تقرير خاص:

 

يحمل سوق العملات الرقمية في طياته الكثير من التناقضات .. يتأرجح بين صعود وهبوط ..وبحركاته السريعة وتغيراته اللحظية يجذب المستثمرين حول العالم.

 

ولعل بتكوين هي العملة الأبرز في هذه السوق الجديدة، حيث استحوذت على اهتمام المستثمرين عندما تخطت قيمتها 20 ألف دولار في ديسمبر 2017، لتعاود الانخفاض إلى ما دون 3100 دولار في ديسمبر 2018. ومنذئذ، بدأت العملة تشهد انتعاشًا بطيئًا.

 

قفزة فوق 7 آلاف دولار

 

 

وبالأمس، قفزت قيمة بتكوين في بورصة بتستامب للتداول 7%  ليبلغ سعر الصرف 7445 دولارًا، مسجلة أعلى مستوى منذ تسعة أشهر، وخلال الأسبوع الماضي كسرت العملة الرقمية حاجز 6000 دولار محققًة ارتفاعًا بأكثر من الضعف منذ ديسمبر الماضي، لكنها تبقى دون مستوياتها القياسية قبل عامين عند 20 ألف دولار.

 

وصعد سعر بتكوين بما يتجاوز نسبة 60% حتى الآن خلال العام الحالي.

 

الصعود شعار المرحلة القادمة

 

 

استناداً إلى أداء هذه العملة خلال الأشهر القليلة الماضية، لا يستبعد محللون استمرار الصعود باتجاه 10 آلاف دولار هذه السنة، فأنهت العام الماضي عند مستوى 3691 دولارًا بصعود 55%، ويعد 2018 عامًا سيئًا بالنسبة للعملات الرقمية عموماً وبيتكوين على وجه الخصوص، بعدما هبط سعرها من نحو 17100 دولار في أوائل يناير إلى 3200 دولار فقط في 16 ديسمبر الماضي.

 

وخلال ابريل الماضي سجلت العملة أعلى نسبة صعود هذه السنة، ويستمر أداءها الإيجابي نسبيًا خلال مايو الجاري.

 

وأظهر مؤشر بلومبيرغ لقياس متوسط أداء العملات الرقمية، أن السوق يتجه إلى الصعود، مع تحقيق ايثيريوم مكاسب قدرها 23% منذ بداية العام، وصعود ليتكوين بنسبة 146%، فيما تراجعت عملة ريبيل 13% منذ بداية العام حتى الاثنين الماضي.

 

ويرى نايجل جرين، مؤسس ورئيس مجموعة ديفيري، أن هناك شعور متزايد بأن بتكوين عادت بقوة، ومن المرجح أن تجذب هذه القفزة الدراماتيكية العديد من المستثمرين الذين كانوا يجلسون على الهامش، بما في ذلك المؤسسات الكبيرة.

 

فيما اعتبر أحد المحللين لدى تي إف جلوبال ماركتس، أن التقلبات الحادة في أسعار بتكوين هي القاعدة التي تسير على أساسها العملة، وبالتالي يجب ألا يكون الأمر مفاجئًا للغاية وإنما اللغز يكمن في السبب وراء هذه القفزة الكبيرة.

 

وفي المقابل يرى محللون آخرون، أن القراءة المتفائلة بمثابة فخ يمكن أن يوقع بالمتحمسين للشراء، فمع تصحيح الأسعار قد يتكبدون خسائر كبيرة.

 

سوق واعدة ولكن..

 

 

تستحوذ العملات الرقمية على اهتمام وزخم عالمي متزايد حاليًا، ما يشكل فرصة ليصبح سوق التشفير استثمار طويل الأجل.

 

وخلال الآونة الأخيرة، ارتفع الوعي بالعملات الرقمية ومن المرجح ازدياد تبنيها من قبل العديد من الدول والمستثمرين ابتداءً من أواخر العام الجاري.

 

على سبيل المثال بدأت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تقبل العملات الرقمية كوسيلة للتبادل، وتزايدت أعداد متاجر التجزئة على الانترنت التي تستخدم بتكوين وغيرها من العملات المشفرة، مثل أوفر ستوك وشوبي فاي ونيو ايج.

 

وانضمت بتكوين إلى وول ستريت مع تأسيس شركة فيديليتي العاملة في صناديق الاستثمار المشتركة، منصة تداول لعملة البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة أواخر العام الماضي.

 

وشهدنا عودة صناديق ومحافظ وكبار مستثمرين إلى بناء مراكز جديدة بشراء عملات رقمية معينة، واللافت هو اعتماد هذه العملات من قبل بعض صناديق التقاعد التي عادةً ما تتجنب المخاطرة والمضاربة وتفتش عن العائدات الثابتة أو شبه الثابتة.

 

ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من المشاكل التي تواجه بيئة تداول العملات المشفرة ما يجعل مستقبلها ضبابيًا نوعًا ما.

 

ومؤخرًا كشفت شركة بينانس، إحدى أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم، عن سرقة 7000 بيتكوين؛ أو ما يُعادل 40 مليون دولار.

 

إذًا القلق بشأن الانتهاكات الأمنية وعدم اليقين التنظيمي يعد من أسباب التردد في دخول عالم العملات الرقمية.

 

 إلى المزيد:

التقرير الفني لصعود العملات الرقمية

إنفوجرافيك: أداء العملات الرقمية الأكثر شعبية