ارتفعت أسعار الذهب بعد سلسلة من الخسائر، مع تقييم التجار تصريحات الرئيس دونالد ترمب بعد الاجتماع الذي حظي بمتابعة كبيرة مع نظيره الصيني شي جين بينغ، والذي أفضى إلى اتفاق تجاري قد لا يصل إلى اتفاقية شاملة.

ارتفع المعدن النفيس بما يصل إلى 1.3% إلى قرب 3982 دولاراً  للأونصة صباح الخميس، بعد أن انخفض بنحو 5% في الأربع جلسات السابقة.

قال ترمب إنه عقد اجتماعاً رائعاً مع شي، وإنه سيخفض الرسوم الجمركية المفروضة على الفنتانيل بمقدار النصف إلى 10% على الفور، في إطار اتفاق سيؤدي إلى استئناف الصين واردات فول الصويا، وتعليق العمل بنظام تراخيص تصدير المعادن الأرضية النادرة لمدة عام.

نهاية الحرب التجارية بين أميركا والصين

يُتوقع أن تنهي نتيجة الاجتماع- في الفترة الحالية على الأقل- خلافاً تجارياً ممتد من شهور، هدد فيه أكبر اقتصادين في العالم بفرض مجموعة من الرسوم الجمركية وقيود تصدير على منتجاتهما. مع ذلك، يُرجح ألا يصل الاتفاق إلى اتفاقية شاملة تعالج قضايا محورية في المنافسة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين.

ورغم توقعات بأن ترمب قد يقدم مزيداً من التنازلات، من بينها إتاحة الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى أحدث رقائق إنفيديا تقدماً المعروفة باسم بلاكويل، أشار الرئيس الأميركي إلى أن المحادثات لم تتطرق إلى هذا الأمر.

على الجانب الآخر، يقيّم المتعاملون الآراء المتباينة لصانعي السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي، عقب تصريحات رئيسه جيروم باول الأربعاء التي قلّل فيها من احتمالات خفض أسعار الفائدة في ديسمبر.

كان باول قد نصح بعدم محاولة التنبؤ بما إذا كان خفض آخر لأسعار الفائدة قد يحدث في عام 2025، وذلك بعدما أقرّ صانعو السياسة النقدية خفضاً متوقعاً بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء. وارتفعت عوائد السندات والدولار عقب تصريحاته، ما ضغط على الذهب الذي لا يدرّ فائدة ويُسعّر بالدولار.

 

الذهب يتراجع من ذروته القياسية

شهد المعدن الأصفر تراجعاً حاداً في الأيام الأخيرة بعدما صعد بقوة إلى مستوى قياسي تجاوز 4380 دولاراً للأونصة الأسبوع الماضي، في موجة صعود أظهرت المؤشرات الفنية أنها كانت مفرطة. كما أن مؤشرات التقدّم في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قلّصت جاذبية الذهب كملاذ آمن.

ومن المقرر أن يوقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ اتفاق تهدئة تجارية خلال لقائهما الخميس في كوريا الجنوبية، ما سيضع أكبر نزاع تجاري في العالم في حالة تجميد، على الأقل في الوقت الراهن.

وتشير الإشارات الأولية إلى أن الزعيمين يستعدان لاتفاق قد يتضمن التراجع عن بعض الرسوم والقيود المفروضة أو التي تم التهديد بفرضها خلال الأشهر الماضية.

الذهب ما زال مرتفعاً 50% منذ بداية العام

رغم التراجع الأخير، لا يزال الذهب مرتفعاً بنحو 50% منذ بداية العام، مدعوماً بمشتريات البنوك المركزية واهتمام المستثمرين بما يُعرف بـتجارة خفض القيمة، التي يتجنب فيها المستثمرون الديون السيادية والعملات لحماية أنفسهم من العجوزات المالية المتفاقمة.

وكتب سيباستيان مولينز، رئيس إدارة الأصول المتعددة والدخل الثابت في شروذرز، في مذكرة بحثية: شهدت السوق تصحيحاً طبيعياً، لكننا ما زلنا نرى أن هذه السوق الصاعدة لا يمكن مقارنتها بأي من الأسواق السابقة، سواء من حيث الاتساع أو عمق الطلب النقدي المحتمل.

اجتذب الارتفاع القوي في الأسعار مستثمرين من المؤسسات والأفراد إلى صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، غير أن التدفقات الخارجة هذا الأسبوع قلّصت بعضاً من هذا الدعم.

 

وانخفض إجمالي حيازات صناديق الذهب المتداولة لليوم الخامس على التوالي يوم الثلاثاء، وهي أطول سلسلة انخفاضات منذ مايو، وفق بيانات جمعتها بلومبرغ.

وارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.5% إلى  3949.50 دولار للأونصة عند الساعة 1:30 ظهراً في سنغافورة، بينما تراجع مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 0.1%. ولم يطرأ تغيير يُذكر على الفضة والبلاتين، بينما ارتفع البلاديوم.

ويترقب مراقبو السوق صدور تقرير مجلس الذهب العالمي الفصلي حول الطلب على الذهب في وقت لاحق من يوم الخميس، للحصول على مؤشرات حول حجم شهية المستثمرين والبنوك المركزية تجاه المعدن النفيس.