أعلن الرئيس التركي رجب طيب أرودغان عن اكتشاف أكبر حقل للغاز الطبيعي، والذي يحوي 320 مليار متر مكعب (11.3 تريليون قدم مكعبة) في البحر الأسود.

 

ووفقا لوكالة رويترز، قال أردوغان في كلمة كانت متوقعة بشكل كبير نقلها التلفزيون من قصر عثماني في إسطنبول ”تركيا حققت أكبر كشف غاز طبيعي في تاريخها في البحر الأسود“. وأرفق التلفزيون الكلمة بمقطع مصور لسفينة حفر في غرب البحر الأسود.

 

وإذا كان الغاز قابلا للاستخراج من الناحية التجارية، فإن الكشف قد يساعد أنقرة على الحد من اعتمادها الحالي على الواردات، من دول مثل روسيا وإيران وأذربيجان، لتلبية كمية كبيرة من احتياجاتها من الطاقة.

 

وحققت السفينة الكشف على بعد نحو 100 ميل بحري إلى الشمال من الساحل التركي.

 

وقال ”هذا الاحتياطي فعليا جزء من مورد أكبر بكثير. إن شاء الله، سيأتي المزيد. وكدولة تعتمد على الخارج من أجل الغاز لسنوات، نتطلع إلى المستقبل على نحو أكثر أمنا الآن... لن نتوقف حتى نصبح مصدرا صافيا للطاقة“.

 

وقال محللون إنه من غير الواضح ما إذا كان الحجم البالغ 320 مليار متر مكعب الذي أعلن عنه يشير إلى إجمالي تقديرات الغاز أم الكميات التي يمكن استخراجها، لكن ذلك في كلتا الحالتين يمثل كشفا كبيرا.

 

وقال توما بوردي من وود مكنزي للاستشارات ”هذا أكبر كشف لتركيا على الإطلاق وبفارق كبير، وأحد أكبر الاكتشافات عالميا في 2020“.

 

دفعة اقتصادية


سيعزز أي تقليص لفاتورة واردات الطاقة التركية، التي بلغت 41 مليار دولار العام الماضي، الأوضاع المالية للحكومة وسيساعد في تخفيف العجز المزمن في ميزان المعاملات الجارية والذي ساهم في دفع الليرة إلى مستويات قياسية متدنية مقابل الدولار.

 

وقال وزير المالية براءت ألبيرق من على ظهر السفينة فاتح ”سنزيل العجز الحالي في المعاملات الجارية من قاموس بلادنا“.

 

وارتفعت الليرة منذ أبلغ أردوغان أولا مسؤولين تنفيذيين بقطاع الطاقة يوم الأربعاء أنه سيعلن ”أنباء طيبة“. لكنها انخفضت مع إعلانه تفاصيل الكشف وتراجعت 0.6 بالمئة بحلول الساعة 1500 بتوقيت جرينتش.

 

وحذر مسؤولون ومحللون من أن بدء الإنتاج من أي كشف للغاز في البحر الأسود قد يستغرق ما يصل إلى عشر سنوات، وسيحتاج إلى استثمار مليارات الدولارات لتشييد بنية تحتية للإنتاج والإمدادات.

 

لكن صحبة كربوز، مدير شؤون النفط والغاز لدى مرصد المتوسط للطاقة الذي مقره باريس، قال إن تركيا قد تمضي قدما في قرارات استثمارية بشكل سريع.

 

وقال كربوز ”العملية ستمضي بسرعة شديدة من حيث التمويل والوقت والإجراءات. ربما تكون هناك حاجة لمساعدة من شركات أجنبية من الناحية التقنية، لكني أرى 2023 هدفا معقول“.

 

وقال وزير الطاقة فاتح دونميز إن كشف الغاز يقع على عمق 2100 ومتر تحت الماء، مع مد الحفر 1400 متر إضافية تحت قاع البحر. وقال ”عملياتنا هنا لم تنته. سنمضي لعمق ألف متر أخرى ... والبيانات توضع انه من الممكن أن نصل إلى غاز هناك أيضا“.

 

وفي مقابلة في وقت لاحق مع تي.آر.تي خبر، قال دونميز إدارة حقل الغاز ستتولاها شركات مملوكة للدولة.

 

وقال مصدر تركي لرويترز يوم الخميس إن الكشف يحوي احتياطيات متوقعة قدرها 800 مليار متر مكعب.

 

وإلى جانب البحر الأسود، تنقب تركيا عن النفط والغاز في البحر المتوسط، حيث تلقى عمليات المسح التي تقوم بها في مياه متنازع عليها اعتراضات من اليونان وقبرص. واصطدمت سفينتان حربيتان من اليونان وتركيا أثناء تعقب سفينة مسح تركية هناك الأسبوع الماضي.

 

(نمازون متعة المعرفة)