وسط قلق عالمي من التوترات العسكرية بين تايوان وجارتها الكبرى الصين. بات الاقتصاد العالمي يخشى صراعا عسكريا آخر غير الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة أخرى يمكن أن تحدث غير أزمة الغاز في أوروبا.
إذ تؤدي هذه الجزيرة دورًا محورياً ليحصل العالم على أحدث أجهزته التكنولوجية أولاً بأول، بدءاً من الكمبيوترات إلى الأسلحة المتقدمة، وذلك بفضل Taiwan Semiconductor Manufacturing Company أو TSMC، التي تعد واحدة من أكبر الشركات في آسيا، وتصنع 90٪ من الرقائق فائقة التطور في العالم.
ووفقا للعربية نت تبلغ قيمة الشركة السوقية أكثر من نصف تريليون دولار، وهذه الشركة مهمة لدرجة أنه يُطلق عليها اسم الجبل المقدس، ويعفى موظفوها من الخدمة العسكرية في تايوان. كما خصصت تايوان مؤخرًا 300 مليون دولار لبرامج تدريب الجيل القادم من مهندسي أشباه الموصلات.
ومع تصاعد التوترات العسكرية بين العاصمة تايبيه وبكين، أصبح مصير تلك الصناعة مصدر قلق عالمي. ومن حاول شراء سيارة جديدة خلال السنتين الماضيتين يمكن أن يتخيل حجم المشكلة.
الآن ينتظر الأشخاص من 3 إلى ستة أشهر لشراء سيارة من ماركة أوروبية بسبب اضطراب سلاسل الإمداد، وذلك بفعل إغلاقات مصانع أشباه الموصلات في تايوان وأميركا على إثر تفشي جائحة كورونا. وإذا تحولت المناورات العسكرية الأخيرة التي تقوم بها الصين بالقرب من تايوان إلى صراع عسكري، سيزداد تفاقم المشكلة، وستصبح شبيهة بمشهد الغاز الروسي.
النقص الذي حصل في إمدادات الرقائق والقلق من محاولات الصين السيطرة على الجزيرة، دفع بالعديد من الدول إلى اتخاذ خطوات للحد من اعتمادها على تايوان. فمثلاً أقر مجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع الماضي خطة بقيمة 52 مليار دولار للاستثمار في البحث وتصميم وتصنيع أشباه الموصلات في الولايات المتحدة.
كما تعهدت شركة تصنيع أشباه الموصلات SMIC - أكبر شركة صينية لتصنيع الرقائق - باستثمار 5 مليارات دولار في سعة إضافية هذا العام.