تستعد الصين حالياً لإطلاق عملتها الرقمية الجديدة، وهي أول عملة رقمية مدعومة من الحكومة، لتكون منافسا قويا لعملة ليبرا التي سوف يطلقها عملاق التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
ووفقا لصحيفة البيان، ذكرت تقارير تكنولوجية أن البنك المركزي الصيني قد يطلق العملة الرقمية في نوفمبر المقبل، لتحل محل «اليوان» الصيني المادي المتداول حالياً، ولتواجه الهيمنة الحالية للدولار الأمريكي.
وكان مسؤولون صينيون قد تحدثوا عن الحاجة إلى إطلاق الصين لعملتها الرقمية، بعد أن كشفت «فيسبوك» عن خططها لعملة «ليبرا».
ويبدو أن بنك الشعب الصيني، وهو البنك المركزي الذي يدير السياسة النقدية في الصين، يحقق تقدماً سريعاً قبل الإطلاق المتوقع.
ومن المتوقع أن يوزع البنك المركزي الصيني عملته الرقمية من خلال البنوك الأربعة الكبرى المملوكة للدولة، إلى جانب أنظمة الدفع بواسطة الهاتف المحمول «ألي باي» و«ويتشات» و«يونيون باي»، مزود بطاقات الائتمان المدعوم من الدولة.
وتمتلك خدمة «ألي باي»، التي تملكها وتديرها شركة (Ant Financial)، أكثر من 600 مليون مستخدم شهرياً في المتوسط، أي ما يعادل ضعف عدد سكان الولايات المتحدة تقريباً.
وقال نائب رئيس قسم الدفع والتسوية في بنك الشعب الصيني: إن هناك نموذجاً أولياً للعملة الرقمية، ويمكن القول بأن العملة الرقمية لبنك الشعب جاهزة.
وكان بنك الشعب الصيني قد نفذ حملة شاملة في الصين ضد تداول العملات المشفرة، بما في ذلك عملة بيتكوين، التي لا تدعمها أي حكومة، معتبراً أنها تشكل مخاطر على الاستقرار المالي والأمن في الصين.
وقال نيل وودفين، مدير التسويق في شركة البلوك تشين الناشئة (Blockstream): إن العملة الرقمية التي أنشأها بنك الشعب الصيني ستكون تماماً مثل النقد، وسوف يسيطر عليها البنك المركزي تماماً.
وأضاف: «إذا كانت العملة رقمية وليست فعلية، فإن بإمكانهم إغلاق الحسابات ومراقبة جميع الأنشطة في النظام المالي بأكمله».
ومن الواضح أن خطط «فيسبوك» لإنشاء عملتها الرقمية قد دفعت بكين إلى تسريع خطتها للعملات الرقمية، حيث إن عملة «ليبرا» قد تشكل تحدياً للمدفوعات الصينية العابرة الحدود، والسياسة النقدية، وحتى للسيادة المالية.
وتعزز العملة الرقمية المدعومة من الحكومة سيطرة بنك الشعب الصيني على النظام النقدي الصيني، وقد توفر طريقة جديدة لليوان الصيني للمنافسة على مستوى العالم.
يذكر أن معظم الدلائل تشير إلى أنه من غير المرجح بالنسبة لبنك الشعب الصيني أن يبني عملة رقمية مشفرة تشبه بيتكوين أو ليبرا، بل يتجه إلى بناء نسخته الخاصة من النقد الرقمي المركزي مع مراقبة إضافية.