أعلنت شركة تسلا الأميركية المتخصّصة في صناعة السيارات الكهربائية الثلاثاء نتائج فصلية أدنى من توقّعات السوق، على خلفية عواقب التعاون الوثيق لرئيسها إيلون ماسك مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتقادم طرازاتها.

وجاء في بيان للمجموعة يستمر انعدام اليقين في أسواق السيارات والطاقة في التفاقم في حين يؤثر التطوّر السريع للسياسة التجارية سلبا على سلسلة التوريد العالمية وهيكلة التكلفة لشركة تسلا ومثيلاتها.

ولفت البيان إلى أن هذه الدينامية وكذلك تغيّر الحساسيات السياسية يمكن أن يؤثرا بشكل كبير على الطلب على منتجاتنا في المدى القصير.

في الأثناء، أعلن ماسك أنه يعتزم تقليص ساعات عمله لحساب إدارة ترامب بشكل كبير للتركيز على تسلا.

وقال ماسك في بيان على الأرجح سأقلّص في الشهر المقبل بشكل كبير ما أخصصه من وقت لهيئة الكفاءة الحكومية.

وباتت تسلا مستهدفة بأعمال تخريب ونداءات مقاطعة لمنتجاتها وتظاهرات مناهضة في الولايات المتحدة وخارجها منذ أن أصبح ماسك مقرّبا من ترامب ومستشارا خاصا للبيت الأبيض وقيادته جهود الإدارة لخفض النفقات الفدرالية.

وانخفضت المبيعات العالمية للشركة بأكثر مما كان متوقعا في الربع الأول إذ سلّمت 336 ألفا و681 سيارة فقط، بتراجع نسبته 13 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وهذا المستوى هو الأدنى منذ الربع الثاني من العام 2022 حين سلّمت الشركة 254 ألفا و695 سيارة، وفق الأرقام المنشورة في مطلع أبريل.

وكانت مؤسسة ويدبوش للخدمات المالية تتوقع تسليم ما بين 355 ألف سيارة و360 ألفا، في حين كانت السوق تتوقع أكثر من 400 ألف سيارة في مطلع العام. وكان دويتشه بنك قد توقّع ما بين 340 ألف سيارة و350 ألفا، بعدما أجرى مراجعة لتوقعات أولية كانت تشير إلى 378 ألف سيارة.

وتحدّث موقع بريفينغ عن تراجع هو الأول لعمليات التسليم منذ أكثر من عشر سنوات.

ووفق البيان الصادر الثلاثاء انخفضت الإيرادات بنسبة تسعة بالمئة إلى 19.3 مليار دولار، كما تراجع صافي الأرباح بنسبة 71 بالمئة إلى 409 ملايين، وكانت توقعات خبراء فاكتسيت تشير إلى 21.13 مليار دولار و1.44 مليار دولار على التوالي.

وفي التداولات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة نيويورك، ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 0.62 بالمئة على الرغم من ضعف النتائج.

وردّت المجموعة على العديد من تساؤلات المحللين، مؤكّدة خصوصا أن خططها للطرازات الجديدة، بما في ذلك لسيارة أبخس ثمنا، لا تزال على مسار بدء الإنتاج في النصف الأول من العام 2025.

ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج على نطاق واسع لمركبة روبوتاكسي، وهي سيارة كهربائية ذاتية القيادة بالكامل تم كشف النقاب عنها في 10 أكتوبر 2024، وفق ما هو مخطط له، في مطلع العام 2026.

ومن المفترض أن تجوب أولى هذه المركبات شوارع أوستن في ولاية تكساس اعتبارا من يونيو.

ويدعو العديد من المستثمرين ماسك إلى ترك عمله كمستشار للرئيس الأميركي دونالد ترامب والعودة إلى إدارة تسلا عن كثب.

وتعرضت صالات عرض تسلا للتخريب، وانخفضت مبيعاتها في كاليفورنيا -أكبر أسواقها في الولايات المتحدة- بشكل حاد.

لكن هامش الربح الذي فاق التوقعات في الربع الأول حمل بعض الارتياح إذ انخفضت تكلفة تصنيع وبيع السيارات بنسبة تتجاوز 17 بالمئة على أساس سنوي، مدفوعة بانخفاض أسعار المواد الخام وتراجع نفقات زيادة إنتاج سيارات سايبرترك.

وأشارت حسابات لرويترز إلى أن هامش الربح الإجمالي للسيارات في هذه الفترة، باستثناء الاعتمادات التنظيمية، بلغ 12.5 بالمئة مقارنة بتوقعات 21 محللا في استطلاع لشركة فيزيبل ألفا بأن تسجل تسلا هامشا 11.8 بالمئة.

لكن تسلا قالت من الصعب قياس تأثيرات السياسة التجارية العالمية المتغيرة على سلاسل توريد السيارات والطاقة، وهيكل التكلفة والطلب على السلع المعمرة والخدمات ذات الصلة، مما قد يؤدي إلى إعادة تقييم توقعاتها السنوية.