تعرّض مستثمرو شركة نستله السويسرية لاضطراب جديد يوم الثلاثاء بعدما أطاحت الشركة برئيسها التنفيذي لوران فريكس إثر تورطه في علاقة مع إحدى الموظفات الخاضعات له إدارياً، وذلك في ثاني تغيير على مستوى القيادة العليا خلال عام واحد.

وقد تراجعت أسهم الشركة بنسبة 1.9% في تعاملات ما قبل افتتاح السوق في زيورخ، عقب قرار الإقالة المفاجئ الذي اتُخذ يوم الاثنين، بعد اجتماع لمجلس الإدارة خُصص لمناقشة نتائج التحقيق في تلك العلاقة.

يأتي هذا التراجع ليشكل ضربة جديدة لمستثمري نستله، الذين أُصيبوا بخيبة أمل بعد ثلاث سنوات من تراجع سعر السهم بين 2022 و2024، من دون أن تلوح أي مؤشرات على التعافي خلال العام الحالي.

وسيتولى المنصب بدلاً من لوران فريكس، فيليب نافراتيل، النجم الصاعد في الشركة المنتجة لقهوة «نسكافيه» وشوكولاتة «كيت كات»، والتي تعاني منذ جائحة كورونا من ضعف في حجم المبيعات.

وأوضحت «نستله» في بيان صادر مساء الاثنين أن إقالة فريكس جاءت بعد تحقيق في علاقة عاطفية لم يُفصح عنها مع موظفة خاضعة له إدارياً، في خرق لقواعد السلوك المهني الخاصة بالشركة.

وأضافت الشركة لوكالة «رويترز» أن فريكس، الذي أمضى 39 عاماً في «نستله»، لن يحصل على أي حزمة تعويضية عند مغادرته.

جاءت الإطاحة المفاجئة بالمدير التنفيذي المخضرم لوران فريكس بعد عام واحد فقط من إقالة سلفه مارك شنايدر، وبعد شهرين ونصف من إعلان الرئيس التنفيذي لمجلس الإدارة بول بولكه عزمه التنحي في عام 2026، في واحدة من أكثر الفترات اضطراباً بتاريخ الشركة الممتد 159 عاماً.

وفي بيان مقتضب، وجّه بولكه الشكر لفريكس على سنوات خدمته الطويلة في «نستله»، لكنه شدّد على أن قرار الإقالة كان «ضرورة لا مفر منها».

 

بحث عن الاستقرار الإداري

 

تُعد أسهم «نستله» ركيزة أساسية في بورصة زيورخ، لكنها فقدت نحو ثلث قيمتها خلال السنوات الخمس الماضية، لتتخلف عن أداء نظرائها الأوروبيين. ولم تنجح فترة قيادة فريكس في كبح هذا التراجع، إذ خسر سهم الشركة 17% إضافياً خلال فترة ولايته، مما زاد من خيبة أمل المستثمرين.

وفي يوليو تموز الماضي، أطلقت «نستله» مراجعة لأداء قطاع المكملات والفيتامينات المتعثر لديها، في خطوة قد تؤدي إلى التخلي عن بعض العلامات التجارية، وذلك بعد أن جاءت أحجام المبيعات في النصف الأول من العام دون التوقعات.

قال ماوريتسيو بورفيري، مدير الاستثمار في شركة التداول مافريكس: «السوق لم يكن متقبلاً بشكل خاص لفريكس، كما جرى تأجيل أهداف إعادة الهيكلة». وأضاف: «هناك حاجة إلى بداية جديدة، وحان الوقت لعودة المزيد من الاستقرار إلى إدارة هذه الشركة العالمية».

وحظيت إقالة فريكس بتغطية واسعة في الصحف السويسرية، حيث أشارت صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ إلى أن «نستله فقدت استقرارها الأسطوري» الذي كان يميّزها، إذ اعتاد الرؤساء التنفيذيون البقاء لسنوات طويلة قبل أن ينتقلوا في النهاية إلى منصب رئاسة مجلس الإدارة.

 

ويرجّح أن يثير هذا التغيير الأخير تساؤلات حول التوجّه الاستراتيجي للشركة على المدى المتوسط، وأن «يُبقي الغموض مسيطراً على قصة السهم حتى تتضح خطة نافراتيل»، بحسب ما كتب محللو جيه بي مورغان في مذكرة بحثية.

وأضاف محللو البنك أن خبر إقالة فريكس لن يطمئن المستثمرين على الأرجح، لكونه المرة الثانية خلال عام واحد التي تعيّن فيها الشركة رئيساً تنفيذياً جديداً من دون إجراء عملية بحث شاملة عن بديل.

وأعربت المذكرة أيضاً عن قلقها من أن الرئيس التنفيذي الجديد فيليب نافراتيل سيبدو «مقيّداً» في الوقت الحالي باستراتيجية إعادة الهيكلة التي أطلقها فريكس، في وقت لا يزال فيه السوق غير مقتنع بجدوى تلك الخطط.

وقال جون كوكس، المحلل في شركة كيبلر شوفرو، إنه يتوقع أن تتعرض أسهم «نستله» لضغوط إضافية بسبب الاضطرابات الأخيرة في مقر الشركة في فيفي على ضفاف بحيرة جنيف. وأضاف: «هذا ليس أسلوب نستله المعتاد، أن تستبدل رئيسين تنفيذيين في فترة لا تتجاوز العام الواحد. نأمل أن تعود الشركة إلى المسار الصحيح».