يستمر سهم تسلا في تقلباته الحادة التي باتت معهودة في هذا العام، الذي لن ينساه مستثمرو عملاق صناعة السيارات الكهربائية، حيث يقترب السهم من فقدان نصف قيمته في 2022، بعدما تلقى ضربة قاصمة جراء استحواذ إيلون ماسك على شركة تويتر، فضلًا عن الضغوط الاقتصادية الأخرى التي تتعرض لها سوق الأسهم جمعاء.
وتعرض سهم تسلا لضغوط أخرى الأسبوع الماضي على أثر مخاوف بشأن خفض الإنتاج في مصنع شنغهاي، مع تباطؤ الطلب في الصين وسط زيادة إصابات كورونا، بل ذهبت تقارير أخرى إلى أن الشركة الأمريكية بصدد تعليق إنتاج موديل واي في آخر أسبوع من ديسمبر، وهو الموديل الأكثر مبيعًا لدى تسلا.
ورغم ذلك، يبقي انشغال ماسك في إدارة تويتر أكبر المخاوف لدى المستثمرين، فهل سيظل سهم تسلا ضحية لتحول تركيز ماسك عن الشركة أم أن هذه الخطوة قد نالت كفايتها من التأثير السلبي على شركة صناعة السيارات الكهربائية؟
خسائر تسلا
أنهى سهم تسلا تعاملات الاربعاء 14 ديسمبر عند مستوى 156 دولاراً ، مسجلًا خسائر أسبوعية تتجاوز 8% وهو أقل مستوى منذ نوفمبر 2020، رغم ارتفاعه بأكثر من 3% في آخر جلسات الأسبوع، لتصل القيمة السوقية عند 565 مليار دولار في المرتبة السابعة عالميًا، بعدما كانت فوق 1.2 تريليون دولار خلال نوفمبر 2021 عندما شكل قمته التاريخية عند 410 دولار
ومنذ ذلك الحين، كان اللون الأحمر هو المسيطر على تداولاته سهم تسلا، حيث تزامنت التأثيرات السلبية لعمليات رفع أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي على الأسواق العالمية بصفة عامة مع إعلان إيلون ماسك رغبته في شراء تويتر، وهو العامل الأكبر في خسائر تسلا هذا العام.
والدليل على ذلك أن سهم تسلا تراجع بنحو 53% منذ بداية العام حتى الآن، فيما هبط مؤشرا ستاندرد آند بوزر وناسداك بنسبة 17% و30% على التوالي، مما يعني أن التأثير السلبي لاستحواذ ماسك على تويتر كان أكبر من تداعيات رفع الفائدة ومخاوف الركود الاقتصادي.
*أداء سهم تسلا في 2022
تداعيات شراء تويتر
بعد نزاعات بشأن الحسابات المزيفة على تويتر كانت على وشك أن تُوقف الصفقة، أكمل ماسك استحواذه على منصة التواصل الاجتماعي مقابل 44 مليار دولار في 27 أكتوبر الماضي، بعدما باع ما لا يقل عن 20 مليار دولار من أسهمه الخاصة في تسلا لتمويل عملية الشراء، مما تسبب في خسائر قوية للسهم بلغت 23% منذ الحين، مقارنة بمكاسب 3% لمؤشر ناسداك خلال الفترة نفسها.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ويبدو أنه لن يتوقف، فمع كل قرار يتخذه ماسك بشأن تويتر يخشى مستثمرو تسلا أن يكون له انعكاسًا سلبيًا على أداء الشركة، حتى من قبيل انشغال ماسك بمنصة التواصل الاجتماعي بشكل أكبر، هو ما تجلى في الأسابيع الماضية، بعدما أجرى الملياردير الأمريكي تغييرات جذرية في أعمال وهيكل تويتر.
وقوبلت سياسة ماسك تجاه تويتر والمحتوى على المنصة، خاصة من قبل شركات الإعلانات التي قررت خفض أو سحب إعلاناتها من المنصة مثلما فعلت شركة آبل قبل أن تعود من جديد، بعدما قدمت تويتر حوافز للمعلنين.
وفي ظل زخم التغييرات التي يُجريها ماسك ظهرت تكهنات بأنه يريد إطلاق عملة رقمية لمنصة تويتر، خاصة أنه من أكبر الداعمين للعملات المشفرة، الأمر الذي تسبب في خسائر قوية لعملة الدجكوين، لأن إصدار عملة تويتر يعني أن ماسك لن يكون مهتمًا بالدعم الرسمي لأي عملات رقمية أخرى.
