أصبحت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجهة جذابة لتعدين العملات المشفرة، حيث فتحت هذه المناطق اقتصاداتها بشكل واسع أمام الأنشطة المُتعلقة بالرقمنة والعملات المشفرة.
مع مواجهة العالم لأزمة طاقة مستمرة، تسعة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أن تصبح وجهة جذابة لتعدين العملات الرقمية، خاصة وأن هذا المجال جزء لا يتجزأ من تطوير اقتصاديات العملات المشفرة.
في حين أن أكبر أسواق تعدين العملات المشفرة موجودة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية والصين وكازاخستان وكندا، فإن أزمة الطاقة وسوق العملات الرقمية الهابطة يمكن أن تساعد دول مجلس التعاون الخليجي على أن تصبح مركزاً رائداً لتعدين العملات المشفرة.
بحسب كوين تليغراف، قال محمد المصري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بيرمينتشين، التي تدير مراكز بيانات تعدين بيتكوين في كندا باستخدام الطاقة المُهدرة: إن اعتماد وتنفيذ البنية التحتية لمركز بيانات بلوكتشين يمكن أن يدعم الاستقرار الرقمي والأمن المالي في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. ومن الناحية الافتراضية، تتمتع دول المجلس بفرصة جذب ما يقرب من تريليون دولار في النمو الاقتصادي من خلال إرساء الأساس لدعم الاقتصاد الرقمي.
وأكد المصري أن التحدي الرئيسي هو دعوة الجهات الرقابية المالية، وخاصة في المناطق الحرة المالية، إلى التوقف عن اتباع نهج الإنفاذ واتباع نهج التنظيم أولًا.
وأضاف: نظراً لأن دول مجلس التعاون الخليجي منطقة غنية بالنفط والغاز، فهناك وفرة من طاقة الغاز الطبيعي التي تُهدر كل يوم. والجدير بالذكر أن طاقة الغاز هذه تدعم تنفيذ وتشغيل محطات توليد الطاقة منخفضة التكلفة لجذب شركات تعدين بيتكوين من جميع أنحاء العالم لتأسيسها في المنطقة.
ووفقًا له، فإن هذا سيسمح للمنطقة بأن تصبح رائدة في توفير الكهرباء المولدة ميدانياً لدعم الاقتصاد الرقمي المستقبلي مع تقليل الانبعاثات وإزالة الكربون من قطاع النفط والغاز في دول مجلس التعاون الخليجي.
كان البنك الدولي قد أفاد في وقت سابق، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تستحوذ على ٤٠% من احتراق العالم، حيث تنتج إيران والعراق والجزائر ٧٥% من حرق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي الوقت نفسه، فإن المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر ذات كثافة حرق منخفضة.
خلال أسبوع (باينانس 2022)، ادعى خليفة الجزيري الشحي، مستشار مشاريع قطاع تنظيم الشؤون التجارية في وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات، أن هيئة مركز دبي التجاري العالمي (DWTCA) ستشرع قطاع تعدين العملات الرقمية. وصرح قائلًا: نحن نضع المبادئ التوجيهية والقواعد اللازمة لتنظيم تعدين العملات المشفرة في إطار عمل العملات المشفرة هذا.
وفي الوقت نفسه، أكد بيير ساماتيس، الرئيس العالمي للاقتصاد والطاقة للعملات المشفرة، أن تعدين بيتكوين في المنطقة ينمو، مؤكداً على أن تعدين بيتكوين يُنظر إليه على أنه أصل استراتيجي، وحجر زاوية لبناء اقتصاد العملات المشفرة في المنطقة.
من جانبها، أبدت شركات الاستثمار الإماراتية اهتمامًا أيضًا باستثمارات تعدين العملات المشفرة. حيث أشار نبيل المسكري، الرئيس التنفيذي لشركة المسكري هولدينغ، في حلقة نقاشية خلال قمة Security Token Summit في يونيو ٢٠٢٢، إلى أنه ستكون هناك استثمارات كبيرة في مجال تعدين العملات الرقمية في دولة الإمارات.
أما مناف علي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة فونيكس غروب، ومقرها الإمارات، والذي يشارك في مبيعات ومشاريع معدات تعدين العملات المشفرة، فيعتقد أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتحرك بسرعة نحو تبني العملات المشفرة وبلوكتشين.
كما أكد علي بأن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بدأت في معالجة ذلك من خلال التعرف على هذه الأنشطة التجارية الجديدة وإصدار التراخيص للمشاركين في سوق العملات المشفرة.