لا شك سهم تسلا هو نجم العام الحالي، فبعد أن سرق الأضواء بمكاسب غير مسبوقة جعلته يعيش فقاعة تساءل الكثيرين عن توقيت انفجارها، يبدو أن إجابة هذا التساؤل بدأت تتضح بعد الخسائر القوية في الأيام الماضية , ففي جلسة الثلاثاء الماضي، تهاوى سهم صانعة السيارات الكهربية بأكثر من 21 بالمائة، ليغلق عند 330.21 دولارًا، في أكبر انخفاض يومي منذ أن بدأت تسلا تداولها في البورصة لأول مرة في عام 2010، ليقضي على حوالي 82 مليار دولار من القيمة السوقية لأكبر صانع سيارات عالمياً.
ودفع التراجع سهم تسلا إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع وسط عمليات بيع واسعة النطاق في وول ستريت ضربت شركات التكنولوجيا الكبرى، لكن كان صانع السيارات هو الأسوأ أداءً من بين أي مكون من مكونات ناسداك 100 يوم الثلاثاء , الخسائر لم تكن وليدة جلسة واحدة، بل منذ أن سجل سهم تسلا أعلى مستوى على الإطلاق في جلسة 31 أغسطس الماضي عند 498.32 دولار، اتخذ اتجاها هابطاً ليفقد حوالي 34% منذ ذلك الحين.
*أداء سهم تسلا منذ بداية العام*
لكن بالطبع هناك أسباب وراء خسائر سهم تسلا مؤخراً غير الموجة البيعية التي تعاني منها وول ستريت بشكل عام، نستعرضها فيما يلي.
الارتفاع الحاد للسهم
لا يخفى على أحد أن المكاسب القوية لسهم ما تجعله سبباً لبيعه بسعر مرتفع، وهو ما حدث بالضبط مع سهم تسلا الذي قفز بحوالي 300% بعد أن ارتفع ستة أضعاف منذ بداية العام - وهو ارتفاع جعلها في وقت سابق أكثر من ضعف ما تساوي شركة تويوتا اليابانية، ثاني أكبر شركة لتصنيع السيارات في العالم.
قبل أسبوع، أعلنت شركة تسلا نفسها أنها ستبيع ما قيمته 5 مليارات دولار من الأسهم بأسعار السوق من وقت لآخر، قبل أن تعلن أمس الثلاثاء أنها أكملت هذا البيع حتى يوم الجمعة، لكن لم يتم كشف عن العدد الدقيق للأسهم المباعة وبالتالي متوسط سعر كل عملية بيع , وهذا العرض هو الثاني من نوعه الذي تقدمه تسلا هذا العام للاستفادة من ارتفاع سعر السهم بعد أن جمعت الشركة في فبراير 2.3 مليار دولار من خلال بيع 3 مليارات سهم، بمتوسط سعر قدره 151.60 دولارًا للسهم بعد التعديل نظراً لعملية تقسيم الأسهم التي قامت بها الشركة مؤخراً على أساس 5 مقابل واحد من أجل جعل السهم في متناول المستثمرين الصغار.
عدم إدراج تسلا لمؤشر ستاندرد آند بورز
بعد تحقيق شركة تسلا أرباح فصلية للمرة الرابعة على التوالي وقفزة القيمة السوقية لصانعة السيارات الكهربية، بنى المستثمرون آمالاً كبيرة لانضمام الشركة إلى مؤشر ستاندرد آند بورز الذي يقيس أداء أكبر 500 شركة أمريكية، للمرة الأولى منذ بدء تداول السهم منذ أكثر من عقد من الزمان.
*تسلا تحقق أرباحاً للربع الرابع على التوالي*
لكي تكون مؤهلاً للانضمام إلى ستاندرد آند بورز، يجب أن يكون مقر الشركة في الولايات المتحدة، وأن يكون لها رسملة سوقية لا تقل عن 8.2 مليار دولار، وأن تكون عالية السيولة، ولديها ما لا يقل عن 50% من أسهمها متاحة للجمهور، ومجموع أرباح الفصول الأربعة المتتالية إيجابية.