ومع قلق مستثمري تسلا بشأن طول الوقت الذي يقضيه ماسك في تويتر، خرج الملياردير الأمريكي ليعلن أنه يرغب في اختيار مدير جديد للمنصة في ظل رغبته في خفض وقت عمله داخل منصة التواصل الاجتماعي، وهو الامر الذي من شأن حدوثه أن يكون دفعة قوية لارتفاع سهم تسلا.
توقعات سهم تسلا
تظل إمكانية بيع ماسك للمزيد من أسهمه في تسلا للمساعدة في تمويل تويتر الخطر الأكبر على تحركات سهم شركة السيارات الكهربائية خلال الفترة المقبلة، إلى جانب الضغوط الاقتصادية التي تواجه الصناعة بشكل عام مع ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم الذي ضرب تكاليف الإنتاج مما أجبر تسلا في وقت سابق من العام على رفع أسعار سياراتها.
ووسط هذه التحديات يراهن المستثمرون على قدرة تسلا على النمو وتحقيق المزيد من المبيعات كما هو معهود، مع توقعات أن تحقق الشركة الأمريكية ارتفاعًا بنسبة 55% في إيرادات العام الحالي بأكمله وزيادة أخرى بنحو 39% في العام المقبل.
وتشير التقديرات إلى ارتفاع معدل تسليم سيارات تسلا لأكثر من 440 ألف سيارة في الربع الأخير من 2022، ليصل إلى مستوى قياسي، مقابل 343.8 ألف سيارة في الربع الثالث، وبذلك تصل عمليات التسليم للعام بأكمله إلى حوالي 1.4 مليون وحدة، لتكون أقل مما تعهد به ماسك في بداية العام بتسليم 1.5 مليون سيارة، لكنه لا يزال رقمًا إيجابيًا مع الوضع في الاعتبار التحديات الاقتصادية وقيود سلاسل التوريد العالمية.
*معدل تسليم سيارات تسلا
وتشير توقعات محللي وول ستريت إلى أن متوسط السعر المستهدف لسهم تسلا عند 278.43 دولارًا للسهم خلال الأشهر الـ12 المقبلة، ما يمثل ارتفاعًا بأكثر من 60% عن المستوى الحالي، لكن الغالبية يبقون على السهم عند تصنيف محايد.
مع ذلك فقد يؤدي ارتفاع معدلات التضخم إلى زيادة في تكاليف المواد الخام المستخدمة في صناعة السيارات الكهربائية، مما يزيد من التكلفة النهائية للسيارات ويؤثر سلباً على الربحية المتوقعة لشركة تيسلا
كما يجب ملاحظة أن هناك العديد من التحديات الأخرى التي قد تواجه صناعة السيارات الكهربائية وشركة تيسلا، مثل المنافسة الشديدة من الشركات الأخرى في هذا المجال وعدم وجود نظام نقل كهربائي يكفي لدعم العديد من السيارات الكهربائية في الوقت نفسه
الرؤية الفنية لمسار سهم تيسلا
في 12 اكتوبر الماضي قدمت مقال فني بعنوان ( شبح الخسائر يطارد سهم تسلا , فأين الهدف ؟؟ ) كان سعر السهم يتداول عند 216 دولار توقعت لاسباب فنية كثيرة استمرار المسار الهابط للوصول الى هدف 150 دولار و 108 دولار , اليوم السهم يتداول عند مستوى 156 دولار
لذا توجب علينا تحديث الرؤية الفنية للمسار القادم والاهداف المتوقعة , فنيا لا يزال السهم تحت ضغط مجموعة من القمم الهابطة والنموج الفني للراس والكتفين المزدوج بعد كسر خط الرقبة عند مستوى 216 دولار والابتعاد جنوبا باحثا عن قاعه , أعتقد ان السهم يستهدف مستوى 135 دولار مع احتمال الانجراف الى 108 دولار , بتالي يمكن التوصية بالاستعداد لشراء السهم الاستثماري ضمن المستويات السابقة
بالنهاية , أعتقد ان شركة تيسلا بأفكار إيلون ماسك التكنولوجية قادره على النهوض من كبوة الفارس الحالية بما تقدمه للبشرية وقد يمثل شراء سهمها فرص إستثمارية قوية للمستقبل , وربما كل هذا الضجيج الذي يثار حول مؤسسها هي شخصنة من إرهاصات النجاح التي تثير المنافسين ضده لأنه بكل بساطه مختلف ويفكر دائما خارج الصندوق!!
اياد عارف
مؤسس موقع نمازون الاقتصادي