جاء رفض المانيا مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية فى تشكيل القوة البحرية عند مضيق هرمز بمثابة فرصة ذهبية للسفير الامريكى فى برلين ريتشارد جرينل لأعادة التذكير بدور واشنطن الكبير فى المانيا .

 

جرينل استعاد تألقه بتصريحات مستفزة للجانب الالمانى بأن ألمانيا أكبر قوة اقتصادية في أوروبا و يرتبط هذا النجاح بمسؤوليات عالمية مطالبا اياها برفع مساهتمها فى حلف الناتو من 1.2 % الى فوق 2 % من ناتجها المحلى الاجمالى ... و هو الطلب الذى يصر ترامب على تنفيذه قبل رحيل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى 2021

 

ريتشارد جرينل السفير الامريكى فى برلين تطرق أيضا الى قضية شائكة للغاية بين البلدين حيث إنتشار نحو 34 الف جندى امريكى فى المانيا ثانى اكبر القواعد العسكرية الامريكية بعد اليابان فى نحو 38 قاعدة يخدمها نحو 17 الف موظف مدنى امريكى و 12 الف موظف المانى .

 

رأى جرنيل أنه من المهين جدا أن يتحمل دافعى الضرائب الامريكيين تكاليف نشر اكثر من 50 الف امريكى يحمون المانيا بينما ترفض الاخيرة المشاركة فى حماية مضيق هرمز من سلوك ايران العدائى ، و ذكر السفير بدارسة الرئيس ترامب بسحب تلك القواعد الامريكية من المانيا الى بولندا .

 

فندت الصحافة الالمانية ادعاءات جرينل الذى تصفه بالسفير الغير الدبلوماسى بصعوبة نقل تلك القواعد من الناحية الفنية فى الاجل المتوسط بعد اعتزام ادارة ترامب اضافة 1500 جندى امريكى الى قواتها بألمانيا فى 2020 و كذلك تحمل واشنطن نحو 2 مليار $ اضافيين لتجديد قاعدتين بحلول 2023 ... منوهة الى ان تلك القواعد تخدم مصالح امريكا فى اوروبا و افريقيا ، و نقلها الى بولندا القريبة من روسيا سيشعل مواجهة امريكية محتملة مع موسكو .

 

و زادت على ذلك بفداحة الخسائر المالية التى ستتكبدها واشنطن حال اقدامها على تلك الخطوة التى تخدم الامن القومى الامريكى و الالمانى على حد سواء ، فألمانيا تحتضن ايضا اكبر مخزن اسلحة امريكى و اكبر مستشفى عسكرى امريكى خارج الولايات المتحدة ... و أن المصالح الامريكية ليست فوق المصالح الالمانية .

 

و ذكرت الصحافة الالمانية بأن السفير جرينل هو تلميذ مستشار الامن القومى الامريكى جون بولتون المتشدد ضد القيم و الوحدة الاوروبية التى تقودها المانيا و داعم رئيسى لملفات بريكست و فرض تعريفات جمركية على السيارات الاوروبية و الحرب ضد ايران ... و هى القضايا الرئيسية التى يعمل ترامب على اشعالها أكثر و أكثر .

 

ختاما ... تقترب شمس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من الغروب فى 2021 مع احتمالات قوية ببقاء ترامب لعام 2024 ، ليبدو المشهد فى صالح الجانب الامريكى ضد أكبر اقتصاد اوروبى تمثل صادراته للعالم نصف ناتجه المحلى و من أكبر المتأثرين بالحرب التجارية الامريكية ضد الصين ...

 

ليبقى السؤال المهم ... كيف سيكون مشهد المانيا فى السنوات المقبلة بعد بريكست و بعد تغيير القيادة القوية فيها و بعد أثار الحروب التجارية عليها ؟!!!