أعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس الأربعاء، أن كازاخستان قادت قفزة كبيرة في إنتاج تحالف أوبك+ من النفط الخام في فبراير، مما يسلط الضوء على تحديات تواجه مجموعة المنتجين في فرض الالتزام بحصص الإنتاج المتفق عليها.

وذكرت المنظمة في تقريرها الشهري أن إنتاج أوبك+، الذي يضم أوبك وحلفاء من بينهم روسيا،شهد زيادة في فبراير قدرها 363 ألف برميل يوميا ليصل إلى 41.01 مليون برميل مدفوعة بقفزة في إنتاج كازاخستان.

وتتجاوز الزيادة في فبراير مثلي تلك التي قررها التحالف لأبريل المقبل وقدرها 138 ألف برميل، مع بداية التراجع التدريجي عن أحدث شريحة من تخفيضات الإنتاج.

وتأثرت أسعار النفط بقرار زيادة الإنتاج إضافة إلى المخاوف بشأن الرسوم الجمركية.

ووصل إنتاج كازاخستان، وهي أكبر دولة حبيسة في العالم، إلى مستويات قياسية وتجاوز حصتها المتفق عليها في أوبك+ بكثير في وقت تزيد فيه شركة النفط الأميركية العملاقة شيفرون إنتاجها من حقل تنجيز، وهو أكبر حقل نفطي في البلاد.

ووفقا لبيانات أوبك التي تجمعها من مصادر ثانوية أنتجت كازاخستان 1.767 مليون برميل يوميا من النفط الخام في فبراير، ارتفاعا من 1.570 مليون برميل يوميا في يناير. وتبلغ حصة كازاخستان في أوبك+ 1.468 مليون برميل يوميا.

كما أظهرت البيانات أن بعض الدول الأخرى في أوبك+، ومنها الإمارات ونيجيريا والجابون، تضخ كميات تتجاوز حصتها، ولكن بمعدلات أقل بكثير.

وقالت مصادر لرويترز إن الإنتاج القياسي من كازاخستان ساعد تحالف أوبك+ على اتخاذ قرار المضي في زيادات أبريل. وتعهد مسؤولون من كازاخستان في إفادة صحفية الجمعة بخفض الإنتاج في مارس وأبريل ومايو.

واستقرت أسعار النفط بعد صدور تقرير أوبك إذ أبقى خام برنت على مكاسبه المسجلة في وقت سابق من الجلسة ليجري تداوله فوق 70 دولارا للبرميل.

استقرار توقعات الطلب

أبقت أوبك في تقريرها على توقعات نمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير.

وتتوقع المنظمة إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع 1.45 مليون برميل يوميا في 2025، و1.43 مليون برميل يوميا في 2026. ولم يتغير كلا التوقعين عن الشهر الماضي.

وتوقعت أن يتكيف الاقتصاد العالمي مع سياسات التجارة الجديدة. ودخلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على جميع واردات الصلب والألمنيوم الأميركية حيز التنفيذ اليوم الأربعاء، وذلك في إطار جهود لإعادة تشكيل التجارة العالمية لصالح الولايات المتحدة.

وقالت أوبك في التقرير من المتوقع أن تساهم المخاوف التجارية في التقلبات مع استمرار الكشف عن السياسات التجارية.

وتُعد توقعات أوبك للطلب على النفط مرتفعة نسبيا مقارنة بمصادر أخرى في القطاع، كما أن المنظمة لا تتوقع أن يصل الطلب إلى ذروته قريبا على عكس تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب 1.1 مليون برميل يوميا خلال 2025، وهو أقل من توقعات أوبك رغم أن الفجوة بين تقديراتهما فيما يتعلق بالعام الجاري أقل بكثير مما كانت عليه في 2024 عندما وصل التباين إلى مستوى غير مسبوق مدفوعا بخلاف حول وتيرة التحول في قطاع الطاقة.