها حتى 31 من مايو الجاري، مع تحضيرها لاستئناف رحلاتها المنتظمة، بعد رفع القيود المفروضة حالياً.

ومن جانبها، قال متحدث باسم شركة فلاي دبي إن الشركة تواصل العمل مع العديد من الحكومات والسلطات ذات الصلة لإعادة المواطنين الإماراتيين المقيمين في هذه الدول إلى وطنهم.

وأضافت فلاي دبي وجهتين جديدتين هما كوسوفو وشمال مقدونيا إلى رحلات العودة ليرتفع بذلك إجمالي عدد وجهات الناقلة إلى 10 وجهات.

ويتوقع أن تستأنف شركة طيران العربية رحلاتها المنتظمة نحو مختلف الوجهات، اعتبارا من منتصف يونيو المقبل، كما يوضح موقع حجز الرحلات الخاص بالشركة، ويتوقع أن تستأنف الاتحاد للطيران الرحلات المنتظمة أول يوليو المقبل.

 

الأكثر تضررا

ويتصدر قطاع الطيران حول العالم قائمة أكثر القطاعات تضررا من تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، في ظل غلق المطارات، وتجميد نشاط الطيران، ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس.

وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي إياتا في مارس الماضي، انخفاض إيرادات شركات الطيران نحو 252 مليار دولار، بسبب القيود المفروضة على الرحلات الدولية.

وقال مدير الاتحاد الدولي للنقل الجوي، ألكساندر دو دونياك، إنه من المتوقع أن تخسر شركات الطيران ما يقارب 61 مليار دولار من احتياطاتها المالية في الربع الثاني من العام الحالي.

ودعا دونياك الحكومات على مستوى العالم، لوضع قطاع النقل الجوي، على رأس أولوياتها، عند إطلاق حزم الدعم الاقتصادية، للحفاظ على أكثر من 25 مليون وظيفة مرتبطة بقطاع الطيران.

وتوجهت شركات الطيران حول العالم إلى خفض نفقاتها لتتمكن من الصمود خلال الأزمة الحالية بعدما اضطرت إلى وقف معظم رحلاتها التجارية، في ظل تدابير إغلاق الحدود، التي أعلنتها مختلف الحكومات لاحتواء انتشار فيروس كورونا.

 

إنعاش قطاع الطيران

وأنشأ مجلس منظمة الطيران المدني إيكاو، مؤخرا فريقا دوليا، يضم دولة الإمارات العربية المتحدة، يعمل على إنعاش قطاع الطيران في مواجهة آثار انتشار فيروس كورونا المستجد على القطاع. 

ويعمل فريق إنعاش قطاع الطيران على احتواء التداعيات الناجمة عن الفيروس في قطاع الطيران والتحديات التي أحدثها كخطوة جادة نحو إحياء قطاع الطيران ومساعدة الحكومات على تخفيف الأعباء.

ويساهم الفريق في اقتراح سياسات وأولويات للدول على المستوى الاستراتيجي لإعداد قطاع الطيران لحالة ما بعد أزمة فيروس كورونا المستجد وإعادة عمليات وحركة الطيران في جميع أنحاء العالم.

كما يعمل الفريق على إعادة ربط المطارات مرة أخرى مع مراعاة الاحتياطات الوقائية والتدابير الصحية التي تصدرها السلطات الصحية الدولية والمحلية لإنشاء نظام طيران أكثر مرونة للمستقبل.