محت الأسهم الآسيوية المكاسب التي حققتها في مستهل تداولات اليوم، مع انخفاض مؤشر الأسهم اليابانية قبل إعلان قرار سعر الفائدة المرتقب من بنك اليابان المركزي يوم الجمعة. وارتفع الدولار مقابل معظم سلة العملات الكبرى.

انخفض مؤشر توبكس الياباني لليوم الثالث وسط مخاوف من أن بنك اليابان قد يقلص مشترياته من السندات خلال اجتماع السياسة النقدية الذي يستمر يومين. بينما ارتفعت الأسهم في أستراليا وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية، في أعقاب الارتفاع الذي شهدته نظيراتها الأميركية يوم الأربعاء، والذي جاء بعدما أدى تباطؤ التضخم إلى تعويض تأثير قرار سعر الفائدة المتشدد إلى حد ما من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.

مكاسب مبكرة في البورصات الأميركية

سجلت الأسهم والسندات الأميركية مكاسب مبكرة أمس بعدما أظهر تقرير أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي انخفض إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات. وفي وقت لاحق، توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة فقط هذا العام، مقارنة بشهر مارس الذي شهد توقعات بإجراء ثلاثة تخفيضات، في حين رفع البنك توقعاته لعام 2025 إلى أربعة تخفيضات.

 

قالت تشارو تشانانا، الخبيرة الاستراتيجية في مؤسسة ساكسو كابيتال ماركتس (Saxo Capital Markets): بالنظر إلى وجود علامات واضحة على تراجع بيانات التضخم، ستستمر الأسواق في توقع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة على المدى القريب، وهذا يمكن أن يدعم الأسواق الآسيوية. وأضافت: السوق تتجاهل قرار السياسة النقدية المتشدد الذي اتخذه بنك الاحتياطي الفيدرالي بالأمس إلى حد ما، حيث يأتي ذلك القرار وسط ابتعاده عن مسار التيسير النقدي الذي كان يميل له المركزي سابقاً، لكن ثبت أن الاقتصاد غير مستعد له بعد.

صعود الأسهم في كوريا والصين

ارتفع مؤشر الأسهم في كوريا الجنوبية بما يصل إلى 1.8%، متجهاً إلى تسجيل أعلى إغلاق له منذ فبراير 2022. وقالت الحكومة الكورية إنها ستدرس إجراء تغييرات على قواعد البيع على المكشوف يوم الخميس، كجزء من المحادثات الجارية حول موعد رفع الحظر الحالي المفروض على استراتيجية التداول هذه.

كما صعدت أغلب أسهم شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية، حيث قال المحللون إن الأسواق كانت تتوقع بالفعل زيادة الاتحاد الأوروبي للرسوم الجمركية المفروضة على السيارات الصينية.

 

ومن المتوقع أن يبقي بنك اليابان أسعار الفائدة دون تغيير يوم الجمعة، لكنه قد يفكر في خفض مشتريات السندات، حسبما هو متوقع على نطاق واسع. وباع المستثمرون اليابانيون أكبر كمية من الديون الخارجية منذ تسع سنوات الأسبوع الماضي وسط تحول السياسة العالمية للبنك المركزي.

 

توقعات أسعار الفائدة الأميركية

اختلفت وجهات نظر المسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي حول أفضل مسار للمضي قدماً فيما يتعلق بتكاليف الاقتراض. وأظهر مخطط النقاط الذي وضعه الفيدرالي أن أربعة من صناع السياسة النقدية لم يتوقعوا أي تخفيضات هذا العام، في حين توقع سبعة تخفيضاً واحداً فقط وتوقع ثمانية تخفيضين.

قال سونو فارغيز من كارسون غروب (Carson Group): من المحتمل أن توقعات (مخطط النقاط) لم تأخذ في الاعتبار أحدث بيانات التضخم لشهر مايو، والتي كانت أضعف من المتوقع وعكست بعض الارتفاع الذي لاحظناه في الربع الأول. ما زلنا نعتقد أن الاحتمالات مرتفعة لخفض أسعار الفائدة مرتين في 2024 إذا استمرت عملية تباطؤ التضخم، كما نتوقع.

 

من جانبه، أشار جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي ، إلى أن المسؤولين رحبوا بأرقام التضخم الأخيرة، مضيفاً أنه يأمل في صدور مزيد من التقارير المشابهة. وذكر أن أرقام أمس ساعدت في بناء ثقة المجلس في مسار التضخم، لكنها ليست كافية لتبرير خفض أسعار الفائدة في هذا الوقت.

ختاماً، وفي سوق السلع، مالت أسعار النفط نحو التراجع بعد تقدمها لمدة ثلاثة أيام، حيث كان المستثمرون يقيمون الزيادة غير المتوقعة في مخزونات الخام الأميركية وتوقعات استمرار أسعار الفائدة الأميركية المرتفعة على المدى الطويل، في حين انخفضت أسعار الذهب.