شهدت أسعار النفط تغيرًا طفيفًا في التداولات الآسيوية يوم الأربعاء، متجهة نحو أكبر خسائر سنوية منذ 2020، حيث هيمنت مخاوف فائض المعروض المستمرة على الأسواق طوال العام رغم المخاطر الجيوسياسية المتكررة التي قدمت دعمًا متقطعًا فقط.
حتى الساعة 08:48 بتوقيت السعودية، استقرت عقود خام برنت المنتهية في مارس عند 61.27 دولار للبرميل، بينما استقرت أيضًا عقود خام غرب تكساس الوسيط عند 57.89 دولار للبرميل.
ومن المتوقع أن ينهي كلا المؤشرين عام 2025 بانخفاض حاد، حيث تراجع برنت بنحو 18% وخام غرب تكساس الوسيط بنحو 20%، مسجلين أكبر انخفاض سنوي بالنسبة المئوية منذ صدمة الطلب الناجمة عن جائحة كوفيد-19 قبل خمس سنوات.
ضغوط على النفط بسبب مخاوف فائض المعروض
عكست الخسائر الكبيرة تزايد المخاوف بشأن فائض المعروض، مدفوعة بشكل كبير بتحركات أوبك+ لإلغاء تخفيضات الإنتاج التي دعمت الأسعار في السنوات السابقة.
بعد كبح الإنتاج خلال معظم عامي 2023 و2024، خففت مجموعة المنتجين تدريجياً من التخفيضات الطوعية في عام 2025، مما أضاف المزيد من البراميل إلى سوق مشبعة بالفعل.
تلك الزيادات، إلى جانب استمرار قوة الإنتاج من خارج أوبك وبطء نمو الطلب العالمي عن المتوقع، ألقت بثقلها على أسعار النفط الخام طوال العام.
ينظر المستثمرون الآن إلى اجتماع أوبك+ المقرر في 4 يناير، والذي سيعقد عبر مؤتمر فيديو، حيث من المتوقع أن يراجع المنتجون ظروف السوق ويناقشوا سياسة الإنتاج لبداية عام 2026.
المخاطر الجيوسياسية قدمت دعمًا متقطعًا
قدمت التوترات الجيوسياسية انتعاشات مؤقتة خلال العام، رغم أن تأثيرها كان قصير الأمد. فقد أثارت الهجمات على البنية التحتية للطاقة الروسية وسط الحرب في أوكرانيا مخاوف دورية من اضطرابات الإمدادات.
كما اشتعل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والتوترات بين الولايات المتحدة وإيران في بعض الأوقات، مما جدد المخاوف بشأن احتمال تعطل تدفقات النفط من الشرق الأوسط.
وبشكل منفصل، أضافت التوترات بين واشنطن وكراكاس حالة من عدم اليقين حول الصادرات الفنزويلية، مما دعم الأسعار لفترة وجيزة.
ومع ذلك، طغت على هذه المخاطر المتعلقة بالإمدادات مراراً وتكراراً الرواية الأوسع عن وفرة المعروض العالمي وارتفاع المخزونات.
في الآونة الأخيرة، قالت الإمارات العربية المتحدة إنها ستسحب قواتها من اليمن بعد اندلاع توترات مع حليفتها الخليجية السعودية بشأن العمليات العسكرية في البلد الذي مزقته الحرب. وتعد كل من السعودية والإمارات من الأعضاء الرئيسيين في أوبك.