حذر وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان من أن دورة عملاقة جديدة في أسعار النفط العالمية قد تحدث بسبب نقص الاستثمارات الجديدة في التنقيب.


ووفقاً لـ عربية نت أكد الوزير -الذي كان يحذر المضاربين من مخاطر الرهانات الهابطة- للمستثمرين، أمس الأربعاء، أن وظيفته هي منع مثل هذه الدورة الفائقة، وفقاً لما ذكرته مصادر مطلعة على تعليقاته خلال مؤتمر روبن هود.


ووفقاً لوكالة بلومبرغ، فإن هذه التعليقات تعد محاولة من قبل الأمير عبد العزيز للتواصل مباشرة مع وول ستريت، والتحدث إلى جمهور من صناديق التحوط، وفقاً لما اطلعت عليه العربية.نت.


وقال وزير الطاقة السعودي: أعتقد أن وظيفتي ووظائف الآخرين هي التأكد من عدم حدوث هذه الدورة الفائقة. كما حذر من خطر حدوث ذلك بسبب نقص الاستثمار.


مخاوف تقلص الإمدادات


بعد فترات الانهيار المتتالية للنفط، قام بعض منتجي النفط وشركات التنقيب بتقليص ميزانيات الحفر للحفاظ على السيولة وتجنب حدوث تخمة جديدة في المعروض. ويخشى وزير الطاقة السعودي من أن تكون التخفيضات قد ذهبت بعيداً وتؤدي إلى تقلص إمدادات الخام مع انتعاش الطلب.


يأتي ذلك، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي بنسبة 43% حتى الآن هذا العام، وفي طريقها لتحقيق أقوى أداء سنوي في نصف عقد مع خروج الاقتصادات من عمليات الإغلاق الوبائي، وممارسة المصدرين الرئيسيين ضبط النفس في رفع إنتاج النفط.


نهج حذر


من ناحية أخرى، قال وزير الطاقة السعودي، إن النهج الحذر الذي تتبعه السعودية لإحياء إنتاج نفط أوبك+ ثبت أنه صحيح.


وبعد عام من الاضطرابات في سوق النفط بسبب جائحة فيروس كورونا، يشهد استهلاك الوقود نمواً قوياً وتدعو وكالة الطاقة الدولية المنظمة إلى زيادة الإمدادات. ومع ذلك، في رأي الوزير ما زلنا لم نخرج من الغابة بعد.


قال الأمير عبد العزيز بن سلمان في مؤتمر روبن هود للمستثمرين أمس الأربعاء: يزعم الكثيرون أنني شديد الحذر، وفقاً لأشخاص مطلعين على تعليقاته. وأضاف: حسناً، إنها تؤتي ثمارها، وفقاً لما ذكرته بلومبرغ.


ويتم تداول العقود الآجلة للنفط الخام عند أعلى مستوى في عامين فوق 70 دولاراً للبرميل، مما يعزز خزائن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، والتي تعد المملكة العربية السعودية عضواً رئيسياً فيها.


ولا تزال المجموعة تحجب ما يصل إلى 5.8 مليون برميل يومياً من الإنتاج عن السوق. وقال الأمير عبد العزيز سابقاً إنه يريد رؤية دليل واضح على انتعاش قوي في الطلب قبل استعادة المزيد من هذه السعة المعطلة.


وتشير تعليقات الأربعاء إلى أنه متمسك بهذا الموقف حتى مع استمرار ارتفاع أسعار النفط الخام، ويبدو أن الاتفاق النووي الذي يمكن أن يعيد ملايين البراميل يومياً من صادرات النفط الإيرانية بعيد المنال.