وكان من شأن إدراج تسلا ضمن المؤشر الأوسع نطاقا أن يدفع السعر إلى أعلى حيث سيتم شراؤه من العديد من المؤسسات شرائها مثل صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة والمستثمرين السلبين , لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث قررت لجنة مؤشر ستاندرد آند بورز خروج أسهم شركات إتش آند إن بلوك وكوتي إينك وكوهلز كورب، وانضمام كاتالينت وإتسي وتيرادين بدلاً منها.
بالإضافة إلى أن هناك بعض الأسئلة حول طريقة حساب ربحية شركات صناعة السيارات، يقول هوارد سيلفربلات كبير المحللين في إس.آند.بي داو جونز إنديكسيس إن اللجنة لا تهدف إلى ضم شركة تجعل قيمتها السوقية فقط ولا تريد تتبع معنويات السوق، بدلاً من ذلك، سعت إلى مطابقة المؤشر مع القطاعات الأساسية للاقتصاد
وكتب المحلل بن كالو في بيرد مذكرة بحثية: مع ما يقدر بنحو 4.5 تريليون دولار من الأصول لمؤشر ستاندرد آند بورز، نعتقد أن خسائر سهم كانت تعكس التوقعات بتدفقات كبيرة سلبية، ومن غير الواضح سبب عدم إدراج تسلا في المؤشر، على الرغم من أننا نعتقد أنه سيتم إضافة السهم في النهاية بعد أن استوفى جميع معايير التضمين.
مساهم كبير يقلص حيازته من سهم تسلا
يرجع جزءاً من الخسائر القوية لسهم الشركة الأمريكية مؤخراً إلى أن أحد أكبر المساهمين في تسلا وهو صندوق إدارة الاستثمار بيلي جيفورد قلص حيازته إلى أقل من 5%، مقابل 6.32% سابقاً بعد ارتفاع سعر السهم الذي ارتقى إلى مستويات عالية في المحافظ الاستثمارية , في السابق، كان لدى بيلي جيفورد ما يقرب من 7% من شركة صناعة السيارات، مما يجعلها ثاني أكبر داعم للشركة بعد مؤسسها إيلون موسك.
ويشرح جيمس أندرسون، مدير الصندوق الاسكتلندي للاستثمار في الرهن العقاري ، سبب قيام بيلي جيفورد بتخفيض وزنها في تسلا، قائلاً: إن الشركة اضطرت إلى تقليل تعرضها لشركة تسلا للالتزام بقواعد تركيز المحفظة، الزيادة الكبيرة في سعر سهم تسلا تعني أننا بحاجة إلى تقليل حيازتنا من أجل عكس إرشادات التركيز، والتي تحد من وزن سهم واحد في محافظ العملاء. , وتابع: ومع ذلك، فإننا نعتزم أن نظل مساهمين مهمين لسنوات عديدة قادمة، ما زلنا متفائلين للغاية بشأن مستقبل الشركة، لم تعد تسلا تواجه أي صعوبة في زيادة رأس المال على نطاق واسع من مصادر خارجية، ولكن إذا كانت هناك نكسات خطيرة في سعر السهم، فإننا نرحب بفرصة زيادة حصتنا مرة أخرى.
رغم الخسائر القوية للسهم، يقول المحلل كريس براينت إن سهم تسلا لا يزال مبالغًا فيه إلى حد كبير، ربما بنسبة 40% أو أكثر - وهو مقدار ارتفاع السهم منذ أن وصفه إيلون ماسك بأنه مرتفع جدًا.
أما من ناحية التحليل الفني لحركة سهم تيسلا , نرصد تشكل أسوأ شمعة اسبوعية منذ بداية انطلاقة السهم في يونيو 2019 مع وجود انفراحات سلبية على المؤشرات الفنية توحي ببدأ رحلة طويلة من جني الارباح , تستهدف العودة نحو مستويات 270 دولار و 215 دولار على المدى المتوسط , ومع وجود انباء عن تطور مهم قد تطرحه الشركة نهاية الاسبوع الحالي خاص بتطوير انواع متطورة من البطاريات , قد نرى تحسن في حركة الاسعار تعود بالاسعار لمستويات بين 407 دولار الى 425 دولار وهي نطاق مقاومة نعتقد ستشهد تشكل قمة هابطة بهدف الوصول للاهداف السابق ذكرها