قفزت الأسهم الآسيوية يوم الاثنين إلى أعلى مستوياتها منذ ستة أسابيع، فيما استقر الدولار قرب أدنى مستوياته في ما يقارب ثلاثة أشهر، على خلفية توقعات بخفض الفدرالي لمعدلات الفائدة العام المقبل، وهو ما أثار أيضاً موجة صعود حادة في أسعار المعادن الثمينة.

وصعدت الفضة فوق مستوى 80 دولاراً للأونصة لأول مرة قبل أن تهبط بشكل حاد في تداولات متقلبة، بينما تراجع البلاتين والبلاديوم بعد أن سجلا مستويات قياسية. وحقق الذهب انخفاضاً يقارب 1% لكنه واصل تجاوز المستويات القياسية هذا العام مدفوعاً بضعف الدولار، وزيادة الطلب على الملاذات الآمنة، وتوقعات خفض الفائدة.

وقالت شاروا تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في مجموعة Saxo، إن المعادن الثمينة ارتفعت هذا العام نتيجة مزيج قوي من دعم خفض معدلات الفائدة والتحوط من المخاطر الجيوسياسية والمالية.

وأضافت لرويترز: «مع إضافة مخاوف العرض، تحوّل الارتفاع إلى شكلٍ متسارعٍ للغاية. لكن الارتفاع الحادّ الذي شهده السوق في أواخر العام، وخاصةً في أسعار الفضة، يزيد من خطر تقلباتٍ أكبر. وعلى المدى القريب، يكمن الخطر في العوامل الفنية ومراكز الاستثمار».

وأضافت تشانانا أن الصورة الكبرى للمعادن الثمينة لا تزال داعمة من الناحية الهيكلية، مع توقع خفض معدلات الفائدة، واستمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي والمالي، وارتفاع الطلب على التنويع. «وهذا يعني أن أي تراجعات قد تُعتبر فرصاً للمستثمرين طويل الأجل لإعادة بناء محافظهم الاستثمارية».

وعادت الجغرافيا السياسية إلى صدارة اهتمامات المستثمرين بعد أن صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد بأنه والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «يقتربان كثيراً، وربما قريبين جداً» من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، رغم عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

 

أداء قوي للأسهم في نهاية العام

 

ارتفع مؤشر MSCI الأوسع لأسهم منطقة آسيا-المحيط الهادئ بنسبة 0.27% ليصل إلى أعلى مستوى له منذ الثالث من أكتوبر تشرين الأول، في بداية قوية للأسبوع الأخير من العام. وحقق المؤشر مكاسب سنوية تزيد عن 25% بدعم أسهم التكنولوجيا وتزايد الاهتمام بالذكاء الاصطناعي.

وصعد مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 1.5% ليصل إلى أعلى مستوى له منذ شهرين، مسجلاً مكاسب سنوية مذهلة بلغت 74%، في طريقه لتحقيق أقوى زيادة سنوية منذ عام 1999. في المقابل، تراجع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 0.4%، بينما سجلت الأسهم التايوانية ارتفاعاً بنسبة 0.3% إلى مستوى قياسي.

ويتركز اهتمام المستثمرين هذا الأسبوع على محضر اجتماع الفدرالي الأخير المقرر صدوره يوم الثلاثاء، بعد أن خفّض البنك المركزي الأميركي معدلات الفائدة وتوقع خفضاً إضافياً واحداً للعام المقبل، بينما تراهن الأسواق على خفضين على الأقل.

وأشار توني سايكامور، محلل السوق في IG، إلى أن الأسواق ستبحث عن رؤى أعمق حول مداولات اللجنة بشأن توازن المخاطر وتوقيت تخفيف السياسة النقدية، على أن يتجه التركيز بعد ذلك نحو بيانات سوق العمل المتوقعة في العام الجديد، بما في ذلك بيانات الوظائف غير الزراعية، والتي قد تزيد من احتمالية خفض الفدرالي لمعدلات الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع يناير كانون الثاني.

 

الين الياباني يحقق بعض الدعم بعد بيانات البنك المركزي

 

ارتفع الين الياباني بنسبة 0.2% إلى 156.13 مقابل الدولار الأميركي بعد صدور ملخص الآراء الصادر عن اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الياباني في ديسمبر كانون الأول، والذي أظهر أن العديد من أعضاء المجلس يرون ضرورة المزيد من الزيادات في معدل الفائدة.

وكان البنك المركزي الياباني قد رفع الفائدة الشهر الحالي في خطوة متوقعة، لكن تعليقات لاحقة أوحت بعدم وجود عجلة لمزيد من الزيادات، مما أثقل على الين وأثار مخاوف التدخل، بعد أن أصدرت السلطات في طوكيو تحذيرات شديدة الأسبوع الماضي. ومع ذلك، لا يزال الين قريباً من أدنى مستوى له خلال عشرة أشهر عند 157.9 مقابل الدولار الأميركي الذي سجله في نوفمبر تشرين الأول، مع استمرار مخاطر التدخل مع تخفيض المستثمرين لمراكزهم الطويلة بالين.

 

وتظل توقعات خفض الفدرالي لمعدلات الفائدة العام المقبل ضاغطة على الدولار، وسط مخاوف من تولي رئيس جديد للفدرالي قد يكون متساهلاً ومستعداً لتخفيض معدلات الفائدة. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ستة عملات، بنسبة 0.08% إلى 97.953، مسجلاً تراجعاً سنوياً قدره 9.7%، وهو أكبر انخفاض منذ عام 2017.