ارتفعت الأسهم الآسيوية للمرة الأولى منذ ثلاثة أيام، مدعومة بموجة جديدة من عمليات الشراء في الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ما عزز مكاسب الأسهم اليابانية، في حين تراجع الذهب والنفط، بعد الإعلان عن اتفاق سلام في الشرق الأوسط.

ارتفع مؤشر الأسهم الإقليمي إم إس سي آي (MSCI) بنسبة 0.3%، مع تصدّر شركات التكنولوجيا مثل سوفت بنك غروب قائمة الرابحين. وواصل مؤشر نيكاي مكاسبه الأخيرة، بينما تذبذبت الأسهم في هونغ كونغ، إذ تراجع سهم إتش إس بي سي هولدينغز بعد خططه لخصخصة هانغ سنغ بنك. وفي البرّ الرئيسي للصين، قفزت الأسهم بنسبة 1.6% مع استئناف التداول بعد عطلة الأسبوع الذهبي.

الذهب والنفط يتراجعان بعد اتفاق السلام

انخفض الذهب لكنه بقي فوق مستوى 4000 دولار للأونصة، مع قيام المتعاملين بجني الأرباح عقب موجة ارتفاع حادة، وتراجع الطلب على الأصول الآمنة. كما هبط النفط بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن إسرائيل وحماس وافقتا على المرحلة الأولى من خطة السلام.

 

وجاءت مكاسب آسيا بعد أن أغلقت المؤشرات الأميركية على مستويات قياسية جديدة، إذ تجاهل المستثمرون المخاوف من فقاعة محتملة في أسهم التكنولوجيا الكبرى، وركّزوا على متانة أرباح الشركات واستئناف دورة خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. ويواجه التفاؤل الذي دعم الأسهم منذ هبوط أبريل، اختباراً حاسماً مع انطلاق موسم نتائج الأعمال.

وقال أيدان ياو، المحلل الاستراتيجي في أموندي إنفستمنت إنستيتيوت، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: في ظل تضخم التوقعات وارتفاع التقييمات، يركّز المستثمرون بدقة على الأرباح. إنهم يحاولون معرفة ما إذا كانت الأرباح تلحق فعلاً بمستوى التقييمات الحالية.

ارتفاع الين ومراقبة الأسواق الصينية

في أسواق العملات، ارتفع الين بعد أن لامس أضعف مستوياته أمام الدولار منذ فبراير، ما أثار تكهنات بشأن تدخل رسمي محتمل. وتراجع مؤشر بلومبرغ للدولار بعد ثلاثة أيام من المكاسب.

وتتركز الأنظار في آسيا على الأسواق الصينية مع استئناف التداول بعد عطلة الأسبوع الذهبي، إذ يقيّم المستثمرون ما إذا كان الزخم الجديد في أسهم الذكاء الاصطناعي سيعوّض علامات ضعف الإنفاق الاستهلاكي.

وقال شين-ياو نغ، مدير الصناديق في أبردين إنفستمنتس: شهدنا سلسلة أخبار إيجابية عن (أوبن إيه آي) رفعت المعنويات في قطاع الذكاء الاصطناعي خلال عطلة الصين ولم تنعكس بعد على الأسعار، لذا هناك مجال للتصحيح الإيجابي.

وأظهرت بيانات العطلة أن الأسر الصينية ما زالت حذرة، إذ ظل الإنفاق محدوداً، مع تفضيل الرحلات البرية الأرخص على السفر الجوي، وتراجع مبيعات شباك التذاكر عن التوقعات.

طفرة الذكاء الاصطناعي تدعم الأسهم الصينية

تزامن ضعف الاستهلاك مع موجة من الحماسة العالمية تجاه الذكاء الاصطناعي دفعت بأسهم التكنولوجيا إلى مستويات قياسية جديدة بينما كانت الأسواق الصينية مغلقة، مدفوعة بإعلانات الشركات عن تعاونات جديدة مع أوبن إيه آي.

وارتفع مؤشر سي إس آي 300 (CSI 300) لخمسة أشهر متتالية حتى سبتمبر، وهي أطول سلسلة مكاسب منذ عام 2017، مدعوماً بحماس المستثمرين لأسهم الرقائق الإلكترونية، بعد كشف ديب سيك عن نموذج ذكاء اصطناعي محدث، وخطط هواوي تكنولوجيز لمضاعفة إنتاجها من شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وحقق المؤشر مكاسب بنسبة 18% منذ بداية العام.

تطورات جيوسياسية واقتصادية

في التطورات السياسية، أعلن ترمب أن إسرائيل وحماس وافقتا على شروط إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة، في ما اعتبر اختراقاً كبيراً في المفاوضات التي ترعاها واشنطن لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.

وفي الصين، أعلنت الحكومة تشديد القيود على صادرات المعادن النادرة لتشمل السلع المصنعة في الخارج، ما يوسع القيود التي كانت مصدراً للتوتر بين بكين وواشنطن.

ومع جدول اقتصادي أميركي محدود بسبب الإغلاق الحكومي، ركّز المستثمرون الأربعاء على محضر الاجتماع الأخير للاحتياطي الفيدرالي، الذي أظهر استعداد المسؤولين لخفض أسعار الفائدة مجدداً هذا العام، لكن مع توخي الحذر بسبب مخاوف التضخم.

وقال لويس ألفارادو من ويلز فارغو إنفستمنت إنستيتيوت إن الفيدرالي ليس على مسار محدد مسبقاً، وأصبح اعتمادُه على البيانات أكثر أهمية من أي وقت مضى، مع سعيه لتحقيق توازن بين أهداف متضاربة، مضيفاً: ما زلنا نتوقع خفضين إضافيين بمقدار ربع نقطة مئوية قبل نهاية هذا العام، وخفضين آخرين العام المقبل.