صدم وارن بافيت أسواق طوكيو في أغسطس من العام الماضي عندما وضع رهاناً بقيمة 6 مليارات دولار على أكبر خمس شركات لتداول الأوراق المالية في اليابان.

 

وبعد مرور عام فقط، بدأت استثماراته تؤتي ثمارها. فوسط ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ارتفعت القيمة الجماعية لحصص شركة بيركشاير هاثاواي، في 5 شركات أو سوغو شوشا باليابانية بنحو ملياري دولار.

 

وقد تجاوزت هذه المكاسب التي تزيد عن 30% معدل ارتفاع مؤشر Topix القياسي البالغة 22%، كما أنها لا تحتسب الدخل من توزيعات الأرباح.

 

من جانبه توقع المحلل في شركة توكاي طوكيو للأوراق المالية، هيدياكي كوريبارا، أن يحتفظ بافيت باستثماراته لفترة طويلة، حيث يرى أنه اشترى في وقت جيد.

 

وعلى الرغم من أن مشترياته في الأسهم كانت ناجحة، إلا أن الرجل الذي يطلق عليه اليابانيون في وسائل الإعلام أحياناً إله الاستثمار لم يلفت أنظار المتابعين الدوليين، وبدلاً من ارتفاع وتيرة مشتريات الأجانب في السوق الياباني، لم تشهد الأسواق تدفقات لرؤوس الأموال الأجنبية بسبب عدم اليقين بشأن الوباء والتغيرات في القيادة السياسية.

 

وأعلن رئيس الوزراء السابق، شينزو آبي، رغبته في التنحي عن منصبه، والذي كان بمثابة أول تغيير في القيادة منذ سبع سنوات.

 

والشركات الخمس هي: إيتوشو، وماروبيني، وميتسوي أند كو، وسوميتومو، وميتسوبيشي، حيث تبدو على الورق مناسبة بشكل غير عادي لفلسفة بافيت اشتر ما تعرفه.

 

في البداية، ارتفعت الأسهم بعد وصول أموال بافيت، حيث وصل مؤشر نيكاي في فبراير إلى 30 ألفاً للمرة الأولى منذ 31 عاماً. منذ تلك الذروة، على الرغم من ذلك، دخل مؤشر اليابان في انخفاض مستمر.

 

وكان السبب وراء التراجع، هو القفزة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، بعد أن تأخرت حملة التطعيم في اليابان عن مثيلتها في الولايات المتحدة وأوروبا.

 

كما استحوذ السلوك البيعي على المستثمرين الأجانب، حيث سجلت تعاملاتهم صافي بيع في الأسهم اليابانية في معظم الأسابيع منذ استثمارات بافيت.

 

وقالت شركة دالتون إنفستمنتس الأسبوع الماضي إن اليابان تمتلك العديد من الجواهر الكامنة بين شركاتها المدرجة بتقييمات رخيصة، حيث يتم تداول مؤشر Topix عند مكرر ربحية 14 مرة، مقارنة بـ 21 مرة لمؤشر S&P 500.

 

بينما أشارت بيركشاير إلى أنها يمكن أن تزيد استثماراتها في أي من الشركات المالية الخمس إلى ما يصل إلى 9.9%، إلا أنها لم تبلغ بعد عن أي تغييرات - يتعين على المساهمين الإفصاح عن ارتفاع أو انخفاض الحصص بمقدار نقطة مئوية واحدة. ولم تفصح بيركشاير أيضاً عن استثمارات أخرى في الشركات اليابانية، إلا أن الإلزام بالإفصاح يأتي بعد تخطي ملكية المستثمر 5% من الشركات المدرجة فقط.

 

على الجانب الآخر باعت بيركشاير هاثاواي سندات مقومة بالين الياباني بقيمة 160 مليار ين تعادل 1.5 مليار دولار في وقت سابق من هذا العام، مما أدى إلى بعض التكهنات حول إمكانية إعادة استثمارها.

 

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة Sparx Group Co، شوهي آبي: رغم المكاسب الضخمة، إلا أن بافيت لن يكتفي بعائد 30% على استثماره، متوقعاً أن يواصل استثماره في الشركات الخمس لفترة أطول.