أغلق سهم شركة لوسيد للسيارات الكهربائية تداولات الأربعاء عند 17.24 دولار، مرتفعًا بنسبة 5.4%، غير أنه ما يزال منخفضًا بنسبة 42.9% منذ بداية العام وبنحو 19.1% خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، ما يعكس حالة ضعف مستمرة رغم الارتفاع المحدود في الجلسات الأخيرة.
وتشير منصة WarrenAI إلى أن هذه التحركات اللحظية تأتي في سياق فني متقلب يعكس تفاعل المستثمرين مع نتائج فصلية مخيبة للآمال. وتُعد منصة InvestingPro الخيار الأمثل للمحللين والمستثمرين الراغبين في الوصول إلى بيانات دقيقة وتقييمات محدثة في الوقت الفعلي، خاصة مع انطلاق خصومات الجمعة البيضاء التي تصل إلى 55% على جميع الخطط المدفوعة، ما يجعلها فرصة استثنائية لتجربة أدوات التحليل الاحترافية.
نتائج مالية ضعيفة رغم ارتفاع الإيرادات
أظهرت النتائج الفصلية الأخيرة لشركة لوسيد خسارة لكل سهم بلغت 2.65 دولار مقابل توقعات بخسارة 2.27 دولار فقط، بينما بلغت الإيرادات 336.6 مليون دولار مقارنة بـ379.1 مليون دولار كانت متوقعة. كما سجلت الشركة خسارة صافية بلغت 978.4 مليون دولار، أي 3.31 دولار للسهم، مقابل 992.5 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. وبعد استبعاد البنود الاستثنائية مثل تكاليف إعادة الهيكلة، بلغت الخسارة الفعلية 2.65 دولار للسهم.
أما الأرباح المعدّلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، فقد أظهرت خسارة قدرها 717.7 مليون دولار مقارنة بتوقعات بخسارة 597.4 مليون دولار، أي بزيادة 17% عن العام الماضي. ومع ذلك، ارتفعت الإيرادات الفصلية بنسبة 68% لتصل إلى 336.6 مليون دولار مقارنة بـ200 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام السابق، ما يعكس تحسنًا نسبيًا في المبيعات دون أن يترجم إلى أرباح.
تمويل سعودي يعزز السيولة لكن التحديات مستمرة
في خطوة مهمة لدعم مركزها المالي، أعلنت لوسيد عن اتفاق مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي لزيادة التسهيل الائتماني المؤجل من 750 مليون دولار إلى نحو ملياري دولار، مما يمنحها دفعة تمويلية قوية وسط بيئة تشغيلية صعبة. وذكرت الشركة أن إجمالي السيولة بلغ 5.5 مليار دولار بنهاية الربع الثالث، تشمل خط الائتمان غير المسحوب، فيما استقرت قيمة النقد وما يعادله عند 1.6 مليار دولار، وهو ما يمنحها غطاءً ماليًا حتى منتصف عام 2027.
لكن رغم الدعم المالي، أوضحت الشركة أنها لا تزال تبحث عن خيارات تمويل إضافية خارج منظومة الصندوق السعودي، في ظل سعيها لتوسيع عمليات إنتاج سيارتها الرائدة Gravity SUV وتطوير نموذج جديد متوسط الحجم من المتوقع أن يبدأ إنتاجه في أواخر العام المقبل.
اضطرابات الإنتاج وشراكات استراتيجية واسعة
أكد المدير التنفيذي المؤقت مارك وينترهوف أن الشركة ما تزال تركز على تسريع وتيرة إنتاج Gravity ومعالجة الاضطرابات في سلاسل التوريد التي تؤثر على صناعة السيارات الكهربائية بأكملها. وأضاف أن الشركة تتوقع تحقيق زيادة ملموسة في تسليمات Gravity خلال الربع الرابع رغم ضعف الطلب العام.
في المقابل، أشار المدير المالي توفيق بوسعيد إلى أن إنتاج Gravity تحسن مقارنة بالربع السابق لكنه لا يزال عند مستويات غير مؤثرة حتى الآن. وكانت لوسيد قد أعلنت الشهر الماضي عن تسليم 4078 سيارة في الربع الثالث، وهو رقم أعلى من العام الماضي لكنه أقل من توقعات السوق.
خلال العام الجاري، وقّعت لوسيد سلسلة من الشراكات المهمة، من بينها اتفاق بقيمة 300 مليون دولار مع أوبر لتوريد أكثر من 20 ألف سيارة Gravity خلال السنوات الست المقبلة، والمزودة بتقنيات القيادة الذاتية من شركة نورو الناشئة. كما وسّعت تعاونها مع شركة إنفيديا لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي الخاصة بأنظمة القيادة المستقلة.
تراجع الأداء السوقي رغم الشراكات وتذبذب المؤشرات الفنية
ورغم هذه الجهود، يظل أداء السهم ضعيفًا مقارنة بمنافستها ريفيان التي أعلنت مؤخرًا عن نتائج فاقت التوقعات، مما رفع سهمها بنسبة 16% منذ بداية 2025. في المقابل، تراجعت أسهم لوسيد بأكثر من 40% رغم تنفيذها عملية تجزئة عكسية بنسبة 1 إلى 10 خلال الصيف الماضي.
يوضح تحليل منصة WarrenAI أن المؤشرات الفنية على الأطر الزمنية القصيرة (ساعة واحدة) متضاربة، إذ يظهر مؤشر القوة النسبية عند مستوى 52.4 في وضع محايد، بينما تشير مؤشرات الستوكاستك وCCI وROC إلى الشراء، في حين يبقى مؤشر الماكد سلبياً. ويعني ذلك أن السهم يتحرك في نطاق فني متقلب يفتقر إلى اتجاه واضح.
أما على المدى المتوسط والطويل، فإن الاتجاه العام يبقى نحو البيع القوي، ما يعكس استمرار الضغط البيعي رغم بعض المحفزات المؤقتة. ويشير التقرير إلى أن الدعم الأقرب للسهم يقع عند 15.25 دولار، بينما المقاومة التالية عند 17.62 دولار، واختراقها قد يمهد الطريق نحو اختبار مستوى 18 دولار.
آفاق المستقبل: انتعاش مؤقت أم بداية تحول؟
ارتفاع السهم الأخير مدفوع بأخبار إيجابية حول الشراكات والنمو في التسليمات، لكنه لا يغيّر الصورة العامة التي تتسم بالضبابية بسبب استمرار الخسائر المرتفعة. ويبدو أن المستثمرين قصيري الأجل قد يجدون فرصًا في التذبذب العالي، لكن المستثمرين طويلو الأجل سيحتاجون إلى تحسن جوهري في مؤشرات الربحية قبل أي تحول مستدام.