يُرجَّح أن يكون نمو مبيعات التجزئة الأميركية اعتدل قليلاً في سبتمبر، منهياً فصلاً قوياً من إنفاق المستهلكين، الذين يبدو أنهم بدؤوا يشعرون بالإحباط من ارتفاع الأسعار والقلق بشأن أمنهم الوظيفي.
ويتوقع الاقتصاديون زيادة المبيعات بنسبة 0.4%، بعد صعودها الشهر السابق بـ0.6%، وفق متوسط تقديرات استطلاع بلومبرغ. وبعد تأجيلها لأكثر من شهر بسبب الإغلاق الحكومي، من المقرر أن يُصدر مكتب الإحصاء هذه البيانات يوم الثلاثاء.
صمود الطلب الاستهلاكي
أظهر الطلب الاستهلاكي صموداً خلال الصيف، ما ساعد على الأرجح في تعزيز تسارع النمو الاقتصادي خلال الربع الثالث. وفي الوقت نفسه، يلوح خطر تراجع إنفاق المستهلكين مع تقليص العديد من أصحاب العمل وتيرة التوظيف.
علاوة على ذلك، يستند الإنفاق على السلع غير الضرورية بشكل أساسي إلى المتسوقين من أصحاب الدخل المرتفع الذين يستفيدون من مكاسب سوق الأسهم خلال العام. أما أصحاب الدخل الأدنى، فيتأثرون بشدة بارتفاع تكلفة العديد من السلع الأساسية.
وتُظهر أحدث بيانات جامعة ميشيغان أن المستهلكين لديهم أكثر الآراء تشاؤماً بشأن أوضاعهم المالية الشخصية منذ 2009، ويرون احتمال فقدان وظائفهم عند أعلى مستوياته في خمس سنوات.
على صعيد قطاع التجزئة، أعلنت شركات مثل ولمارت (Walmart) وغاب (Gap) عن تحقيق مبيعات قوية خلال الربع الماضي، ونجاح في جذب المتسوقين من أصحاب الدخل المرتفع. ومع ذلك، حذّرت هوم ديبو (Home Depot) من أن كثيراً من المستهلكين يؤجلون مشاريع التجديد والمشتريات الكبيرة.
بيانات أميركية مرتقبة
وتشمل البيانات الأميركية الرئيسية المنتظر صدورها الأسبوع المقبل مؤشر أسعار المنتجين وطلبات السلع المعمرة لشهر سبتمبر، إضافة إلى طلبات إعانات البطالة الأسبوعية. تأتي هذه التقارير قبيل عطلة عيد الشكر يوم الخميس والجمعة البيضاء أكبر يوم للتجزئة في العام.
في غضون ذلك، من المرجح أن يسلّط تقرير بيج بوك الأحدث من الاحتياطي الفيدرالي، المرتاقب صدوره يوم الأربعاء والذي يغطي أكتوبر وأوائل نوفمبر، الضوء على ضعف في التوظيف والنشاط.
رأي خبراء بلومبرغ إيكونوميكس:
بلغت أوضاع سوق العمل القاع خلال الصيف، ثم تحسنت تدريجياً حتى بدء الإغلاق الحكومي، الذي أدى إلى بعض الضعف المتجدد في الإنفاق والتوظيف. وتبحث الشركات في الغالب عن وسائل لخفض التكاليف عبر تبني التكنولوجيا وتقليص التوظيف. وبشكل عام، نعتقد أن الفيدرالي يستطيع -وربما يجب أن- خفض أسعار الفائدة في ديسمبر للحفاظ على التعافي الهش الذي بدأ خلال الصيف.
-آنا وونغ، ستيوارت بول، إيليزا وينغر، إستيل أوه، كريس جي. كولينز، تروي دوري وأليكس تانزي، اقتصاديون.