ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية إلى جانب الأسهم الآسيوية بعد أسبوع متقلب، مع تنامي التفاؤل بشأن احتمالات قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة.
صعدت العقود الآجلة لمؤشر إس آند بي 500 بنسبة 0.4% مع بداية الأسبوع، بعدما أنهى المؤشر الأساسي جلسة الجمعة على ارتفاع عقب فترة مضطربة تخللتها عمليات بيع في الأصول الأكثر مخاطرة.
وارتفعت عقود مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.6%. كما تقدمت الأسهم في هونغ كونغ وأستراليا وكوريا الجنوبية، بينما ظلت السوق في الصين القارية مستقرة. في حين كانت الأسواق اليابانية مغلقة بسبب عطلة رسمية.
تراجع النفط بعد أن سجّل أكبر خسارة أسبوعية منذ أوائل أكتوبر، إذ قيّم المتعاملون احتمال إبرام صفقة سلام بين أوكرانيا وروسيا قد تزيد تدفقات الخام إلى سوق تواجه خطر حدوث فائض في المعروض. وانخفض الذهب بشكل طفيف لليوم الثالث.
تحسن الإقبال على المخاطرة في وول ستريت
تحسّن الإقبال على المخاطر في وول ستريت بعد تقارير يوم الجمعة تفيد بأن مسؤولين أميركيين أجروا محادثات أولية حول السماح لشركة إنفيديا ببيع شرائح الذكاء الاصطناعي H200 إلى الصين. كما تلقّت السوق دفعة أخرى بعد أن لمّح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز إلى إمكانية خفض الفائدة في المدى القريب.
أنهت وول ستريت أسبوعاً مضطرباً مع تحول الأسهم صعوداً بعد موجة بيع هزّت بعضاً من أكثر الأصول مضاربةً في السوق، ما اختبر أعصاب المستثمرين بعد موجة صعود قوية.
وقال نيك توييدال، كبير المحللين في إيه تي غلوبال ماركتس (AT Global Markets): بالنظر إلى التحركات التي شهدناها الأسبوع الماضي، واحتمال استمرار التقلب في الأيام المقبلة، فسيكون من الطبيعي أن يتردد المستثمرون في المراهنة بقوة على معنويات المخاطر الإيجابية.
تقلبات حادة تهزّ الأسواق والأنظار على الفيدرالي
شهدت الأسواق عودة قوية للتقلب الأسبوع الماضي مع تزايد الشكوك بشأن قدرة الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة، ما أثار قلق المستثمرين. وتقلبت الأصول المفضلة لدى المتداولين الأفراد، بما في ذلك العملات المشفّرة والأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بشكل حاد، بينما أدت موجة بيع في أسهم التكنولوجيا الآسيوية إلى دفع مؤشر إم إس سي آي لآسيا والمحيط الهادئ نحو أكبر تراجع أسبوعي له منذ أبريل.
ارتفعت سندات الخزانة يوم الجمعة بعد أن قال ويليامز، الذي يُنظر إليه كحليف مقرب لرئيس الفيدرالي جيروم باول، إنه يرى مجالاً لتيسير السياسة النقدية في المدى القريب، مع تزايد مخاطر تراجع التوظيف وهبوط مخاطر صعود التضخم.
وبينما عزز المتداولون رهاناتهم على خفض للفائدة في ديسمبر، ظل المسؤولون منقسمين بشأن التحرك، إذ قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز إنها لم تحسم موقفها بعد.
ويُسعّر المتعاملون الآن احتمالاً يتجاوز 60% لخفض أسعار الفائدة في ديسمبر. وفي وقت سابق من هذا الشهر، كانت احتمالات خفض ربع نقطة الشهر المقبل أقل من 50%.
السوق تراقب مسار العملات المشفرة
تتجه الأنظار إلى سوق العملات المشفّرة بعد ارتفاع كبير في التقلب الأسبوع الماضي وتراجع بتكوين.
يوم الإثنين، تذبذبت بتكوين بعد ارتداد مؤقت خلال عطلة نهاية الأسبوع وسط رياح معاكسة ناجمة عن عدم اليقين الاقتصادي الكلي، وتدفّقات خارجة من صناديق المؤشرات المتداولة. وظل الشعور في السوق حذراً مع مراقبة المتداولين مستوى 85200 دولار باعتباره مستوى دعم رئيسياً.
تداولت أكبر عملة مشفّرة قرب 88 ألف دولار، بعدما قلّصت معظم خسائرها المبكرة عقب تراجعها بنسبة 2.3%. وكانت قد قفزت بأكثر من 4% يوم الأحد.
وقالت جون بي ليو، الشريكة المؤسسة في تين كاب (Ten Cap)، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ إن موجة البيع والتقلب الأخيرة مرتبطة إلى حد ما بأصول أخرى عالية التقلب أو عالية الاعتماد على الديون مثل بتكوين.
قلق أوروبي… وتوتر صيني - ياباني
في أماكن أخرى، استقر اليورو والجنيه الإسترليني بينما تركّز الأسواق أيضاً على الضغوط المالية في أوروبا. فقد رفضت الجمعية الوطنية الفرنسية جزءاً من موازنة 2026 في الساعات الأولى من صباح السبت، في خطوة تُبرز حالة عدم اليقين المحيطة بنهج رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو لمعالجة العجز المتضخم.
وقالت الحكومة البريطانية خلال عطلة نهاية الأسبوع إنها ستجمّد أسعار القطارات في الموازنة المقرر إعلانها يوم الأربعاء. وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من إجراءات دعم القدرة على تحمل التكاليف، إذ تسعى وزيرة الخزانة رايتشل ريفز لتعويض الأثر السياسي لضرورة جمع ما يصل إلى 25 مليار جنيه إسترليني (33 مليار دولار) من الزيادات الضريبية وضبط الإنفاق لتحقيق الاستقرار المالي.
وفي مستجدات جيوسياسية أخرى، استمر الخلاف بين الصين واليابان، إذ وجّهت الصين رسالة إلى الأمم المتحدة، بينما قال وزير الدفاع الياباني، خلال زيارة لقاعدة عسكرية قرب تايوان، إن خطط نشر صواريخ في الموقع تسير وفق الجدول المحدد، وسط توترات متصاعدة بين طوكيو وبكين بشأن الجزيرة.
وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن المهلة التي اقترحها الرئيس دونالد ترمب في 27 نوفمبر لضمان دعم أوكرانيا لخطة السلام المدعومة من أميركا ليست نهائية، وقد تمتد إلى الأسبوع التالي. وجاء تحذيره بعد محادثات أميركية - أوكرانية يوم الأحد في جنيف، وصفها الجانبان بأنها تحرز تقدماً نحو اتفاق.