ارتفع الين الياباني في السوق الآسيوية يوم الجمعة مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، ليوسّع مكاسبه لليوم الرابع على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مسجلًا أعلى مستوى في قرابة أسبوعين، وعلى وشك تحقيق مكسب أسبوعي، بعد تعليقات حادة من محافظ بنك اليابان كازو أويدا، التي عززت احتمالات رفع أسعار الفائدة اليابانية قبل نهاية هذا العام.

ويدعم مكاسب العملة أيضًا هبوط مستويات الدولار الأمريكي في سوق صرف العملات الأجنبية، بالإضافة إلى التحركات المكثفة لأحزاب المعارضة اليابانية التي تسعى لتوحيد صفوفها والاتفاق على مرشح توافقي لتولي رئاسة الوزراء، في خطوة تهدف إلى كسر هيمنة الحزب الليبرالي الديمقراطي على المشهد السياسي.

وعليه، تزداد التحديات أمام ساناي تاكايتشي في طريقها إلى السلطة، خاصة بعد الانسحاب المفاجئ لحزب كوميتو، الشريك التقليدي في الائتلاف الحاكم، وهو ما يُضعف فرصها بشكل كبير ويزيد من حالة الغموض السياسي في اليابان خلال هذه المرحلة الحساسة.

نظرة سعرية

سعر صرف الين الياباني اليوم: تراجع الدولار مقابل الين بنسبة 0.35% إلى (149.90¥)، وهو الأدنى منذ 6 أكتوبر الجاري، من سعر افتتاح اليوم عند (150.42¥)، وسجل أعلى مستوى عند (150.43¥).

أنهى الين تعاملات الخميس مرتفعًا بنسبة 0.4% مقابل الدولار، في ثالث مكسب على التوالي، بعد تعليقات كازو أويدا.

وعلى مدار تعاملات هذا الأسبوع، التي تنتهي رسميًا عند تسوية الأسعار اليوم، فإن الين الياباني مرتفع حتى اللحظة بحوالي 0.8% مقابل الدولار الأمريكي، وعلى وشك تحقيق ثاني مكسب أسبوعي خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.

صرّح محافظ بنك اليابان أويدا في واشنطن يوم الخميس بأن البنك المركزي الياباني لا يزال مستعدًا لرفع سعر الفائدة الرئيسي إذا ازدادت احتمالية تحقق توقعاته للنمو والتضخم.

 

الفائدة اليابانية

عقب تعليقات أويدا، ارتفع تسعير احتمالات قيام البنك المركزي الياباني برفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع أكتوبر من 25% إلى 35%.

وأشارت سوق مقايضة الين إلى احتمال بنسبة 50% لرفع أسعار الفائدة بحلول ديسمبر، ارتفاعًا من 41% قبل تعليقات أويدا.

الدولار الأمريكي

انخفض مؤشر الدولار يوم الجمعة بنسبة 0.15%، ليعمّق خسائره للجلسة الرابعة على التوالي، مسجلًا أدنى مستوى في أسبوعين عند 98.16 نقطة، عاكسًا استمرار هبوط مستويات العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات العالمية.

يأتي هذا الهبوط وسط تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى تعليقات أقل حدة من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي عززت احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية مرتين قبل نهاية هذا العام.

التطورات السياسية في اليابان

تشهد الساحة السياسية في اليابان اضطرابًا غير مسبوق بعد استقالة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا في 7 سبتمبر الماضي واستمرار حكومته كحكومة تصريف أعمال، فيما تواجه ساناي تاكايتشي، زعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي، تحديًا صعبًا للوصول إلى رئاسة الوزراء عقب الانسحاب المفاجئ لحزب كوميتو من الائتلاف الحاكم في 10 أكتوبر، ما أفقد حزبها الأغلبية البرلمانية.

هذا التطور فتح الباب أمام المعارضة لتوحيد صفوفها، حيث يعتزم الحزب الديمقراطي الدستوري، أكبر أحزاب المعارضة، التحالف مع كوميتو لدعم مرشح توافقي هو يويتشيرو تاماكي، الذي بدأ يبرز كوجه قادر على قيادة كتلة معارضة قوية.

وبينما يظل الحزب الليبرالي الديمقراطي الكتلة الأكبر في البرلمان بـ196 مقعدًا، فإن تآكل نفوذه وازدياد زخم المعارضة ينذران بتغيير سياسي محتمل في رابع أكبر اقتصاد في العالم.

آراء وتحليلات

ذكرت مذكرة صادرة عن بنك أوف أمريكا أن الأنظار تتجه نحو جولة الإعادة في انتخابات رئاسة الوزراء، التي ستجري على مرحلتين، حيث يتنافس المرشحان الحاصلان على أعلى الأصوات في الجولة الأولى إذا لم ينجح أيٌّ منهما في تحقيق أغلبية مطلقة. وأوضحت المذكرة أنه في حال اختيار مجلس النواب ومجلس الشيوخ لمرشحين مختلفين، تُمنح الأولوية لقرار مجلس النواب.

وأضاف البنك أن رغم الصعوبات التي تواجهها المعارضة في توحيد صفوفها، فإن الأحزاب المعارضة الرئيسية الثلاثة تمتلك مجتمعةً عدد مقاعد يفوق الحزب الليبرالي الديمقراطي، مؤكدًا ضرورة متابعة النقاشات حول مواقف الأحزاب المنفردة، بما في ذلك حزب كوميتو، لتحديد الجهة التي ستدعمها في جولة الإعادة الحاسمة.