(تقرير خاص - نمازون)

 

أعقبت الأزمة المالية العالمية أواخر عام 2008 عدة إجراءات قامت بها مختلف الدول لتهيئة اقتصاداتها على مواجهة مثل تلك الأزمات في المستقبل، لتكون بمثابة طوق نجاة من حدوث أزمة ركود أو كساد تُلقى بظلالها على الملاءة المالية للحكومات والشعوب.

 

ومنذ تاريخ الأزمة المالية العالمية الأخيرة، ألزمت البنوك المركزية وهيئات الرقابة المالية في مختلف البلدان البنوك الكبرى بتطبيق سياسة الضغط المالي، وذلك عقب قيام اللجان المصرفية المختلفة بإعداد اختبارات الضغط المصرفي للبنوك والتي أسفرت عن فشل عدة بنوك في اجتياز هذه الاختبارات.

 

وتهدف اختبارات الضغط المالي في المصارف إلى التعرف على قدرة البنوك على تحمل الخسائر في المستقبل، والتي من الممكن التعرض لها جراء حدوث بعض التغيرات على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو حتى تغير نمط السلوك الاستهلاكي داخل المجتمع الواحد.

 

وتتلخص أهمية تطبيق اختبارات الضغط المصرفي على البنوك في كونها تساعد على اتخاذ إجراءات مناسبة واحترازية تجاه المؤسسات المالية التي تظهر نتائج سوء أوضاعها، سواء تمثلت تلك الإجراءات في صورة دعم حكومي أو مؤسسي أو حتى تغيير طبيعة الكيان نفسه بإجراء تعديلات على شاكلة الدمج والاستحواذ.

 

 

لكن، وبعد مرور نحو 10 سنوات على تطبيق سياسة الضغط المالي في القطاع المصرفي، هل جاءت النتائج إيجابية؟

 

يرى مراقبون ماليون أن تطبيق إجراءات ومعايير الضغط المالي في البنوك أتى بثماره حيث أصبحت البنوك مُتخمة برؤوس أموال أكبر بكثير من حجم المخاطر التي من الممكن التعرض لها، وخاصة على مستوى محافظ القروض المُخصصة للتمويل العقاري.

 

وقال خبراء ماليون لـنمازون، إن المحك الحقيقي لاختبار الكفاءة المالية ونسبة كفاية رأس المال لدى البنوك تنحسر بين شقين رئيسيين، الأول يخص سوق العقارات وهو المؤثر الفعلي في حركة الائتمان والإقراض داخل أي اقتصاد. والثاني يرتكز في مستويات البطالة داخل الدولة والذي تتغير معه ملامح السياسة الاقتصادية للحكومات.

 

وأوضح مصرفيون أن اختبارات الضغط المالي بعد مرور أكثر من 10 سنوات على تطبيقها صارت مُعتادة ونمطية إلى حد كبير، مُشيرين إلى أن غالبية البنوك حول العالم أصبحت تجتاز تلك الاختبارات بكل سهولة، الأمر الذي يتطلب تطوير وتحديث آليات الضغط المالي لتواكب متطلبات الأوضاع الاقتصادية المُستحدثة.

 

وتُشير إدارة العمليات المصرفية في معظم البنوك الكبرى على أن هناك اتجاهاً راسخاً لدى القيادات المصرفية بضرورة تطبيق اختبارات أشد صرامة في آلية الضغط المالي مع الربط بين نتائج تلك الاختبارات وما تصبو إليه عمليات إدارة المخاطر الخاصة بالبنوك من تحليل بيانات ودراسة وتقييم، الأمر الذي يُضفي منطقية أكبر على تطبيق معيار الضغط المالي بمفهومه الحديث.

 

خدمات نمازون ..  منصة التحليل الفني المبرمجة ... للأسهم الإماراتية والسعودية والأسواق العالمية

 

بدعمكم نستمر ..  في تقديم المحتوى القيم والحلول الذكية للمستثمرين، لاكتشاف الفرص في الأسواق المحلية والعالمية

 

وإلى المزيد:

 

مورجان ستانلي تبشّر بصعود الأسواق الناشئة