شهدت سوق السندات الأمريكية طويلة الأجل يوم الثلاثاء موجة بيعية ملحوظة، وسط حالة من القلق المتزايد لدى المستثمرين بشأن استقلالية السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، وذلك عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة ليزا كوك، عضوة مجلس محافظي البنك المركزي.
هذا التطور دفع إلى اتساع الفجوة بين عوائد السندات قصيرة الأجل ونظيرتها الأطول أجلاً إلى أعلى مستوياتها في نحو ثلاث سنوات.
ويرى المستثمرون أن الضغوط السياسية المتزايدة على الفيدرالي قد تدفعه لخفض العوائد على المدى القصير لمواجهة المخاطر الاقتصادية، في حين تبقى التوقعات بارتفاع العوائد طويلة الأجل قائمة مع اضطرار البنك لمواصلة محاربة التضخم في المستقبل.
ويأتي ذلك في ظل استمرار انتقادات ترامب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بسبب عدم خفض أسعار الفائدة منذ بداية العام.
كما أن إقالة كوك قد تمنح الرئيس فرصة لتعيين عضو جديد في مجلس إدارة الفيدرالي يكون أكثر توافقاً مع رؤيته الاقتصادية، الأمر الذي يزيد من مخاوف الأسواق بشأن التدخل السياسي في عمل البنك المركزي.
على صعيد حركة العوائد، ارتفع العائد على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.285%، كما صعد العائد على السندات المستحقة بعد 30 عاماً بنحو 0.029% ليصل إلى 4.919%.
في المقابل، تراجع العائد على السندات لأجل عامين بنسبة 0.023% ليسجل 3.711%.
تعكس هذه التطورات مزيجاً من الضغوط السياسية والمخاوف الاقتصادية التي تدفع المستثمرين لإعادة تسعير توقعاتهم بشأن مسار الفائدة والتضخم، مما يزيد من تقلبات سوق السندات في المرحلة الحالية.