قفزت أسعار النفط بعد أن أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على أكبر منتجي النفط في روسيا، فيما يكثّف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغط على نظيره فلاديمير بوتين للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وارتفع خام برنت نحو 4% ليُتداول قرب 65 دولاراً للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط متجهاً إلى 61 دولاراً بعد أن أدرجت الولايات المتحدة شركتي روسنفت ولوك أويل على القائمة السوداء، مشيرة إلى افتقار موسكو للالتزام لإنجاز عملية السلام في أوكرانيا.
كما يسعى ترمب إلى الضغط على المشترين الرئيسيين للنفط الروسي، أي الهند والصين.
وتُعد هذه العقوبات تحولاً في الموقف بالنسبة لترمب، الذي أعلن الأسبوع الماضي أنه سيلتقي بوتين خلال الأسابيع المقبلة، وقال مراراً إنه يعتقد أن روسيا ترغب في إنهاء الحرب، قبل أن يصرّح يوم الثلاثاء بأنه لا يريد عقد اجتماع بلا جدوى.
ترمب يناقش مشتريات الصين والهند من النفط الروسي
بعد الإعلان عن العقوبات، قال ترمب إنه يخطط للتحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ بشأن مشتريات الصين من النفط الروسي خلال اجتماع مقرر الأسبوع المقبل في كوريا الجنوبية. وأضاف أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أبلغه يوم الثلاثاء بأن بلاده ستبدأ خفض مشترياتها من النفط الروسي.
ووفقاً لبيانات وتصريحات ، أصبحت الصين والهند أكبر مشتريين للنفط الروسي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، بعدما تجنّبت دول أخرى التعامل مع موسكو بسبب الحرب.
وفرض ترمب تعريفات جمركية قاسية على الهند بسبب التجارة مع روسيا، بينما استثنى الصين من أي إجراءات مماثلة.
تُعد شركة روسنفت، التي يرأسها إيغور سيتشين أحد المقربين من بوتين، إلى جانب لوك أويل المملوكة للقطاع الخاص، أكبر شركتين منتجتين للنفط في روسيا، إذ تمثلان معاً ما يقرب من نصف إجمالي صادرات البلاد، أي نحو 2.2 مليون برميل يومياً في النصف الأول من هذا العام، بحسب تقديرات بلومبرغ. وتشكل الضرائب المفروضة على قطاعي النفط والغاز نحو ربع الميزانية الفيدرالية الروسية.
الاتحاد الأوروبي يتوصل لحزمة عقوبات جديدة على موسكو
في سياق منفصل، توصلت دول الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق حول حزمة جديدة من العقوبات على روسيا من المقرر اعتمادها يوم الخميس.
وستستهدف الإجراءات 45 كياناً ساعدت الدولة العضو في تحالف أوبك+ على التهرب من العقوبات، من بينها 12 شركة في الصين وهونغ كونغ، وفقاً لبيان صادر عن الدنمارك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
تعافت أسعار النفط من أدنى مستوى في خمسة أشهر كانت قد سجلته يوم الإثنين، وسط مؤشرات على أن موجة البيع الأخيرة كانت مبالغاً فيها، في حين ساهم انخفاض مخزونات النفط الأميركية في تهدئة المخاوف من تخمة في المعروض.
ومع ذلك، لا تزال العقود الآجلة في طريقها لتسجيل خسارة شهرية ثالثة، إذ تواصل المؤشرات باحتمال حدوث فائض عالمي في المعروض الضغط على الأسعار.