أبلغت السلطات الصينية المقرضين الرئيسيين لمجموعة إيفرغراند (China Evergrande)، بأن لا يتوقعوا المدفوعات المستحقة الأسبوع المقبل على القروض المصرفية، مما جعل المطور الذي يعاني من ضائقة مالية يقترب خطوة من واحدة من أكبر عمليات إعادة هيكلة الديون في البلاد.
قالت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية والريفية للبنوك في اجتماع هذا الأسبوع، إن (إيفرغراند) لن تكون قادرة على سداد التزامات ديونها المستحقة في 20 سبتمبر، وفقاً لمصادر تحدثت لـ بلومبرغ، ورفضت الكشف عن هويتها.
ولا تزال (إيفرغراند) تناقش إمكانية الحصول على تمديدات وتجديد بعض القروض. حيث قال أحد مصادر وكالة بلومبرغ، إن المطور سيفوت أيضاً دفعة أساسية لقرض واحد على الأقل الأسبوع المقبل، وفقاً لما اطلعت عليه (العربية.نت).
ويعد فشل إيفرغراند في سداد الفوائد المصرفية علامة قوية حتى الآن على ضغوط السيولة لدى المطور العقاري الأكثر مديونية في العالم، والذي يتحمل أكثر من 300 مليار دولار من الالتزامات.
وتقوم السلطات الصينية بالفعل بوضع الأساس لإعادة هيكلة الديون، وتجميع خبراء في المحاسبة والقانون لفحص الشؤون المالية للمجموعة.
مع التزام كبار القادة في بكين بالصمت بشأن ما إذا كانوا سيسمحون لدائني (إيفرغراند) بتكبد خسائر كبيرة، فإن حاملي السندات وضعوا احتمالات ضئيلة لإنقاذهم.
وليس من الواضح ما إذا كانت شركة (إيفرغراند)، التي أسسها الملياردير هوي كا يان، تنوي دفع حوالي 84 مليون دولار من فوائد السندات الدولارية المستحقة في 23 سبتمبر.
فيما أصبحت شبكة الالتزامات المعقدة للشركة تجاه البنوك وحملة السندات والموردين وأصحاب المنازل أحد أكبر مصادر المخاطر المالية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث تراجعت أسهم البنوك والعقارات بعد أن أبلغت بلومبرغ عن تأخر المدفوعات.
وتقلصت ديون (إيفرغراند) إلى 571.8 مليار يوان (89 مليار دولار) اعتباراً من 30 يونيو، وهو أدنى مستوى في خمس سنوات، لكن الذمم الدائنة التجارية وغيرها قفزت بنسبة 15% مقارنة بستة أشهر سابقة لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 951.1 مليار يوان. كما تلقت الشركة دفعات مقدمة على عقارات لم تكتمل بعد من أكثر من 1.5 مليون مشترٍ.
وفقاً للمصادر، يتم الآن استخدام معظم رأس المال العامل لشركة (إيفرغراند) لاستئناف البناء في مشاريع قائمة، بحسب ما أبلغت به وزارة الإسكان المصرفيين.
أدى فشل (إيفرغراند) في الوفاء بالتزاماتها في الوقت المحدد إلى احتجاجات في جميع أنحاء الصين من قبل مشتري المنازل والمستثمرين الأفراد وحتى موظفي المطور نفسه، مما زاد من احتمال حدوث اضطرابات اجتماعية إذا خرجت مشاكل عملاق العقارات عن السيطرة.
وقالت الشركة يوم الثلاثاء إنها إذا لم تتمكن من سداد الديون في الوقت المحدد أو إقناع الدائنين بالتمديد أو الترتيبات البديلة، فقد يؤدي ذلك إلى التخلف عن السداد.
غذت حالة عدم اليقين بشأن مصير (إيفرغراند) التقلبات الضخمة في سنداتها وأسهمها، حيث انخفضت الأخيرة بنسبة 81% هذا العام. وهبط السهم 5.4% في هونغ كونغ.