دفع استمرار قلق المستثمرين من حدوث أزمة عالمية مصرفية محتملة أسواق الأسهم بالعالم إلى تسجيل خسائر أسبوعية حادة لتستفيد في المقابل أسعار الذهب من تزايد تلك المخاوف وتقفز قرابة 6%.
وسيطرت المخاوف خلال تعاملات الأسبوع الماضي على أغلب مؤشرات أسواق المال العالمية والإقليمية جراء إعلان إفلاس سيليكون فالي بنك وتعثر بنوك أخرى بسبب أسعار الفائدة المرتفعة والتي أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي مؤخرا باستمرار رفعها بأكثر من المتوقع رغم تلك الأزمة التي لها تداعيات غير واضحة إلى الآن.
وبعدما فشلت إجراءات داعمة اتخذتها الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا في تهدئة المخاوف من حدوث أزمة مصرفية عالمية تراجع مؤشر الأسهم الأمريكية داو جونز الصناعي بنسبة 0.2%، وسجلت الأسهم الأوروبية أكبر انخفاض أٍسبوعي لها في خمسة اشهر وخسر مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 3.8% من قيمته.
وفي الخليج، تصدر التراجعات مؤشر البورصة المصرية بنسبة 10.6%، وتراجع مؤشر البورصة القطرية بنسبة فاقت 7.7%.
ونزل مؤشر البورصة السعودية تاسي أعلى وتيرة هبوط له هذا العام بنسبة 4.6%، وتراجع مؤشر سوق الأسهم الأول الكويتي 3.67%.
وانخفض مؤشر بورصة البحرين 0.67%، فيما ارتفع مؤشر سوق مسقط المالي 0.8%.
ويترقب مستثمرو الأسهم نتائج اجتماع السياسة النقدية من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء المقبل وسط توقعات برفع الفائدة 25 نقطة أساس.
كما يشار إلى أنه خلال الأسبوع الماضي، سجلت أسعار العقود الآجلة لخام نفط برنت القياسي تسليم شهر أبريل خسارة أسبوعية 11.8%، وتراجع سعر خام غرب تكساس الأمريكي تسليم أبريل 13%.
ومن جهته، يقول الخبير الاقتصادي ورئيس أبحاث السوق بشركة بيلون إيجيبت، طاهر مرسي، إن انهيار بنك سليكون فالي أكبر البنوك العالمية المختصة بقطاع الشركات الناشئة والتكنولوجيا أدى إلى تسرب حالة من الخوف والهلع في العالم خشية عودة سيناريو انهيار القطاع المصرفي في 2008، مما ألقى بظلاله على تحركات السيولة بشكل واضح في التعاملات حيث اندفعت التدفقات الخارجة من الأصول عالية المخاطر لتتجه إلى الأصول الأكثر استقرارا، وعلى رأسها الذهب، والذي يعكسه الارتفاع التاريخي للمعدن الأصفر خلال جلسة الجمعة فقط بما يزيد عن 3%.
ودفعت الأزمة المصرفية العالمية المستثمرين إلى اقتناء سبائك الملاذ الآمن حيث سجلت أسعار الذهب أكبر مكاسب أسبوعية لها منذ منتصف نوفمبر 2022.
يذكر أن تلك الأزمة محت بعض مكاسب أسواق الخليج وحولتها لخسائر حيث هبط مؤشر البورصة القطرية 7.2%، ونزل مؤشر البورصة السعودية منذ بداية عام 2023 بنسبة 4.8%.
ونزل مؤشر بورصة أبوظبي 5.5%، وهبط في تلك الفترة مؤشر بورصة الكويت 3.4%.
فيما قلصت مكاسب مؤشر مسقط للأوارق المالية السنوية إلى 0.62%، وبورصة دبي السنوية إلى 0.4%، ووصلت نسبة ارتفاع مؤشر بورصة البحرين في تلك الفترة 0.09%.