تباينت أسعار الذهب الفورية والآجلة خلال هذه اللحظات من تعاملات يوم الأربعاء، بينما يترقب المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض متوقع في أسعار الفائدة، في وقت يواصل فيه التفاؤل بشأن صفقة تجارية محتملة بين الولايات المتحدة والصين دعم قوة الدولار، مما أبقى المعدن النفيس قريبًا من أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع.
التفاؤل التجاري يحد من جاذبية الذهب
أوضح كبير محللي الأسواق في شركة أواندا كلفن وونغ أن السبب وراء التصحيح القصير في أسعار الذهب هو تحول بعض المستثمرين من الأصول الآمنة إلى الأسهم، مدفوعين بالتفاؤل حول التوصل لاتفاق تجاري بين واشنطن وبكين. وأضاف أن المعدن الأصفر يواجه ضغوطًا قصيرة الأجل بسبب تحركات تصحيحية من المستثمرين ذوي المراكز القصيرة الأجل، إضافة إلى كسر بعض المستويات الفنية المهمة.
ورغم هذه الضغوط، أكد وونغ أن العوامل الأساسية لا تزال داعمة للذهب على المدى الطويل، خصوصًا في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية التي تغذي الطلب على الأصول الآمنة.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، توصل كبار المسؤولين الاقتصاديين في الصين والولايات المتحدة إلى إطار أولي لاتفاق تجاري بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، يهدف إلى تهدئة التصعيد في الرسوم الجمركية الأمريكية، مقابل تخفيف القيود الصينية على صادرات المعادن النادرة. ومن المقرر أن يلتقي الزعيمان في كوريا الجنوبية يوم الخميس.
تأثير الفائدة والتوقعات المستقبلية
وأشار تقرير من بنك إيه إن زد إلى أن التقدم في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين يقلل من الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب، إذ أدت تهدئة التوترات إلى تمديد موجة التصحيح في الأسعار. وأضاف التقرير أن هذا التراجع قد يمثل فرصة للبنوك المركزية لزيادة مشترياتها من الذهب بأسعار منخفضة نسبيًا.
ومن المتوقع أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في ختام اجتماعه اليوم الأربعاء، فيما يترقب المستثمرون تصريحات رئيس المجلس جيروم باول لمعرفة التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية. في المقابل، يُتوقع أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه يوم الخميس.
يُعرف أن الذهب الذي لا يدرّ عائدًا يتألق عادة في بيئة يسودها انخفاض معدلات الفائدة وحالة من الضبابية الاقتصادية. وقد ارتفع سعر المعدن النفيس بنحو 52% منذ بداية العام، ليبلغ ذروته التاريخية عند 4381.21 دولار للأوقية في 20 أكتوبر، مدعومًا بالمخاطر الجيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة وزيادة مشتريات البنوك المركزية.
الذهب عند التسوية أمس
تراجعت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات الثلاثاء، وسط تفاؤل حذر بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وترقب المستثمرين قرار الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
وانخفضت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم ديسمبر بنسبة 0.91% أو ما يعادل 36.6 دولار إلى 3983.10 دولار للأوقية، لتغلق دون مستوى 4 آلاف دولار للأوقية لأول مرة منذ 9 أكتوبر الحالي.
الذهب والدولار الآن
وسجل سعر الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.2% إلى مستوى 3961 دولار للأوقية، بعد أن هبط يوم الثلاثاء إلى أدنى مستوى له منذ السابع من أكتوبر.
