شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مستفيدًا من حالة التفاؤل التي سادت الأسواق بشأن قرب إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي، إلى جانب ضعف العملة الأوروبية الموحدة اليورو، التي تشكل ما نسبته 60% من مؤشر الدولار.

وقد جاءت هذه المكاسب وسط تحسن معنويات المستثمرين، الذين رأوا في التطورات السياسية الأخيرة بالولايات المتحدة إشارة إيجابية نحو استقرار الأوضاع الاقتصادية في الفترة المقبلة.

ترامب يطالب بإنهاء الإغلاق فورًا

تعزز ارتفاع الدولار بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طالب الحزب الديمقراطي بضرورة إنهاء الإغلاق الحكومي “الليلة”.

وقال ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” إن الديمقراطيين “أغلقوا حكومة الولايات المتحدة رغم الأداء الاقتصادي القوي وسوق الأسهم القياسي”. وأكد استعداده للتعاون مع الديمقراطيين في الملفات الخلافية مثل الرعاية الصحية، بشرط إعادة فتح الحكومة أولًا.

هذه التصريحات بثت روحًا من الثقة في الأسواق، إذ يراهن المستثمرون على أن التوافق السياسي القريب سيُعيد النشاط الحكومي الطبيعي، مما يعزز قوة الدولار ويُعيد الزخم للأسواق الأمريكية.

ضعف اليورو يمنح الدولار دفعة إضافية

استفاد الدولار الأمريكي أيضًا من ضعف اليورو، الذي تراجع بنسبة 0.36%، متأثرًا بالأزمة السياسية في فرنسا بعد استقالة رئيس الوزراء واحتمالية الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة.

ويُعد هذا التطور ضربة جديدة لليورو، خاصة أن فرنسا تمثل أحد أعمدة الاقتصاد الأوروبي. ومع تراجع الثقة في العملة الأوروبية، يتجه المستثمرون إلى الدولار كملاذ أكثر استقرارًا.

مؤشر الدولار يرتفع ويترقب أي تطورات إيجابية

على خلفية هذه التطورات، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.35%، مسجلًا 98.45 نقطة في منتصف تعاملات اليوم. ويترقب المستثمرون صدور بيانات التوظيف الأمريكية في نهاية الأسبوع، والتي من شأنها أن تقدم إشارات جديدة حول قوة الاقتصاد الأمريكي، وبالتالي اتجاهات الدولار في المدى القريب.

ويشير المحللون إلى أن إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي قد يفتح المجال أمام موجة جديدة من الثقة بالاقتصاد الأمريكي، وهو ما قد يرفع الدولار نحو مستويات جديدة في الأيام المقبلة، خصوصًا إذا دعمت البيانات الاقتصادية هذا الاتجاه.